ارتفع عدد البريطانيات، أو المقيمات في بريطانيا، اللواتي يقبلن على ختان بناتهن بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة. ويعزو البعض ذلك إلى بحثهن الوهمي عن الأمان بالنسبة إلى المواطنات، أو زيادة عدد المقيمات اللواتي دفعهن الهرب من الاضطرابات في بلادهن للاستقرار في المملكة المتحدة، بحسب تقرير "سيتي يونيفرسيتي".
وتعمل مجموعة "مساواة الآن" لحقوق الانسان على تفاصيل الظاهرة بجدّية، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 1992 وتهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الإنسان للمرأة والفتيات في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر عملية الختان إجراءً غير قانوني في بريطانيا منذ العام 1985، لكن الملاحقات القانونية المحليّة الأخيرة، هي الأولى من نوعها لمعاقبة المسؤولين عنها. كما تقرر أن تفتتح في الأول من سبتمبر/ أيلول 2014، أوّل عيادة متخصّصة لمعالجة حالات ختان الفتيات. وقد انتهت دراسة حديثة إلى تضاعف أعداد النساء المختونات في انجلترا وويلز، عمّا كان سائداً اعتقاده.
وعلى صعيد متصل، أعلنت "المنظمة الوطنية لمكافحة القسوة بحق الأطفال" أنّها تسلّمت 322 تقريراً، منذ أفسحت المجال للاتصال بها على مدار 24 ساعة للمساعدة في قضايا الختان وحقوق الأطفال.
وفي اتصال هاتفي لـ"العربي الجديد" مع الطبيب في مستشفى "هارتلاند" في برمنجهام، طارق أبو قاسم، أفاد بأنه يصادف بشكل متكرّر حالات نساء تعرضن لعملية الختان، وأنه تقطن في منطقته جاليات تؤمن بضرورة الختان كجزء من الثقافة الشعبية، غالبيتها من إثيوبيا والسودان ومصر ونيجيريا والصومال وغيرها من دول أفريقيا، ما يشكل جزءاً لا يستهان به في ثاني أكبر مدينة ببريطانيا.
اعتداء على المرأة
يصف الطبيب العملية بأنها نوع من الاعتداء على جسد المرأة أو الطفلة عن قصد أو عن غير قصد. "تتعرّض المرأة بعد ذلك عند الحمل والولادة لتمزّق شديد وتشويه لأعضائها التناسلية". ويشير إلى وجود "قابلة" متخصّصة في موضوع الختان ترسل إليها النساء بعد الإفصاح عن ختانهنّ، إذ تسعى لإقناعهنّ بإجراء عملية "عكس الختان".
وأسهب أبو قاسم بتصنيف عملية الختان إلى ثلاثة أنواع: "انسداد جزئي، وانسداد شبه كامل، وانسداد كامل، ويتم علاجها بشقّ المنطقة المختونة في الشهر الرابع من الحمل وأحياناً عند المخاض في حال رفضت المرأة إجراء العملية قبل ذلك". وأشار إلى أن "الكليّة الملكية للأمراض النسائية والتوليد" في بريطانيا تنظّم مهنة التوليد وتقدّم ارشادات مثلى لمعالجة هذه الحالات. إذ يمنع القانون في بريطانيا عملية الختان ويحاكم من يقوم بها.
وفي لقاء مع شهادات حيّة لعملية الختان، تحدّثت حنان، مصرية بريطانية، لـ"العربي الجديد" عن تجربتها مع الختان، إذ قالت إنّها لم تنس ولن تنسى ذلك الألم الذي شعرت به عند إجراء عملية ختانها حين كانت في السابعة من عمرها. تحكي: "سمعت والدتي تتحدّث إلى نساء العائلة بصوت خافت، لم أمتنع عن التنصّت عليهن على الرغم من جهلي بموضوع الحوار الدائر، ولم أعلم الحقيقة إلا حين أمسكن بي محاولات تثبيتي بكل ما أوتين من قوة، وهنّ ينهرنني لأهدأ، كوني سأغدو اليوم امرأة عفيفة".
وتهمس حنان: "هدأت حينها وحاولت الوثوق بأقوالهن رغم إحساسي العميق بخبث نواياهن. تصمت لوهلة وتكمل بغصّة واصفة كيف باعدن ساقيها وهي تصرخ وتستغيث بوالدتها التي تجاهلتها بالكامل حتى إنجاز المهمّة بنجاح. تقول: "ما زلت حتى اليوم أعجب كيف لأم أن توافق على هذا الإجرام بحقّ طفلتها مهما حكمت الظروف أو التقاليد.
لن أنسى إحساس الألم والإهانة ونظرات النسوة الفرحات بمشهد الدم، ينساب من طفلة في السّابعة، تعجز عن الدفاع عن نفسها وتنهمر الدموع من عينيها جرّاء التعدي على أنوثتها. لازمني الوجع الجسدي أياماً أو أسابيع، صراحة لم أعد أذكر المدّة الزمنية. أمّا الأثر النفسي فيرافقني حتى اليوم وأرى المشهد أمامي بوضوح كأنّه يحدث الآن".
ورداً على سؤال حول ختان ابنتها، تجيب حنان بانفعال: "لن أسمح لمخلوق أن يمس طفلتي، وخاصة لو كان بهذه الطريقة الشنيعة، ولو اضطررت لمحاربة العالم بأسره".
حنان واحدة من ملايين يعانين من هذه العملية التي أودت بحياة كثيرات. أما من حالفهنّ الحظ بالبقاء على قيد الحياة فغالبيتهن يواجهن آثارها الجسدية أو النفسية. وتعطي الحكومة البريطانية اهتماماً بالغاً للموضوع، إذ يمنع القانون اجراء عملية الختان على أراضيها أو السّفر إلى الخارج بغية تنفيذها.
"الأهل مسؤولون"
وتحدّث رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، عن تغيير القانون في مؤتمر "قمة الفتاة"، ويرمي تعديل القانون إلى تحميل أهل الفتيات مسؤولية حماية بناتهم من الختان وإلا فسيواجهون العقاب. كما أعلن عن تخصيص مبلغ 1.4 مليون جنيه استرليني لبرنامج متخصص في إيقاف هذه الممارسة بحق الفتيات، وعن إصدار تعليمات جديدة للشرطة حول كيفية التعاطي مع الحالات الحديثة، وتوجيهات للقوانين المدنية لحماية من يواجهن هذا الخطر.
كما تناول كاميرون زواج القاصرات وأثره السلبي عليهن نفسياً وجسدياً.
وفي السياق ذاته، كان ممثلون عن ثلاثين دولة قد وقّعوا معاهدة إنهاء الختان وزواج الصغيرات خلال جيل واحد.
وفي العالم 125 مليون ضحية في 29 دولة أفريقية وآسيوية، كثير منها من دول منطقة الشرق الأوسط.
ويعتبر يوم 6 فبراير/ شباط، اليوم العالمي لرفض ختان الاناث في العالم وهو يوم توعية عالمي ترعاه منظمة "اليونيسف".
وفي ندوة عن الزواج المبكر وختان الاناث في لندن يوليو/ تموز 2014، دار نقاش حاد بين نشطاء وإسلاميين محافظين، إثر توجيه تهمة الزواج المبكر وختان الإناث إلى الثقافة العربية والإسلامية. ودافع مدير "المركز الثقافي الاسلامي" في لندن، الدكتور أحمد الدبيان، عن الدين في المؤتمر وحاول تبيان براءة الإسلام من هذه العادات. وحضر المؤتمر اكثر من 100 شخص أغلبهم من نشطاء الجالية اليمنية في بريطانيا.
وتعمل مجموعة "مساواة الآن" لحقوق الانسان على تفاصيل الظاهرة بجدّية، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 1992 وتهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الإنسان للمرأة والفتيات في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر عملية الختان إجراءً غير قانوني في بريطانيا منذ العام 1985، لكن الملاحقات القانونية المحليّة الأخيرة، هي الأولى من نوعها لمعاقبة المسؤولين عنها. كما تقرر أن تفتتح في الأول من سبتمبر/ أيلول 2014، أوّل عيادة متخصّصة لمعالجة حالات ختان الفتيات. وقد انتهت دراسة حديثة إلى تضاعف أعداد النساء المختونات في انجلترا وويلز، عمّا كان سائداً اعتقاده.
وعلى صعيد متصل، أعلنت "المنظمة الوطنية لمكافحة القسوة بحق الأطفال" أنّها تسلّمت 322 تقريراً، منذ أفسحت المجال للاتصال بها على مدار 24 ساعة للمساعدة في قضايا الختان وحقوق الأطفال.
وفي اتصال هاتفي لـ"العربي الجديد" مع الطبيب في مستشفى "هارتلاند" في برمنجهام، طارق أبو قاسم، أفاد بأنه يصادف بشكل متكرّر حالات نساء تعرضن لعملية الختان، وأنه تقطن في منطقته جاليات تؤمن بضرورة الختان كجزء من الثقافة الشعبية، غالبيتها من إثيوبيا والسودان ومصر ونيجيريا والصومال وغيرها من دول أفريقيا، ما يشكل جزءاً لا يستهان به في ثاني أكبر مدينة ببريطانيا.
اعتداء على المرأة
يصف الطبيب العملية بأنها نوع من الاعتداء على جسد المرأة أو الطفلة عن قصد أو عن غير قصد. "تتعرّض المرأة بعد ذلك عند الحمل والولادة لتمزّق شديد وتشويه لأعضائها التناسلية". ويشير إلى وجود "قابلة" متخصّصة في موضوع الختان ترسل إليها النساء بعد الإفصاح عن ختانهنّ، إذ تسعى لإقناعهنّ بإجراء عملية "عكس الختان".
وأسهب أبو قاسم بتصنيف عملية الختان إلى ثلاثة أنواع: "انسداد جزئي، وانسداد شبه كامل، وانسداد كامل، ويتم علاجها بشقّ المنطقة المختونة في الشهر الرابع من الحمل وأحياناً عند المخاض في حال رفضت المرأة إجراء العملية قبل ذلك". وأشار إلى أن "الكليّة الملكية للأمراض النسائية والتوليد" في بريطانيا تنظّم مهنة التوليد وتقدّم ارشادات مثلى لمعالجة هذه الحالات. إذ يمنع القانون في بريطانيا عملية الختان ويحاكم من يقوم بها.
وفي لقاء مع شهادات حيّة لعملية الختان، تحدّثت حنان، مصرية بريطانية، لـ"العربي الجديد" عن تجربتها مع الختان، إذ قالت إنّها لم تنس ولن تنسى ذلك الألم الذي شعرت به عند إجراء عملية ختانها حين كانت في السابعة من عمرها. تحكي: "سمعت والدتي تتحدّث إلى نساء العائلة بصوت خافت، لم أمتنع عن التنصّت عليهن على الرغم من جهلي بموضوع الحوار الدائر، ولم أعلم الحقيقة إلا حين أمسكن بي محاولات تثبيتي بكل ما أوتين من قوة، وهنّ ينهرنني لأهدأ، كوني سأغدو اليوم امرأة عفيفة".
وتهمس حنان: "هدأت حينها وحاولت الوثوق بأقوالهن رغم إحساسي العميق بخبث نواياهن. تصمت لوهلة وتكمل بغصّة واصفة كيف باعدن ساقيها وهي تصرخ وتستغيث بوالدتها التي تجاهلتها بالكامل حتى إنجاز المهمّة بنجاح. تقول: "ما زلت حتى اليوم أعجب كيف لأم أن توافق على هذا الإجرام بحقّ طفلتها مهما حكمت الظروف أو التقاليد.
لن أنسى إحساس الألم والإهانة ونظرات النسوة الفرحات بمشهد الدم، ينساب من طفلة في السّابعة، تعجز عن الدفاع عن نفسها وتنهمر الدموع من عينيها جرّاء التعدي على أنوثتها. لازمني الوجع الجسدي أياماً أو أسابيع، صراحة لم أعد أذكر المدّة الزمنية. أمّا الأثر النفسي فيرافقني حتى اليوم وأرى المشهد أمامي بوضوح كأنّه يحدث الآن".
ورداً على سؤال حول ختان ابنتها، تجيب حنان بانفعال: "لن أسمح لمخلوق أن يمس طفلتي، وخاصة لو كان بهذه الطريقة الشنيعة، ولو اضطررت لمحاربة العالم بأسره".
حنان واحدة من ملايين يعانين من هذه العملية التي أودت بحياة كثيرات. أما من حالفهنّ الحظ بالبقاء على قيد الحياة فغالبيتهن يواجهن آثارها الجسدية أو النفسية. وتعطي الحكومة البريطانية اهتماماً بالغاً للموضوع، إذ يمنع القانون اجراء عملية الختان على أراضيها أو السّفر إلى الخارج بغية تنفيذها.
"الأهل مسؤولون"
وتحدّث رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، عن تغيير القانون في مؤتمر "قمة الفتاة"، ويرمي تعديل القانون إلى تحميل أهل الفتيات مسؤولية حماية بناتهم من الختان وإلا فسيواجهون العقاب. كما أعلن عن تخصيص مبلغ 1.4 مليون جنيه استرليني لبرنامج متخصص في إيقاف هذه الممارسة بحق الفتيات، وعن إصدار تعليمات جديدة للشرطة حول كيفية التعاطي مع الحالات الحديثة، وتوجيهات للقوانين المدنية لحماية من يواجهن هذا الخطر.
كما تناول كاميرون زواج القاصرات وأثره السلبي عليهن نفسياً وجسدياً.
وفي السياق ذاته، كان ممثلون عن ثلاثين دولة قد وقّعوا معاهدة إنهاء الختان وزواج الصغيرات خلال جيل واحد.
وفي العالم 125 مليون ضحية في 29 دولة أفريقية وآسيوية، كثير منها من دول منطقة الشرق الأوسط.
ويعتبر يوم 6 فبراير/ شباط، اليوم العالمي لرفض ختان الاناث في العالم وهو يوم توعية عالمي ترعاه منظمة "اليونيسف".
وفي ندوة عن الزواج المبكر وختان الاناث في لندن يوليو/ تموز 2014، دار نقاش حاد بين نشطاء وإسلاميين محافظين، إثر توجيه تهمة الزواج المبكر وختان الإناث إلى الثقافة العربية والإسلامية. ودافع مدير "المركز الثقافي الاسلامي" في لندن، الدكتور أحمد الدبيان، عن الدين في المؤتمر وحاول تبيان براءة الإسلام من هذه العادات. وحضر المؤتمر اكثر من 100 شخص أغلبهم من نشطاء الجالية اليمنية في بريطانيا.