كاليفورنيا تحارب الجفاف بتخزين مياه الفيضانات

09 ديسمبر 2015
إغراق الأراضي شتاء يساعد في مواجهة الجفاف (GETTY)
+ الخط -
كاليفورنيا التي يهدد أراضيها وحقول مزارعيها الجفاف، لانخفاض منسوب الأمطار، وتراجع مخزون المياه الجوفية، تعمل على ابتكار طرق جديدة لتجميع مياه الأمطار، التي من المتوقع أن تتساقط خلال موسم الشتاء الحالي في الولاية.

ويوضح موقع Scientific American أن التوقعات ترجح تساقط الكثير من الأمطار في كاليفورنيا هذا الموسم، التي تزيد منها ظاهرة النينو المناخية، الأمر الذي يقلل من حدة الجفاف الذي يضرب أراضي المزارعين في وسط الولاية، حيث باتت الحياة البرية والزراعية مهددة بالخطر، لا سيما مع انحسار مياه الأنهار والأحواض المائية الكبرى، وبالتالي استنفاد احتياطي المياه الجوفية.

اقرأ أيضا: ظاهرة "إل نينو" ستبلغ مستويات قياسية هذا العام

وتقوم الخطة الجديدة على الاستفادة من مياه الأمطار الفائضة، التي كانت توجه عادة عبر أنظمة التصريف إلى البحر. وقرر علماء الهيدرولوجيا في جامعة كاليفورنيا في دنفر تجربة ما يسمى "بنوك المياه الجوفية"، التي تقوم على مبدأ توجيه مياه الأمطار نحو الحقول البور لإغراقها، وترشيحها في التربة لتغذي الخزانات الجوفية. وتعتبر الباحثة هيلين دالك أن مياه الأمطار الغزيرة في الشتاء ستشكل خزاناً يرطب المحاصيل الزراعية في الصيف.

وتعمل دالك وفريقها لمدة شهرين، هذا الشتاء، على إغراق بساتين اللوز على عمق قدمين، في الوادي الرئيسي قرب ديفيس، عن طريق إعادة توجيه الأمطار من خلال شبكة من الخنادق مصممة أصلاً لتحويل مياه الفيضانات. وسيعمل الفريق على مراقبة مقدار المياه الراشحة ومدى زيادتها من كميات المياه الجوفية على مدار عامين. كما سيعمل الباحثون على اختبار نوعية المياه المترسبة وما إذا كانت ستسبب العفونة لجذور الأشجار والمحاصيل أو تضر بها.

ويعتبر أنتوني أوجين، الذي يقود البحث من شعبة الزراعة والموارد الطبيعية في الجامعة، أن أشجار الكمثرى والبرقوق والجوز والبساتين عموماً ستستفيد من التوجيه المتعمد لمياه الفيضانات نحوها.

اقرأ أيضاً: الآبار العشوائية في حلب تستنزف مياهها الجوفية

وكانت تجارب سابقة قد أثبتت نجاح التقنية، فقد قام دون كاميرون، مدير مزرعة تيرانوفا، بتحويل المياه الفائضة من نهر الملوك في مقاطعة فريسنو إلى نحو 250 فداناً من الكروم والأراضي الزراعية الأخرى، والتي غمرتها لمدة 5 أشهر تقريباً. ويقول كاميرون "بدت الأراضي كأنها حقول أرز، وأنتجت عنباً جيداً". نحو 70 في المائة من المياه التي تفيض يمكن عند توجيهها أن تتخزن في جوف التربة، وبالتالي تفيد دورة النمو المقبلة للمحاصيل.

تبقى الأسئلة التي سيجيب عنها الباحثون خلال متابعتهم لسير العملية تتمثل في دراسة آثار تصريف المياه إلى باطن الأرض، وتأثر الوظائف العضوية للأشجار، ومدى إمكانية انتقال الأملاح والنترات إلى مياه الشرب. كما يتطلب المشروع معرفة تكاليفه المالية وتسوية المسائل القانونية. الأمر يؤخذ بجدية بالغة لأن 3.6 ملايين فدان من الأراضي الزراعية على مستوى الولاية تحتاج لمخزونات المياه الجوفية مع التغير المناخي وسيطرة الجفاف عموماً.

اقرأ أيضاً: تحذيرات من نزوح مائة ألف عراقي بسبب جفاف الأهوار
المساهمون