تسرّبت خلال هذا الأسبوع أغنية جديدة للفنان كاظم الساهر دون علمه، ما أشعل نيران الجدل في الإعلام والإعلام البديل، في حين ما زال هو يعيش هذه الأيّام أجواءً من الحزن والحداد إثر رحيل أخيه ورفيق مسيرته، الموسيقي سالم الساهر، الذي كان عازف ناي في فرقته وتوفي قبل أكثر من شهر.
وقد حملت الأغنية المسرّبة عنوان "الخاسر"، وهي من كلمات مطلع شمس ومن ألحانه، يراهن من خلالها مجدّداً على اللهجة الخليجية، في أداء موسيقي كلاسيكي بعيد عن روحها المحلية التي اعتاد الفنانون تقديمها وتكريسها. الأمر الذي حاول الابتعاد عنه في أعماله الخليجية المتوالية التي نشرها مؤخّراً.
أما ردّات فعل جمهور كاظم الساهر حول العمل الجديد فقد تباينت بين هتاف المعجبين به وبإمكانياته المميّزة في جمله اللحنية، وبين منتقدين طالبوه بالعودة إلى الروح العراقية الأصلية، والتقليل من الغناء الخليجي بعد أن طغى هذا التوجّه على أعماله الأخيرة.
غير أنّ مسيرة كاظم الساهر مع الغناء باللهجة الخليجية ليست موضة جديدة، بل هي نهج قديم قدّمه طوال مسيرة فنيّة تطعمّت خلال أكثر من 30 عاماً بأغانٍ من هذا النوع . فاستطاع بها اكتساب جمهور عريض جدّاً في شبه الجزيرة العربية. ولعل أشهرها وأقدمها أغنية "اغسلي بالبرد"، من كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واختارها لتكون عنوان ألبومه في العام 1996.
يُذكر أنّ كاظم الساهر قد أحيا أربعينية شقيقه قبل أيّام قليلة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك. وأفادت مصادر قريبة منه لـ"العربي الجديد" أنّه إلى الآن لم يتّفق على أيّ حفلة في ليلة رأس السنة. إذ من المتوقّع أن يغيب هذا العام عن جمهوره وأن يستمرّ في حداده على شقيقه. لكنّ معلومات من مصادر أخرى أفدات بوجود مفاوضات حثيثية من أجل إقناعه بالغناء وإقامة حفلة في بيروت ليلة 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
فهل سينتصر حزن الساهر ووفاؤه لأخيه على صوته الذي ينتظره جمهوره؟ أم سيقطع حداده في ليلة رأس السنة؟