كرويف (أحب كرة القدم) 7: لماذا خسرنا مونديال 1974؟

12 يوليو 2015
+ الخط -

يستكمل العربي الجديد تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، ونستكمل سوياً الحلقة السابعة من كتاب الأسطورة الهولندية يوهان كرويف "أحب كرة القدم".


جليد أمستردام
"أتذكر جيدا أنه في بداياتي كلاعب أن من أوائل مبارياتي في كأس أوروبا للأندية البطلة مع أياكس كانت مواجهة بنفيكا البرتغالي على أرضنا، كنا في شهر فبراير/شباط وسط الشتاء القارس، وارتفاع الجليد وصل لنصف متر.. فكرنا حينها أن هؤلاء البرتغاليين الذين لم يشاهدوا الجليد ولو لمرة واحدة في حياتهم لم يكن لديهم أي فرصة معنا، المباراة ستكون سهلة وسنفوز، ولكن حينما وصل فريق إيزيبيو وبقية الصحبة وبدأت المباراة وسط الجليد، لعبوا وفازوا واضطررنا لقضاء لحظات عصيبة في العودة لكي ننجح في قلب النتيجة".

"أرغب عن طريق هذه القصة في إظهار أن كل الظروف المناخية يمكن تحملها والتعامل معها، فيما إن أضرارها تكون على طرفي المواجهة، ففي النهاية تتكون المباراة من 90 دقيقة ويمكن لعبها تحت أي ظرف.. بالنسبة لي كرة القدم لا تتعلق بالظروف أو فريق طيب وآخر شرير، بل من هو الأفضل خلال مدة المباراة بغض النظر عن تاريخه وميزانيته وهيبته بين بقية الأسماء الأخرى".

"حينما كنت شابا في الحقيقة لم أتوقف عن اللعب، سواء كانت تمطر ثلوجا كنت أتحمل وألعب وسطها، وإذا كانت درجة الحرارة أشبه بالجحيم، فلم توجد لدي مشكلة من العرق والتعامل مع سوء الحظ الذي يواجهني".


نهائي مونديال 1974
"لماذا خسرنا نهائي مونديال 1974؟ يتردد هذا السؤال كثيرا أمامي.. حسنا، أعتقد أن الأمر كان يرتبط بمشكلة ذهنية لدينا، كما أن الألمان كان لديهم فريق جيد للغاية بخلاف أننا كنا نلعب على أرضهم".

"مشكلتنا الذهنية كهولنديين تتمثل في شعورنا بالرضا سريعا، إنه شعور شائع بيننا.. لقد وصلنا للنهائي، وكان هذا أكبر إنجاز تاريخي بالنسبة لنا حينها وعلامة فارقة في تاريخنا لم تحدث أبدا، ربما نكون تراخينا قليلا أمام كل هذه الإشادات ورضينا بالوصول لهذه الخطوة، ولكن على الرغم من هذا أعتقد أن هذا النهائي لو كان ضد فريق آخر غير الألمان لكنا فزنا".

"ألمانيا هو الفريق الوحيد القادر على تسجيل هدف يمنحه الفوز في الدقيقة الأخيرة، مباراة ألمانيا الأخيرة دائما ما تكون هي الأفضل، ولكن على أي حال يوجد جانب إيجابي للموضوع، أو على الأقل أنا أرى الأمور هكذا.. ربما إذا ما كنا فزنا في 1974 بالنهائي لم يكن أحد ليتحدث كثيرا عن هذه المباراة، وكيف كنا جيدين ومثالية الكرة التي كنا نقدمهم".

"الأساطير قد تتغذى أيضا بالهزائم، خاصة إذا ما كنت تلعب كرة قدم جميلة تترك مذاقا خاصا لدى الجماهير، فعلى سبيل المثال حدث شيء مشابه في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2001 بين ألافيس (الإسباني) وليفربول (الإنجليزي)".

"لقد تمكن ألافيس من حفر اسمه في ذاكرتنا للأبد ليس بسبب نتيجة المباراة، بل نتيجة للطريقة التي لعبوا بها وكل التضحيات وكرة القدم التي قدموها لنا كجماهير، وهذا الأمر يؤكد أن كرة القدم الجميلة تظل دائما في ذاكرة الجماهير، حتى لو تعرضت للخسارة".

"المباريات التي تجمع فرقا تنتمي لتصنيفات مختلفة، دائما ما تكون مثيرة ومليئة بالمشاعر لأنها هي التي تظهر أن كرة القدم ليست علما له قواعد، أتذكر أنه منذ سنوات كانت هناك مباراة في كأس الملك بين برشلونة ونومانسيا، وكانت بالمناسبة حينها أكثر المباريات مشاهدة عبر التلفاز".

اقرأ أيضاً : كرويف (أحب كرة القدم) 6:فائدة التسلل وإشكالية التحكيم والتكنولوجيا
 كرويف (أحب كرة القدم)5:برميل البارود في مواجهة المدرب
كرويف(أحب كرة القدم)4:تصعيد اللاعبين وأسخف ما في كرة القدم!
كرويف (أحب كرة القدم) 3 :التدرب في مرآب السيارات!
كرويف (أحب كرة القدم) 2: من هو المدرب الناجح؟
كرويف (أحب كرة القدم) 1 ... سحر كرة الشوارع

المساهمون