كفاكم تعصباً...وتعلموا من نجوم "الكلاسيكو"

محمود زقوت

avata
محمود زقوت
25 مارس 2015
877C8737-D005-401B-A63D-9C28D7CD997B
+ الخط -

تُعرف كرة القدم عالمياً عن جدارة واستحقاق بأنها "اللعبة الأجمل" بيد أن أكثر الأشياء جمالاً تنطوي هي الأخرى على أوجه قاتمة، كذلك هي كرة القدم التي لا تشذ عن القاعدة، فإن وجهها القاتم هو "التعصب الرياضي" الذي أصبح يُشوّه جمال اللعبة الشعبية الأولى عالمياً.

ومصطلح التعصب الرياضي قد يكون مألوفاً بالنسبة للشخص العادي، فهو يُعد جزءاً لا يتجزأ من مفهوم "التعصب" بشكل عام، والذي يُعرف على أنه الميل المفرط أو المبالغ فيه لفئة ما على حساب المبادئ والقيم لدرجة تجعل من الشخص يتحيّز لما يحب حتى يصل به إلى عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بناء على ميل إلى جانب.

كذلك يصف بعض علماء الاجتماع التعصب في الرياضة بأنه مرض نفسي اجتماعي يقود إلى نشر ثقافة الكراهية والعنصرية والتجاوزات المناهضة للقيم الأخلاقية التي تتسبب في انحدار فكر بعض المنتمين للرياضة، الأمر الذي يُؤدي إلى انفعال الرياضيين عند الخسارة، والتطاول على المنافسين بالشتائم التي تشوه الرياضة.

لكن "التعصب الرياضي" لم يعد يُشكل مجرد ظاهرة انتماء وولاء لنادٍ أو فريق رياضي ما فحسب، بل تعدى الأمر ذلك، حيث انتشرت ظاهرة التعصب الرياضي في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ في معظم دول العالم ومنها بلداننا العربية، في أمر عزا أسبابه علماء النفس والاجتماع إلى أن شخصية الفرد العادي، التي لا تتساوى أبداً مع شخصية أي فرد آخر مهما بدا في الظاهر تشابههما في المظهر والسلوك.

وتزايدت وتيرة هذا التعصب بدرجة تتنافى مع كافة التعاليم الدينية والأخلاقية، حيث لم يستثنِ أحداً، وأصاب الكبار قبل الصغار، ليصل أحياناً إلى مستويات باتت تشكل خطراً على النسيج المجتمعي، وتُفقد الرياضة طعم المنافسة الشريفة وتلطخها بطلاء أسود من التمادي في الحقد، وقد ظهر ذلك جليّاً خلال مباراة "الكلاسيكو" الأخيرة التي جمعت بين قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد.

ولم تخلُ المجتمعات في شتى بقاع الكرة الأرضية بشكل عام والعربية على وجه الخصوص من مظاهر التعصب الكروي، حيث لم تقتصر هذه الآفة على الحماس الجماهير في ملعب "كامب نو" أو تجمعات الشباب أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، بل دخلت أيضاً إلى البيوت لتفسد فيما بين الأب وابنه والزوج وزوجته والأخ وأخيه، بل وتقسم الفئة الكبرى من المجتمع إلى قسمين متعاديين من أجل لون ذلك القميص أو ذاك على حساب الآخر.

ناهيك عن ذلك، فقد عجّت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "تويتر" على مدار اليومين الماضيين بالعديد من صور "التعصب الرياضي" بدءاً من إلقاء الشتائم، مروراً بالقذف بين عُشاق الفريقين الإسبانيين وانتهاء بالنقد الجارح، الذي تنتج عنه المشاكل بين أعز الأصدقاء والرفاق.

لكن بكل أسف، فإن هذه المظاهر قد ظهرت، في الوقت الذي قدّم لاعبو فريقي برشلونة وريال مدريد درساً رائعاً في الروح الرياضية، حينما أثبتوا صحة مقولة أن حدة المنافسة داخل الملعب لا تعني الكراهية، ولا تعني أيضاً أن اللاعبين أصبحوا جنوداً يخوضون حرباً ضروساً ضد الفريق المنافس.

ونشرت قناة "كانال بلوس" الإسبانية، مقطع فيديو أظهرت فيه لاعبي الفريقين وهم يحتضنون بعضهم البعض بكل روح رياضية في النفق المؤدي إلى ملعب المباراة في رسالة غير مباشرة منهم إلى الجماهير تُؤكد قيمة المنافسات الكروية وعلوّ قيم الروح الرياضية فوق كل الاعتبارات الكروية.

ودعت القناة من خلال هذا المشهد الجماهير للتحلي أكثر بالروح الرياضية، التي تُعطي لكل جمهور الحق في التعبير عن حبه أو إعجابه، لكن شريطة أن يكون هذا التشجيع حضارياً ومحموداً.

ذات صلة

الصورة
عيسى العيدوني نجم منتخب تونس لكرة القدم (Getty)

رياضة

ساهم نجم نادي الوكرة، عيسى العيدوني في فوز منتخب تونس على ضيفه مدغشقر، بهدف نظيف، مساء الخميس، في افتتاح التصفيات المؤهلة لبطولة كأس أمم أفريقيا.

الصورة
تحدث أبو زمع عن مدرب منتخب الأردن جمال سلامي (Getty)

رياضة

تحدث عبد الله أبو زمع (48 سنة)، مدرب منتخب الأردن الأولمبي، في حوار خاص مع "العربي الجديد" عن التحضيرات الأخيرة للمشاركة في منافسات أولمبياد باريس 2024

الصورة
الخبير الفني للاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم بلحسن مالوش

رياضة

خرج الخبير الفني للاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم بلحسن مالوش عن صمته، وكشف لأول مرة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء مغادرته الاتحاد التونسي

الصورة
 كشف المنذر الكبير أسرار مغادرته للأفريقي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

ظهر المدير الفني التونسي، منذر الكبيّر، للمرة الأولى، في وسائل الإعلام، بعد تجربته الأخيرة مع النادي الأفريقي التي استمرت من شهر فبراير إلى مايو

المساهمون