كرة طائرة في غزة

20 أكتوبر 2014
في غزة.. يقاوم الفلسطينيون الإعاقة بالرياضة (إيمان عبد الكريم)
+ الخط -
بُتِرت يد ابتسام ابنة الثلاثين عاما، لكن يدها الأخرى كانت سر سعادتها، فهي الآن إحدى لاعبات الفريق الأساسي لكرة الطائرة لذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة، الذي يسعى للمنافسة عالميا في بطولات عربية ودولية.

تقول ابتسام لـ "العربي الجديد": "نحن أول فريق نسائي يمارس لعبة الكرة الطائرة جلوسا، ونطمح أن نرتقي بدور ذوي الاحتياجات الخاصة لنتخلّص من حالة التهميش التي يعانون منها مجتمعيا".

الواقع أنه لا شيء يمنع الغزيّين من الحياة والصمود والاستمرار. المواطن الغزي يملك الدافع والرغبة في البقاء والإنجاز والعطاء لنفسه ولوطنه.
الحكايات في غزة كثيرة ودوافع الحياة قائمة، وليست حكراً على الأسوياء، بل تمتد إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي الفئة التي تعاني جراء الكثير من المعوّقات والنقص في استعدادات دمجها في المجتمع ومنحها حقوقها، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

في غزة يقاوم الفلسطينيون الإعاقة بالرياضة، لذا بادرت مجموعة من الرياضيين لتأسيس فريق لكرة الطائرة لذوي الاحتياجات الخاصة قبل عام، والفريق هو الأول من نوعه في فلسطين، ويضم 16 لاعبة يتدربن أسبوعيا تحت إشراف "الاتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين".


بذل القائمون على المشروع، جهدا كبيراً من أجل تحقيق أهدافهم، في ظل مجتمع محكوم بالكثير من العادات والتقاليد، التي تحدّ من قدرة الفتاة الطبيعية على ممارسة حياتها. يؤكد نائب رئيس الاتحاد مازن بشير أن عملية دمج الفتيات في اللعبة استغرق وقتا طويلا، نظرا للحالة النفسية السيئة التي عشنها خلال الحرب.

وعن قلة الإمكانيات وعدم توافر الكثير من متطلّبات اللعبة، يقول: "نفتقر الملعب ونتدرّب في ملعب نادي خدمات دير البلح بسبب غياب الأدوات والمال. يتدرّب الفريق بشكل أسبوعي بمجهود ذاتي من أجل دمجه في المجتمع ولا نتلقى أي دعم من أي جهة رسمية".

نشاط لا تعوقه الإعاقة
وعن طموحات الفريق وأحلامه، يؤكد بشير أنهم يسعون إلى الوصول بالفريق إلى المحافل العربية والدولية "لنثبت للعالم أن فلسطين وغزة المحاصرة تستطيع أن تنتج وتبدع وتمارس حقها في الحياة"، مضيفا: "نطالب بتطبيق قانون المعاق والنظر إلى المعاقين كمنتجين وتوفير فرص العمل لهم، لأن هناك تقصيراً رسمياً وشعبياً تجاههم".

وتقول أنصار (34 عاما) المصابة بشلل الأطفال: "أشعر بالسعادة وأنا أمارس هذه الرياضة، تشعرني بالمساواة مع الأسوياء، وهذا يقوّي الدافع لدي للعطاء وبذل المزيد من الجهد للتميّز. نحن نمارس حقنا في الحياة واللعب والبحث عن شيء مفيد".

واستمرارا للجهود الساعية إلى خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة، تم تأسيس نادي "فارسات فلسطين" لدعم حقوق الفتيات ذوات الإعاقة من خلال الرياضة في المجتمع، والحصول على حقهن في الترفيه واللعب، وفقا للقانون الفلسطيني الذي كفل حقوق المعوقين.

وترى أمين سر الاتحاد العام للمعاقين، سوسن الخليلي، أن أهمية النادي تكمن في قدرته على إبراز مواهب المعوقات وصقلها والاستفادة منها. ويتمتّع النادي بتنوعه بين الأنشطة الثقافية والفنية والمهنية، التي تمهد لدمج الفتيات في المجتمع على نحو سليم يضمن لهن مشاركة فاعلة.

ويضم النادي ألعابا مختلفة بينها ألعاب القوى وتنس الطاولة والكرة الطائرة (جلوسا)، وبالتالي يشمل كافة الألعاب الرياضية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.
وتقول الخليلي إن" الهدف هو التركيز على النساء في مكان متخصص كأول نادٍ في فلسطين من أجل تشجيعهن على الانتساب للنادي الذي يضم 70 فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وسنطلق فرقا رياضية في رياضات عدة، للمشاركة في البطولات المحلية والدولية لرفع علم فلسطين في البطولات العربية والدولية كافة ".
المساهمون