وغداة اعتداء الشانزيليزيه الذي أسفر عن مقتل شرطي وإصابة آخر بجروح بليغة، وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، اتهم كازنوف لوبان باستغلال اعتداء الشانزيليزيه بهدف "إشاعة الخوف كما هي عادتها عقب حصول الاعتداءات الإرهابية، وبث التفرقة لأغراض سياسية حصرا"، على بُعد يومين من إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد المقبل.
وجاء هجوم كازنوف في سياق تتوقع فيه مختلف استطلاعات الرأي فوز لوبان في الدورة الأولى للرئاسيات، وأيضا رداً على تصريح أدلت به لوبان في أعقاب الاعتداء انتقدت فيه أداء الحكومة الاشتراكية الأمني، وقالت فيه: "خلال عشر سنوات، في ظل حكومات من اليمين واليسار، تم القيام بكل شيء لكي نخسر الحرب ضد الإرهاب".
وقال كازنوف إن "لوبان تطالب الآن بإعادة العمل الفوري بنظام الحدود وإغلاقها، وهي تتعمد تجاهل حقيقة أن الحكومة الاشتراكية أعادت العمل بعمليات مراقبة الحدود على حدودنا منذ اعتداءات 13 نوفمبر، وأن 2300 شرطي ودركي مستنفرون بشكل يومي لحماية الحدود".
واعتبر رئيس الوزراء الاشتراكي المنتهية ولايته أن حزب الجبهة الوطنية عبّر دوما عن معارضته في البرلمان لمجمل مشاريع القوانين، التي تقدمت بها الحكومة من أجل تعزيز سياسة مكافحة الإرهاب، وأن لوبان "تكتفي بالمعارضة السلبية من دون أن تتقدم بأي اقتراحات بديلة وجدية".
ورد حزب الجبهة الوطنية على اتهامات كازنوف بلسان الرجل الثاني في الحزب فلوريان فيلبيتو، الذي صرح في تغريدة على حسابه في موقع توتير، وقال إنه "كان على كازنوف أن يقدم استقالته منذ مدة بسبب خفته وعدم مسؤوليته"، واعتبر فيلبيتو أن على رئيس الوزراء "أن يوجه هجومه في اتجاه تنظيم (داعش) بدل الهجوم على مرشحة الجبهة".
كما انتقد كازنوف مرشح اليمين، فرانسوا فيون، متهما إياه بإلغاء وظائف في الشرطة حين كان رئيسا للوزراء. وأضاف في هذا السياق "أن فيون يدعو إلى خلق عشرة آلاف وظيفة في الشرطة. كيف يمكن تصديق مرشح ألغى 13 ألف وظيفة في قوى الأمن الداخلي عندما كان رئيسا للوزراء؟"، كما ذكّر أيضا بأن مرشح اليمين "يقترح إلغاء نصف مليون وظيفة حكومية في حال انتخابه".
وسارع برونو روتايو، مدير الحملة الانتخابية لمرشح "الجمهوريون" إلى دعوة كازنوف في بيان إلى "ضبط النفس والتزام الهدوء"، متهما إياه بمساندة المرشح الوسطي ووزير الاقتصاد السابق في الحكومة الاشتراكية، إيمانويل ماكرون.
واعتبر روتايو أن على كازنوف أن "يكف عن انتقاد فيون لأن هذا ليس دوره. ودوره هو بالأحرى تحمل مسؤوليته مائة في المائة في حماية الفرنسيين من الإرهاب".