إحساس غريب ينتابك حين تقف وسط مكتبة عامة تحوي مليون كتاب أو أكثر. مهابة البناء وسعة فضائه يُشعرانك بضآلة حجمك، ويحمّلانك المسؤولية تجاه كتب على الرفوف تحتاج لمن يقرأها. كأنها تستدعيك لاغتنام الفرصة والغرف منها قبل أن يسبقك الوقت.
أمكنة كهذه تتركنا أمام أسئلة كثيرة، من سيقرأ تلك الكتب؟ ومتى؟ ولو أراد الإنسان أن يقرأ فمن أين يبدأ؟ وهل القراءة مشروع له توقيت، وبداية أو نهاية؟ وكم حياة نحتاج لكي نقرأ مليون كتاب؟
إن لحظة إدراكنا لوجود هذا الكمّ الهائل من الكتب في مكان واحد، وتخيل مكتبات العالم جميعها بما تحويه، مقابل النقص الكبير والمتزايد بعدد القراء، تحوّل الكتب في هذه الحالة بالذات إلى أداة قهر بالمعنى الإيجابي للوصف. وجودها ومنفعتها وجهد كاتبها ومسار طبعها ونشرها وتوزيعها والترويج لها لا توازيها حاجة البشر لتلك السلعة.
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية درجت على إصدار دراسة سنوية تحدد فيها البلد الأكثر قراءة، باحتساب المعدل الأعلى للساعات التي يقضيها القراء في المطالعة. وبيّنت دراستها الصادرة العام الماضي أن الهند تأتي في المرتبة الأولى بين البلدان، فالقارئ الهندي يقضي نحو 10.42 ساعات أسبوعياً في المطالعة، ما يعني أنه يقضي 3800 ساعة سنوياً في القراءة. ووفق حساباتها يبلغ متوسط سرعة القراءة من 200 إلى 250 كلمة في الدقيقة تقريبًا، أي دقيقتين لكل صفحة.
وفي مقالة قرأتها بعنوان كيف تقرأ كتابين في الأسبوع؟ يرد فيها أن معظم الناس يقرأون 50 صفحة في الساعة. وإذا كنت تقرأ 10 ساعات أسبوعياً، فالإجمالي هو 26 ألف صفحة سنوياً. وتفترض المقالة نفسها أن متوسط عدد صفحات الكتب هو 250 صفحة، أي أن القارئ وفق هذا السيناريو، يقرأ 104 كتبٍ في السنة، أي بمعدل كتابين في الأسبوع.
وبناءً على ما سبق يمكن احتساب عدد الكتب المحتمل أن تقرأها خلال حياتك، باحتساب سنوات العمر الافتراضية المتبقية لديك، وفقاً لمعدل الأعمار المحتسب في دولتك أو محيطك الجغرافي. ومع كثير من التفاؤل قد تصل قراءاتك إلى 100 كتاب سنوياً وتُمنح لقب "دودة الكتب"، وهو وسام يُعلق على صدر القراء النهمين.
اقــرأ أيضاً
الحديث عن حاجتنا للقراءة ليس تنظيراً، وحدها تبقينا على مسافة ضرورية من واقعنا المعيش. ولها تأثير يشبه العلاج النفسي حين تبعدنا عن قذارات نراها وفظاعات نسمع عنها ونراكمها داخلنا. هي ملاذ يبعث فينا نوعاً من الراحة، ويشحن تفكيرنا بطاقة جديدة، أو يعالج شكوكنا التي لا تنتهي، ويولّد أسئلة جديدة تتقاطع أو تتناقض مع أسئلتنا السابقة.
ولكن هل يمكننا أن ننجح بإعطاء القراءة ساعة من وقتنا يومياً، رهان وتحدٍ شخصي لو حاول كل منا خوضه لزادت معدلات القراءة دون شك، وأخذت المكتبات العامة مكانة أكثر قيمة وزواراً بأعداد أكبر.
أمكنة كهذه تتركنا أمام أسئلة كثيرة، من سيقرأ تلك الكتب؟ ومتى؟ ولو أراد الإنسان أن يقرأ فمن أين يبدأ؟ وهل القراءة مشروع له توقيت، وبداية أو نهاية؟ وكم حياة نحتاج لكي نقرأ مليون كتاب؟
إن لحظة إدراكنا لوجود هذا الكمّ الهائل من الكتب في مكان واحد، وتخيل مكتبات العالم جميعها بما تحويه، مقابل النقص الكبير والمتزايد بعدد القراء، تحوّل الكتب في هذه الحالة بالذات إلى أداة قهر بالمعنى الإيجابي للوصف. وجودها ومنفعتها وجهد كاتبها ومسار طبعها ونشرها وتوزيعها والترويج لها لا توازيها حاجة البشر لتلك السلعة.
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية درجت على إصدار دراسة سنوية تحدد فيها البلد الأكثر قراءة، باحتساب المعدل الأعلى للساعات التي يقضيها القراء في المطالعة. وبيّنت دراستها الصادرة العام الماضي أن الهند تأتي في المرتبة الأولى بين البلدان، فالقارئ الهندي يقضي نحو 10.42 ساعات أسبوعياً في المطالعة، ما يعني أنه يقضي 3800 ساعة سنوياً في القراءة. ووفق حساباتها يبلغ متوسط سرعة القراءة من 200 إلى 250 كلمة في الدقيقة تقريبًا، أي دقيقتين لكل صفحة.
وفي مقالة قرأتها بعنوان كيف تقرأ كتابين في الأسبوع؟ يرد فيها أن معظم الناس يقرأون 50 صفحة في الساعة. وإذا كنت تقرأ 10 ساعات أسبوعياً، فالإجمالي هو 26 ألف صفحة سنوياً. وتفترض المقالة نفسها أن متوسط عدد صفحات الكتب هو 250 صفحة، أي أن القارئ وفق هذا السيناريو، يقرأ 104 كتبٍ في السنة، أي بمعدل كتابين في الأسبوع.
وبناءً على ما سبق يمكن احتساب عدد الكتب المحتمل أن تقرأها خلال حياتك، باحتساب سنوات العمر الافتراضية المتبقية لديك، وفقاً لمعدل الأعمار المحتسب في دولتك أو محيطك الجغرافي. ومع كثير من التفاؤل قد تصل قراءاتك إلى 100 كتاب سنوياً وتُمنح لقب "دودة الكتب"، وهو وسام يُعلق على صدر القراء النهمين.
الحديث عن حاجتنا للقراءة ليس تنظيراً، وحدها تبقينا على مسافة ضرورية من واقعنا المعيش. ولها تأثير يشبه العلاج النفسي حين تبعدنا عن قذارات نراها وفظاعات نسمع عنها ونراكمها داخلنا. هي ملاذ يبعث فينا نوعاً من الراحة، ويشحن تفكيرنا بطاقة جديدة، أو يعالج شكوكنا التي لا تنتهي، ويولّد أسئلة جديدة تتقاطع أو تتناقض مع أسئلتنا السابقة.
ولكن هل يمكننا أن ننجح بإعطاء القراءة ساعة من وقتنا يومياً، رهان وتحدٍ شخصي لو حاول كل منا خوضه لزادت معدلات القراءة دون شك، وأخذت المكتبات العامة مكانة أكثر قيمة وزواراً بأعداد أكبر.