كتاب أميركي جديد عن اختفاء موسى الصدر وعلاقته بالخميني

16 يناير 2016
الكتاب يكشف عدم الثقة بين الإمامين الصدر والخميني (Getty)
+ الخط -

أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية رواية جديدة لتفسير أسباب تغييب مؤسس حركة أمل اللبنانية، الإمام موسى الصدر، اعتمادا على ما جاء في كتاب يصدر خلال الأشهر القادمة، ويتضمن تفاصيل ومعلومات تظهر للمرة الأولى عن علاقة تنافس مكتوم وعدم ثقة بين الصدر وقائد الثورة الإيرانية الإمام روح الله الخميني، وعن تواصل لم ينقطع بين الصدر وشاه إيران.


ورغم أن اختفاء الإمام الصدر في ليبيا عام 1978 يسبق زمنيا نجاح الخميني في إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979 إلا أن مؤلف الكتاب لم يجد في هذه الأقدمية ما ينتقص من نظريته بأن أنصار الخميني كان لهم مصلحة في تغييب الرجل، بل وجد في ذلك ما يدعم صحة معلوماته بأن الشاه كان يعمل على إقناع الصدر بالعودة إلى إيران وأن أنصار الخميني كانوا يتحسبون من خطورة هذه الخطوة على مشروعهم لما يتصف به الصدر من كاريزما قيادية واحترام واسع بين الشيعة على مستوى العالم ككل وليس في لبنان فقط.

مؤلف الكتاب هو الباحث الأميركي البارز والأستاذ في جامعة كولومبيا، أندرو كوبر، الذي له مؤلفات سابقة في التاريخ السياسي للمنطقة، بيد أنه يتضح من اختياره لعنوان كتابه الجديد "سقوط الجنة" أنه متعاطف إلى حد كبير مع نظام الشاه السابق ويبدو أنه استقى معلوماته من مسؤولين سابقين في نظام الشاه يعيشيون حاليا في المنفى الأميركي، خصوصا ما يتعلق بـ "التواصل السري بين الشاه والصدر".

ولا يقتصر الكتاب على البحث في سر الإمام المفقود بل يتعدى ذلك إلى بحث شامل عن شاه إيران، والثورة الإسلامية، لكن الأهم في صفحات الكتاب المتوقع نزوله الصيف القادم قبيل ذكرى تغييب الإمام الصدر هي تلك الصفحات المتضمنة تفاصيل دقيقة عن عمق عدم الثقة بين الإمامين الصدر والخميني.

وتتنافى نظرية كوبر عن اختفاء موسى الصدر مع العلاقة الودية التي كانت ظاهريا ملموسة بين الرجلين وعلاقة الروابط الأسرية بينهما. كما تتنافى مع النظريات الأخرى التي تحمل تارة الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، المسؤولية عن مقتل الصدر، وتارة أخرى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وفي أغلب الأحيان العقيد الليبي معمر القذافي منفردا.

ويزعم مؤلف الكتاب أن الصدر أسر لشاه إيران برأيه السلبي في الخميني وهو ما دفع الشاه لاستثمار ذلك، وفي رأي المؤلف أنه لولا تغييب الصدر لكان وجه الشرق الأوسط قد تغير جذريا.