04 مايو 2016
كاميرون يصدق في نقد إسرائيل
يبدو أن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أصيب بخيبةٍ من "صديق" إسرائيل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي وصف المستوطنات بأنها غير شرعية، وأن القدس الشرقية تآكلت بفعل الزحف الاستيطاني إلى داخلها. وكأن نتنياهو استغرب أن تصدر مثل هذه الملاحظة التي تنطوي على إدانةٍ لسلوك إسرائيل، ممّن يعتبره صديق إسرائيل. لكن "الصديق" كاميرون يتبع مقولة إن الصديق هو من صَدَقَك، لا من يصدّقك، بمعنى أنه، كصديق، ليس مضطراً لإعطاء إسرائيل رخصةً لخرق القانون الدولي والشرعية الدولية واستباحة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية لبناء المستوطنات.
ويبدو أن الصديق، في نظر نتنياهو، هو من يوافق ويتبنى التجاوزات الإسرائيلية الفاضحة وسلوكها العدواني ضد الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يشير إلى أن إسرائيل تعتبر أن مثل هذه الانتقادات الصحيحة التي صدرت عن كاميرون، وكأنها مسألة عدائية، لأنها تفضح الممارسة الإسرائيلية العدوانية، وخصوصاً أنها صادرة عن مسؤول يعتبره نتنياهو "صديقاً"، فضلاً عن أنه رئيس وزراء إحدى الدول الكبرى التي تلتزم بحل الدولتين للقضية الفلسطينية. وكأن كاميرون، بهذه الملاحظة، يعيد التأكيد على أولوية حل الدولتين، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين. هذا ما دفعه إلى إبداء استغرابه الذي انطوى على معاتبةٍ "لصديق" إسرائيل.
في الواقع، ما قاله كاميرون، كرئيس حكومة لدولة كبرى، ليس أقل من تعبيرٍ عن استياءٍ علني وإدانة لسياسة توسعية، طفح كيل المجتمع الدولي منها. وكان الاتحاد الأوروبي قد عبّر عن مثل هذا الضيق بمطالبته إسرائيل بأن لا تصنّف منتجات المستوطنات على أنها صنعت في إسرائيل، كون المستوطنات غير شرعية، قائمة على أرض فلسطينية.
ولذلك، كان انزعاج نتنياهو وعتبه على "صديقه" كاميرون، لأنه كشف ما لم يكن متوقعاً منه أن يسلّط عليه الضوء في تصريحاتٍ، وهو المسؤول البريطاني الأول تجاه المجتمع الدولي. ولشدة ما أزعجه كلام كاميرون، سارع نتنياهو، كعادته، إلى تحويل الأنظار باتجاه إيران التي يسهل عليه انتقادها. في هذا الصدد، دان نتنياهو قرار طهران بدفع سبعة آلاف دولار لكل من العائلات الفلسطينية التي فقدت ضحايا في المدة الأخيرة، بهدف "تمكين الشعب الفلسطيني من البقاء في أرضه ومجابهة المحتل". وكان تعليق نتنياهو أن من شأن هذا الأمر أن يشجع الإرهاب. وأضاف أن ذلك "يبرهن على أن إيران، بعد الاتفاق النووي، واصلت دعم الإرهاب". وكأن كل مساعدة للفلسطينيين ليست سوى دعم ملتوٍ للإرهاب، أما بناء المستوطنات في الأرض الفلسطينية فليست من ضروب الإرهاب والاغتصاب الذي يستهدف الحجر والبشر.
خيبة نتنياهو المفتعلة من "صديقه" كاميرون وسيلة يتقنها رئيس الحكومة، لكنها ليست جديدة. فقد اعتادت إسرائيل على ممارستها، لإسكات من تبقى ممّن اعتادوا على الوقوف إلى جانبها. ذلك أن نتنياهو أدرك أن إسرائيل باتت في حالة عزلةٍ متنامية. والمواقف الأوروبية الأخيرة، ومنها انتقاد كاميرون، خير دليل على ذلك. لذا، هو يلجأ إلى الإملاء لعجزه عن الإقناع. وخصوصاً أن كلام رئيس الوزراء، كاميرون، ينبّه، بل يحذر وبوضوح بأن إسرائيل لم تلتزم بشرعية مشروع الدولتين، فلسطين وإسرائيل. وليس في ذلك ما يدعو إلى الدهشة، إذ يعتبر نتنياهو أن إسرائيل فوق المساءلة، وبالتالي، هي عصية على المحاسبة على سلوكها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً على تمددها الاستيطاني الذي تريد أن يبقى بدون معوّق. وهذا برهان على تعاملها مع الأراضي الفلسطينية، بوصفها أراض مغتصبة على أرضية "حق" إسرائيل التاريخي فيها! ومن هنا، كانت مسارعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2012 إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وفق الحدود المعترف بها من الأمم المتحدة. ومن هنا أيضاً، ضرورة العودة إلى المنظمة الدولية، ليس فقط للتوكيد على هذا الاعتراف، ووجوب ترجمته إلى واقع، بل أيضاً لقطع الطريق نهائياً على القضم الإسرئيلي للأراضي الفلسطينية.
ويبدو أن الصديق، في نظر نتنياهو، هو من يوافق ويتبنى التجاوزات الإسرائيلية الفاضحة وسلوكها العدواني ضد الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يشير إلى أن إسرائيل تعتبر أن مثل هذه الانتقادات الصحيحة التي صدرت عن كاميرون، وكأنها مسألة عدائية، لأنها تفضح الممارسة الإسرائيلية العدوانية، وخصوصاً أنها صادرة عن مسؤول يعتبره نتنياهو "صديقاً"، فضلاً عن أنه رئيس وزراء إحدى الدول الكبرى التي تلتزم بحل الدولتين للقضية الفلسطينية. وكأن كاميرون، بهذه الملاحظة، يعيد التأكيد على أولوية حل الدولتين، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين. هذا ما دفعه إلى إبداء استغرابه الذي انطوى على معاتبةٍ "لصديق" إسرائيل.
في الواقع، ما قاله كاميرون، كرئيس حكومة لدولة كبرى، ليس أقل من تعبيرٍ عن استياءٍ علني وإدانة لسياسة توسعية، طفح كيل المجتمع الدولي منها. وكان الاتحاد الأوروبي قد عبّر عن مثل هذا الضيق بمطالبته إسرائيل بأن لا تصنّف منتجات المستوطنات على أنها صنعت في إسرائيل، كون المستوطنات غير شرعية، قائمة على أرض فلسطينية.
ولذلك، كان انزعاج نتنياهو وعتبه على "صديقه" كاميرون، لأنه كشف ما لم يكن متوقعاً منه أن يسلّط عليه الضوء في تصريحاتٍ، وهو المسؤول البريطاني الأول تجاه المجتمع الدولي. ولشدة ما أزعجه كلام كاميرون، سارع نتنياهو، كعادته، إلى تحويل الأنظار باتجاه إيران التي يسهل عليه انتقادها. في هذا الصدد، دان نتنياهو قرار طهران بدفع سبعة آلاف دولار لكل من العائلات الفلسطينية التي فقدت ضحايا في المدة الأخيرة، بهدف "تمكين الشعب الفلسطيني من البقاء في أرضه ومجابهة المحتل". وكان تعليق نتنياهو أن من شأن هذا الأمر أن يشجع الإرهاب. وأضاف أن ذلك "يبرهن على أن إيران، بعد الاتفاق النووي، واصلت دعم الإرهاب". وكأن كل مساعدة للفلسطينيين ليست سوى دعم ملتوٍ للإرهاب، أما بناء المستوطنات في الأرض الفلسطينية فليست من ضروب الإرهاب والاغتصاب الذي يستهدف الحجر والبشر.
خيبة نتنياهو المفتعلة من "صديقه" كاميرون وسيلة يتقنها رئيس الحكومة، لكنها ليست جديدة. فقد اعتادت إسرائيل على ممارستها، لإسكات من تبقى ممّن اعتادوا على الوقوف إلى جانبها. ذلك أن نتنياهو أدرك أن إسرائيل باتت في حالة عزلةٍ متنامية. والمواقف الأوروبية الأخيرة، ومنها انتقاد كاميرون، خير دليل على ذلك. لذا، هو يلجأ إلى الإملاء لعجزه عن الإقناع. وخصوصاً أن كلام رئيس الوزراء، كاميرون، ينبّه، بل يحذر وبوضوح بأن إسرائيل لم تلتزم بشرعية مشروع الدولتين، فلسطين وإسرائيل. وليس في ذلك ما يدعو إلى الدهشة، إذ يعتبر نتنياهو أن إسرائيل فوق المساءلة، وبالتالي، هي عصية على المحاسبة على سلوكها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً على تمددها الاستيطاني الذي تريد أن يبقى بدون معوّق. وهذا برهان على تعاملها مع الأراضي الفلسطينية، بوصفها أراض مغتصبة على أرضية "حق" إسرائيل التاريخي فيها! ومن هنا، كانت مسارعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2012 إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وفق الحدود المعترف بها من الأمم المتحدة. ومن هنا أيضاً، ضرورة العودة إلى المنظمة الدولية، ليس فقط للتوكيد على هذا الاعتراف، ووجوب ترجمته إلى واقع، بل أيضاً لقطع الطريق نهائياً على القضم الإسرئيلي للأراضي الفلسطينية.