تتميّز كلّ منطقة في سورية بصناعة كعك العيد خاصتها وحلوياته. وتشتهر إدلب، شمالي غرب سورية، بزراعة الزيتون وزيته المعروف بالجودة العالية، وهي تصنع منه كعكها الشهير، المعروف بـ "كعك زيت الزيتون"، الذي ينفرد أهالي إدلب بصنعه وهو ميزتهم الفريدة.
ويدخل زيت الزيتون الذي يفتخر السوريون بجودته في محافظة إدلب، في صناعة كعك الأعياد مع دقيق القمح و بعض التوابل.
التقى "العربي الجديد"، الحاج عبد اللطيف عطا الله، الذي يملك فرناً لإنتاج هذا الكعك منذ خمسين عاماً، و يساعده الآن فيه أولاده السبعة، حيث ارتبط صنع هذا الكعك ارتباطاً وثيقاً بثقافة الأهالي.
يقول الحاج عبد اللطيف: " أنا لم أعد أعمل حالياً، فقد علّمت هذه المهنة لأولادي و أنا أشرف على عملهم فقط. نحن هنا لا نقوم بإنتاج الكعك و بيعه، بل يأتي الناس إلينا بمكوّناته البسيطة، و نقوم بعجنها و شوائها".
و يضيف الحاج عبد اللطيف: "التغيّرات التي طرأت على صناعة هذا الكعك منذ عقود حتى الآن، اقتصرت على نوعية الدقيق، فقد كانوا سابقاً يستعملون دقيق القمح الخالص، والآن يستعملون دقيق القمح "محسوب الخير" على حد تعبيره، بالإضافة إلى التغيير الذي طرأ على آلية الشواء. فقد بدأت بالأفران الحجرية على الحطب، إلى أن وصلت الآن إلى أفران مختلفة سواء كانت على الغاز أو الكهرباء".
أمّا خالد، وهو أحد أبناء الحاج عبد اللطيف، فيقول لـ"العربي الجديد": "أحب هذه المهنة لأنها من تراث البلد و تجمعني مع إخوتي في العمل، وأحب إنتاج هذا الكعك نظراً لتكلفته البسيطة وهي حوالي( ٠.٧ دولار أميركي) للكيلو غرام الواحد في الوقت الحالي، و بمقدور جميع الناس التمتّع بطعمه الرائع".
ومن المأكولات التي ارتبطت بزيت الزيتون في إدلب، "الزنانة"، وهي عبارة عن خبز يبلّل بزيت الزيتون البكر، بعد استخراجه من المعصرة مباشرة، ويوضع عليه الثوم وحب الرمان، وهي من المأكولات المرتبطة بموسم حصاد الزيتون في المحافظة.
ويرى الأهالي في إدلب أنّ كعك زيت الزيتون هو عطاء من أرض إدلب لهم، حيث تشتهر المحافظة بجودة زيت الزيتون، وتعود زراعة أشجار الزيتون فيها لآلاف السنين. وبحسب إحصائيات صادرة عن وزارة الزراعة التابعة للنظام السوري، فإنّ عدد أشجار الزيتون المثمرة في محافظة إدلب يقارب 13 مليون شجرة، بينما تقدر مساحة الأرض المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة بنحو 128 ألف هكتار.