كشف هويّة مسرّب عقارات للمستوطنين في القدس

20 أكتوبر 2014
1500 مستوطن في سلوان (أحمد غرابي/فرانس برس)
+ الخط -

استولى مستوطنون، فجر اليوم الاثنين، على بنايتين سكنيتين، في حي بطن الهوى، أو ما يعرف بالحارة الوسطى من أراضي بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، ليرتفع بذلك عدد المستوطنين في البلدة إلى أكثر من 1500.

وتأتي عملية الاستيلاء هذه، بعد أقلّ من شهرِ على استيلاء جمعية "العاد" الاستيطانية، على 25 شقة سكنية في منطقة وادي حلوة. وقد عرضت الجمعية مغريات للإقامة في تلك العقارات، وخصّت فيها الجنود الإسرائيليين، ومن يجيد إطلاق النار للإقامة فيها، مقابل أجرٍ يومي يصل إلى نحو (135 دولارا).

وفي هذا السياق، أوضح مركز "معلومات" وادي حلوة، اليوم الاثنين، في بيانٍ، أنّ "البنايتين خاليتان من السكان، ومالكيهما قاما ببيعهما إلى شخصٍ، تبيّن أنّه متورّط ببيعهما للجمعيات الاستيطانية. وقد أخلت العائلتان المبنيين، قبل نحو أربعة أشهر، ليتمّ الاستيلاء عليهما فجر اليوم".

وبحسب المركز، فإنّ عملية الاستيلاء الجديدة، تمّت بدعمٍ من الحكومة الإسرائيلية، التي تموّل نشاطات الجمعيات الاستيطانية المختلفة، للسيطرة على عقارات المقدسيين في سلوان، وتحديداَ في الحارة الوسطى.

بدوره، شدّد محافظ القدس ووزيرها، عدنان الحسيني، لـ"العربي الجديد"، على "ضرورة ملاحقة جميع المتورّطين في عمليات البيع الأخيرة في سلوان، ومحاسبتهم على جرائمهم".

كما جدّد رئيس الهيئة "الإسلامية العليا"، الشيخ عكرمة صبري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، تحريم "بيع العقارات لغير المسلمين"، لافتاً إلى أن "من يقوم بهذا الجرم، خارج عن ذمّة المسلمين، ولا يدفن في مقابرهم".

إلى ذلك، تسود حالة من السخط والغضب الشعبي في بلدة سلوان، وسط خشيةٍ من أن يتمّ الاستيلاء على مبانٍ أخرى في حي البستان، المهدّدة معظم مساكنه بالهدم، بعدما نجح الشخص نفسه، الذي سرّب العقارين، اليوم، في شراء عددٍ من المنازل في الحي، وفق ما أكّدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

ولاحقاً، كشف القيادي في حركة "فتح" بالقدس، عدنان غيث، هوية منفّذ عملية تسريب وبيع العقارين في البلدة، ويدعى شمس الدين القواسمي (55 عاماً)، موضحاً أنّ الأخير مطلوب من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، منذ أربع سنوات، لعلاقته ببيع وتسريب عقارات أخرى، بما في ذلك تسريب أراضٍ من قرية جبع (شمال شرق القدس المحتلة)، للمستوطنين.

وكان القواسمي قد ادّعى خلال تحقيقات سابقة أنّه يعمل لصالح مؤسسة في دولة الإمارات، ووعد خلال التحقيق بالسفر إلى أبوظبي، وإحضار مستندات من تلك المؤسسة، لكّنه ذهب ولم يعد.

من جهةٍ أخرى، أشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ القواسمي دائم التنقل بين مصر والإمارات، لوجود أقارب له من جهة والدته في مصر، وكان يعمل في مهنة النجارة، قبل أن يتحوّل إلى عملٍ آخر، وهو تنظيم رحلات سفر جماعية إلى الخارج، بالتعاون مع شخصٍ آخر.

وكان مركز "معلومات" وادي حلوة، أشار في بيانه، بشكل صريح، إلى ضلوع القواسمي في عمليات البيع والتسريب التي تمّت اليوم، إضافةً إلى ضلوعه في تسريب إحدى البنايات التي استولى عليها مستوطنون، قبل نحو شهر في البلدة.

دلالات