يحضر الإرهاب بقوة في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية الفرنسية، فما أن استطاعت قوات الأمن، في أقل من أسبوع، إيقاف شخصين كانا يهيئان لاعتداء يستهدف مرشحين أو حزبيين، حتى جاءت مأساة الأمس، الخميس، لتضرب قلب باريس، مستهدفة، هذه المرة، قوات الأمن، من دون غيرهم.
وأدى هجوم أمس إلى مقتل شرطي، فيما تعرض زميلان له لإصابات بعد تبادل لإطلاق النار مع شخص مسلح، تم القضاء عليه أيضاً، بالقرب من جادة شانزيليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، فيما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الهجوم، معلناً من خلال وكالة "أعماق" التابعة له، أن منفذ الهجوم هو أحد مقاتليه ويدعى أبو يوسف البلجيكي.
ويأتي هذا الهجوم قبل 3 أيام من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، المتوقع أن تبدأ الأحد، والتي تشهد تأهباً أمنياً غير مسبوق.
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من تأكيد السلطات الأمنية الفرنسية أنها استطاعت أن توقف اعتداءات كبرى، على منوال ما جرى في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إلا أنه، وكما قال قائد "الإدارة العامة للأمن الداخلي"، باتريك كالفار، في 14 فبراير/شباط أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي: "فإن السؤال ليس هو معرفة إن كنا سنتعرض للاعتداء من جديد، ولكن أين سيتم هذا الاعتداء؟". وأمام أعضاء برلمانيين منذهلين، واصَل كالفار كلمته: "لقد برهن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قدرته على أن يخطط في الزمن، وبشكل احترافي، وبصبر وعناد، لعملياته الإرهابية".
وعلى الرغم من التصريحات المُطمْئِنَة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي قضى فترة طويلة من ولايته الرئاسية وهو يكافح "الإرهاب" ويحاول طمأنة شعبه، إلا أنه تحدث عن "يقظة مطلقة، خاصة في ما يتعلق بالمسار الانتخابي"، الذي يُجرى لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة في ظل "حالة الطوارئ".
وبينما تتعالى بعض الأصوات المطالبة بوقف الحملة الانتخابية وتأجيل موعد التصويت، أعلن رئيس الحكومة برنار كازينوف، صباح اليوم الجمعة، وبعد انعقاد مجلس الدفاع في الإليزيه، أنه "لا شيء يجب أن يوقف الانتخابات الرئاسية"، لأن "هذه اللحظة، (أي الانتخابات)، لحظة ديمقراطية أساسيةٌ من أجل بلدنا". كما طالب كازينوف بـ"عدم الاستسلام للخوف"، وبـ"مكافحة الظلامية وعدم التسامح".
وعلى الرغم من جوّ الاتحاد الذي ظهر بعد هذا الاعتداء، والذي عبّرت عنه كلمات المرشحين للانتخابات، إلا أن التساؤل الرئيس الذي لا يغيب عن كثير من المراقبين، هو هل ستؤثر هذه الضربة على مسار الانتخابات؟ كما فعلت قبل سنوات في إسبانيا، مثلاً؟ وهل ستُخرج مواطنين فرنسيين من عزوفهم الانتخابي وتدفع ناخبين آخَرين لتغيير المرشح الذي سيمنحونه أصواتهم؟
ومما يمنح هذا السؤال أهميته، هو وجود مخاوف من توجه المجتمع الفرنسي نحو اليمين، وبالتالي حسم هذه الانتخابات، بشكل استثنائي وغير منتظر، من حيث تواجد أربعة مرشحين قادرين، نظرياً، على الوصول إلى الدور الثاني، حسب استطلاعات عديدة للرأي. وهو ما يعني أنه لحد الساعة، لا يوجد مرشح محظوظ، كما كان عليه الحال في الانتخابات الرئاسية السابقة، خصوصاً في دورتها الأولى.
وللوهلة الأولى يتبادر للذهن تناغم أجواء ما بعد الاعتداء، الذي تبناه "داعش"، مع بعض تصريحات ومواقف المرشَّحَيْن اليمينيين، فرانسوا فيون ومارين لوبان. فالأول كرّس جهوداً مضنية في حملته للتحذير من "الإرهاب الإسلامي"، إلى درجة تكريس كتاب له بعنوان "التوتاليتارية الإسلامية"، بينما الثانية لا تتوقف عن التكرار، لمن يهمه الأمر، أنها الوحيدة القادرة على وقف كل اعتداء إرهابي، وأنها لو كانت في موقع المسؤولية، التي كان فيها هولاند والرئيس نيكولا ساركوزي من قبله، لما فعل الإرهابي محمد مراح ما فعل، ولما وقعت مأساة مسرح الباتاكلان أصلاً.
وأدى هجوم أمس إلى مقتل شرطي، فيما تعرض زميلان له لإصابات بعد تبادل لإطلاق النار مع شخص مسلح، تم القضاء عليه أيضاً، بالقرب من جادة شانزيليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، فيما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الهجوم، معلناً من خلال وكالة "أعماق" التابعة له، أن منفذ الهجوم هو أحد مقاتليه ويدعى أبو يوسف البلجيكي.
ويأتي هذا الهجوم قبل 3 أيام من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، المتوقع أن تبدأ الأحد، والتي تشهد تأهباً أمنياً غير مسبوق.
وعلى الرغم من تأكيد السلطات الأمنية الفرنسية أنها استطاعت أن توقف اعتداءات كبرى، على منوال ما جرى في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، إلا أنه، وكما قال قائد "الإدارة العامة للأمن الداخلي"، باتريك كالفار، في 14 فبراير/شباط أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي: "فإن السؤال ليس هو معرفة إن كنا سنتعرض للاعتداء من جديد، ولكن أين سيتم هذا الاعتداء؟". وأمام أعضاء برلمانيين منذهلين، واصَل كالفار كلمته: "لقد برهن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قدرته على أن يخطط في الزمن، وبشكل احترافي، وبصبر وعناد، لعملياته الإرهابية".
وعلى الرغم من التصريحات المُطمْئِنَة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي قضى فترة طويلة من ولايته الرئاسية وهو يكافح "الإرهاب" ويحاول طمأنة شعبه، إلا أنه تحدث عن "يقظة مطلقة، خاصة في ما يتعلق بالمسار الانتخابي"، الذي يُجرى لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة في ظل "حالة الطوارئ".
وعلى الرغم من جوّ الاتحاد الذي ظهر بعد هذا الاعتداء، والذي عبّرت عنه كلمات المرشحين للانتخابات، إلا أن التساؤل الرئيس الذي لا يغيب عن كثير من المراقبين، هو هل ستؤثر هذه الضربة على مسار الانتخابات؟ كما فعلت قبل سنوات في إسبانيا، مثلاً؟ وهل ستُخرج مواطنين فرنسيين من عزوفهم الانتخابي وتدفع ناخبين آخَرين لتغيير المرشح الذي سيمنحونه أصواتهم؟
ومما يمنح هذا السؤال أهميته، هو وجود مخاوف من توجه المجتمع الفرنسي نحو اليمين، وبالتالي حسم هذه الانتخابات، بشكل استثنائي وغير منتظر، من حيث تواجد أربعة مرشحين قادرين، نظرياً، على الوصول إلى الدور الثاني، حسب استطلاعات عديدة للرأي. وهو ما يعني أنه لحد الساعة، لا يوجد مرشح محظوظ، كما كان عليه الحال في الانتخابات الرئاسية السابقة، خصوصاً في دورتها الأولى.
وللوهلة الأولى يتبادر للذهن تناغم أجواء ما بعد الاعتداء، الذي تبناه "داعش"، مع بعض تصريحات ومواقف المرشَّحَيْن اليمينيين، فرانسوا فيون ومارين لوبان. فالأول كرّس جهوداً مضنية في حملته للتحذير من "الإرهاب الإسلامي"، إلى درجة تكريس كتاب له بعنوان "التوتاليتارية الإسلامية"، بينما الثانية لا تتوقف عن التكرار، لمن يهمه الأمر، أنها الوحيدة القادرة على وقف كل اعتداء إرهابي، وأنها لو كانت في موقع المسؤولية، التي كان فيها هولاند والرئيس نيكولا ساركوزي من قبله، لما فعل الإرهابي محمد مراح ما فعل، ولما وقعت مأساة مسرح الباتاكلان أصلاً.