رصدت كاميرا "العربي الجديد" حرب شوارع تجري بداخل أزقة الموصل الضيقة في المنطقة القديمة الواقعة بقلب المدينة، يستخذم فيها السلاح الثقيل والقنابل بين الجانبين، فيما لا يعلم مصير ساكني تلك المنطقة؛ فهم محاصرون داخل منازلهم منذ نحو أسبوع وبعضهم قضى بالقصف الجوي أو الصاروخي، ولا يمكن لأحد الوصول إليهم لانتشالهم من تحت أنقاض منازلهم.
التأكد من خلو المبنى من مسلح أو انتحاري لا يتم عبر تفتيشه، بل من خلال قنبلة يدوية ترمى من الباب أو الشباك وهو نهج القوات الحكومية، التي بدت غير مكترثة في حال كان داخل تلك المباني أطفال ونساء محاصرون أو أنهم فعلا من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
الخراب يعم في كل مكان منازل مهدمة وأخرى تشتعل فيها النيران وسيارات مكدسة فوق بعضها ورائحة الجثث المتفحمة تملأ المكان بالكامل وتصل الى ضفاف دجلة الواقع على بعد 3 كيلومترات من منطقة المعارك.
إلى ذلك، قال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، في بيان صحافي، إنّ "قوات عراقية مشتركة فرضت سيطرتها على الجسر القديم واندفعت باتجاه أهدافها في رأس الخور"، مبينا أنّ "قطعات الفرقتين الخامسة والسادسة تواصل تقدّمها أيضا في منطقة الباب الجديد باتجاه أهدافها المرسومة في باب البيض وسط الموصل".
وأضاف، أنّ "قواته دخلت المتحف الحضاري الذي دمّره داعش".
من جهته، أكد ضابط في قيادة عمليات نينوى، أنّ "التقدّم الذي أحرزته القطعات في الساحل الأيمن، وخصوصا في الجسر القديم، كان بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش، الذي حاول إعاقة القطعات من الوصول الى الجسر".
وقال الضابط، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "التنظيم استخدم عددا من الانتحاريين والقناصين، ودفع عددا من عناصره الذين اشتبكوا مع قوات الشرطة الاتحادية قبيل وصولها الى الجسر"، مبينا أنّ "قوات الشرطة أجبرت عناصر التنظيم على التراجع حتى سيطرت على الجسر".
وأشار الى أنّ "الاشتباكات المتقطعة متواصلة على مقربة من الجسر، وأنّ القطعات تحاول فرض سيطرتها عليه بشكل كامل".
وأشار إلى أنّ "الاشتباكات ما زالت عنيفة جدّا، وأنّ طيران التحالف الدولي يوفر غطاء مكثفا للقطعات المهاجمة ويصدّ أي تحرك للتنظيم".