كانت نازا صغيرة جداً عندما جذبتها والدتها قائلة لها إن الرجل الذي يبيع الفاكهة والحلوى موجود في القرية، ليأخذوها إلى أحد المنازل حيث تعرّضت إلى الختان من دون أن تعلم ماذا حلّ بها. فأصبحت ككثيرات من نساء إقليم كردستان ضحيّة لتقاليد قديمة متوارثة أباً عن جدّ.
وتخبر نازا جلال التي تسكن اليوم قلعة دزة في محافظة السليمانيّة، "أتذكر أنه كان أمراً مؤلماً جداً. فقد ثبتتني امرأتان على الأرض...". تصمت برهة قبل أن تكمل: "أعلم أن أجسادنا ملك لنا. لماذا يأخذون شيئاً كان ملكي؟".
تبدو نازا حزينة وهي تتحدّث عما أصابها، لكنها تقول: "ما من سبب يدعونني إلى الغضب من والدتي التي أحب. كانت تلك ممارسة شائعة، ويجب أن نغضب من هؤلاء الذين ينشرون هذه الممارسة باسم الدين".
ويقول هنا المساعد العلمي لرئيس جامعة السليمانيّة التقنيّة ناصح فاتح عثمان الذي شارك في بحث عن ظاهرة ختان الإناث في إقليم كردستان، إن "الختان يعني قطع جزء من الجهاز التناسلي للمرأة، أو حتى أجزاء من الشفرتَين أحياناً، من دون سبب طبي". ويشدّد على أن "منظمة الصحة العالميّة تعده جريمة صحيّة بشعة، في حين حرّمته اتفاقيّة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة اختصاراً باسم "سيداو" والتي أقرتها الأمم المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول 1979 ودخلت حيّز التنفيذ في الثالث من سبتمبر/أيلول 1981، لتكون بمثابة وثيقة حقوق دوليّة للنساء". ويلفت إلى أن العراق صادق عليها في عام 1986.
ويوضح عثمان أن "التقارير السابقة كانت تشير إلى ختان أكثر من 50% من نساء إقليم كردستان، لكن المسح الميداني الذي أجراه الفريق البحثي عام 2011 أظهر تراجعاً إلى 23%". وكان البحث قد شمل عيّنة من الإناث ضمّت 1500 أنثى تراوحت أعمارهن ما بين ستة أشهر و20 عاماً، منهنّ 348 تعرّضن إلى الختان".
ويشير عثمان إلى أن "أعلى نسبة للنساء اللواتي تعرّضن إلى الختان، سجّلت في محافظة أربيل بواقع 37%، في حين سجلت نسبة 29% في السليمانية، و4% فقط في دهوك". وشرح أن "أكثر المناطق التي لوحظ فيها انتشار لظاهرة الختان كانت أقضية رانية وجومان وسوران"، لافتاً إلى أن "23% من اللواتي تعرّضن للختان كنّ بحسب البحث، يبلغن 16 عاماً وما وفوق، في حين سُجّلت نسبة 5% بين الفتيات دون الست سنوات". بالتالي، تشهد ظاهرة الختان في الإقليم تناقصاً مستمراً منذ عام 2000.
ويوضح عثمان أن "50% من اللواتي تعرّضن للختان برّرن ذلك بأسباب دينية، و41% منهن بأسباب اجتماعية، في حين عزت 11% منهن الأمر إلى التطهر". لكنه يشدّد على أن البحث أظهر أن "الأم هي صاحبة الدور الأساسي في قرار الختان، بواقع 79% من الحالات التي تمّت دراستها".
من جهته، يشدّد الناشط المدني إسماعيل محمد على أن "ظاهرة ختان الإناث هي من الظواهر الخطيرة في المجتمع، وتتركز بكثرة في إقليم كردستان، على خلفيّة العادات والتقاليد البالية التي شجعت العوائل على ختان بناتهن، كنظرة البيئة القاصرة للفتاة غير المختونة".
ويرى محمد أنه "لا يمكن علاج ظاهرة ختان الإناث عن طريق كتابة عمود صحافي، أو من خلال إعداد برنامج تلفزيوني فقط، إذ لا بد من أن يُشرك المجتمع رجال الدين في التوعية، بالإضافة إلى تفعيل قوانين رادعة".
وتجدر الإشارة إلى أن للأمم المتحدة موقفاً حاسماً من ختان الإناث في إقليم كردستان العراق. وكانت المنظمة الأممية قد أعلنت السادس من فبراير/شباط "يوماً دولياً لعدم التسامح مطلقاً مع تشويه الأعضاء التناسليّة للإناث"، إذ صنّفت هذه العادة خطراً على صحة الفتيات والنساء، لما لها من آثار ضارة تتسبب في تدهور الصحة الإنجابية والنفسية للضحية.
لكن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كشفت في آخر تقرير لها عن ختان الإناث صدر في نهاية عام 2013، عن تعرض 8% من النساء العراقيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و49 عاماً للختان، معظمهن في إقليم كردستان. وقد أشارت في الوقت نفسه إلى أن هذه الظاهرة تراجعت في السنوات الأخيرة.
وأوضح التقرير أن "الغالبيّة العظمى من المختونات يسكنّ في محافظات أربيل والسليمانية وكركوك"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "ظاهرة ختان الإناث انخفضت إلى النصف في العراق ككلّ".
وتخبر نازا جلال التي تسكن اليوم قلعة دزة في محافظة السليمانيّة، "أتذكر أنه كان أمراً مؤلماً جداً. فقد ثبتتني امرأتان على الأرض...". تصمت برهة قبل أن تكمل: "أعلم أن أجسادنا ملك لنا. لماذا يأخذون شيئاً كان ملكي؟".
تبدو نازا حزينة وهي تتحدّث عما أصابها، لكنها تقول: "ما من سبب يدعونني إلى الغضب من والدتي التي أحب. كانت تلك ممارسة شائعة، ويجب أن نغضب من هؤلاء الذين ينشرون هذه الممارسة باسم الدين".
ويقول هنا المساعد العلمي لرئيس جامعة السليمانيّة التقنيّة ناصح فاتح عثمان الذي شارك في بحث عن ظاهرة ختان الإناث في إقليم كردستان، إن "الختان يعني قطع جزء من الجهاز التناسلي للمرأة، أو حتى أجزاء من الشفرتَين أحياناً، من دون سبب طبي". ويشدّد على أن "منظمة الصحة العالميّة تعده جريمة صحيّة بشعة، في حين حرّمته اتفاقيّة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة اختصاراً باسم "سيداو" والتي أقرتها الأمم المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول 1979 ودخلت حيّز التنفيذ في الثالث من سبتمبر/أيلول 1981، لتكون بمثابة وثيقة حقوق دوليّة للنساء". ويلفت إلى أن العراق صادق عليها في عام 1986.
ويوضح عثمان أن "التقارير السابقة كانت تشير إلى ختان أكثر من 50% من نساء إقليم كردستان، لكن المسح الميداني الذي أجراه الفريق البحثي عام 2011 أظهر تراجعاً إلى 23%". وكان البحث قد شمل عيّنة من الإناث ضمّت 1500 أنثى تراوحت أعمارهن ما بين ستة أشهر و20 عاماً، منهنّ 348 تعرّضن إلى الختان".
ويشير عثمان إلى أن "أعلى نسبة للنساء اللواتي تعرّضن إلى الختان، سجّلت في محافظة أربيل بواقع 37%، في حين سجلت نسبة 29% في السليمانية، و4% فقط في دهوك". وشرح أن "أكثر المناطق التي لوحظ فيها انتشار لظاهرة الختان كانت أقضية رانية وجومان وسوران"، لافتاً إلى أن "23% من اللواتي تعرّضن للختان كنّ بحسب البحث، يبلغن 16 عاماً وما وفوق، في حين سُجّلت نسبة 5% بين الفتيات دون الست سنوات". بالتالي، تشهد ظاهرة الختان في الإقليم تناقصاً مستمراً منذ عام 2000.
ويوضح عثمان أن "50% من اللواتي تعرّضن للختان برّرن ذلك بأسباب دينية، و41% منهن بأسباب اجتماعية، في حين عزت 11% منهن الأمر إلى التطهر". لكنه يشدّد على أن البحث أظهر أن "الأم هي صاحبة الدور الأساسي في قرار الختان، بواقع 79% من الحالات التي تمّت دراستها".
من جهته، يشدّد الناشط المدني إسماعيل محمد على أن "ظاهرة ختان الإناث هي من الظواهر الخطيرة في المجتمع، وتتركز بكثرة في إقليم كردستان، على خلفيّة العادات والتقاليد البالية التي شجعت العوائل على ختان بناتهن، كنظرة البيئة القاصرة للفتاة غير المختونة".
ويرى محمد أنه "لا يمكن علاج ظاهرة ختان الإناث عن طريق كتابة عمود صحافي، أو من خلال إعداد برنامج تلفزيوني فقط، إذ لا بد من أن يُشرك المجتمع رجال الدين في التوعية، بالإضافة إلى تفعيل قوانين رادعة".
وتجدر الإشارة إلى أن للأمم المتحدة موقفاً حاسماً من ختان الإناث في إقليم كردستان العراق. وكانت المنظمة الأممية قد أعلنت السادس من فبراير/شباط "يوماً دولياً لعدم التسامح مطلقاً مع تشويه الأعضاء التناسليّة للإناث"، إذ صنّفت هذه العادة خطراً على صحة الفتيات والنساء، لما لها من آثار ضارة تتسبب في تدهور الصحة الإنجابية والنفسية للضحية.
لكن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كشفت في آخر تقرير لها عن ختان الإناث صدر في نهاية عام 2013، عن تعرض 8% من النساء العراقيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و49 عاماً للختان، معظمهن في إقليم كردستان. وقد أشارت في الوقت نفسه إلى أن هذه الظاهرة تراجعت في السنوات الأخيرة.
وأوضح التقرير أن "الغالبيّة العظمى من المختونات يسكنّ في محافظات أربيل والسليمانية وكركوك"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "ظاهرة ختان الإناث انخفضت إلى النصف في العراق ككلّ".