استبق وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، جولته الشرق أوسطية الهادفة إلى طمأنة حلفاء بلاده، حول الاتفاق النووي مع إيران، بالتأكيد أنّ الخيار العسكري ما زال مطروحاً لمنع ايران من حيازة القنبلة الذرية، في وقتٍ يصرّ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على متابعة حملته ضد الاتفاق بحجة تعريض أمن بلاده للخطر.
وقال كارتر، خلال تصريحات للصحافيين في الطائرة التي أقلته أمس الأحد، نشرتها وكالة (فرانس برس) إن "الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لا يمنع البنتاغون من إبقاء الخيار العسكري على الطاولة لمنع ايران من حيازة القنبلة الذرية".
وأشار إلى أن "أحد الاسباب التي تجعل هذا الاتفاق اتفاقاً جيداً هو أنه لا يحول بتاتاً دون إبقاء الخيار العسكري الاميركي على الطاولة إذا ما سعت إيران إلى حيازة السلاح الذري"، لافتاً إلى أن هذا الخيار "نبقى عليه ونحسنه باستمرار".
اقرأ أيضاً: نتنياهو يتهم "القوى العظمى" بالتخلي عن بلاده بسبب إيران
إلى ذلك، اعتبرت صحيفة "هآرتس" أن تصريح كارتر جاء رداً على الحملة الإعلامية التي يشنها نتنياهو ضد الاتفاق النووي مع إيران. لكن كارتر الذي وصل تل أبيب أمس، شدد على عدم السعي لـ"تغيير موقف أي جهة في إسرائيل من الاتفاق".
وكان نتنياهو، قد أكد خلال مقابلة مع شبكة التلفزة الأميركية، (إي. بي.سي) أمس، عزمه تبليغ وزير الدفاع الأميركي خلال لقائمها اليوم بضرورة عدم مصادقة الولايات المتحدة، على الصفقة السيئة والإصرار على صفقة أفضل.
ولفتت مصادر في البنتاغون، إلى أن كارتر، الذي يرافقه في جولته للمنطقة رئيس أركان الجيش الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي، لن يعرض على إسرائيل رزمة مساعدات عسكرية إثر الاتفاق، علماً أن الصحف الإسرائيلية سبق أن نقلت امتناع نتنياهو عن إعطاء رد إيجابي بهذه المسألة كي لا يفسر ذلك تسليماً بالاتفاق، إذ يفضّل رئيس الوزراء الإسرائيلي عرض موقفه على الكونغرس، الذي سيصدر قراره النهائي بشأن الاتفاق خلال ستين يوماً.
كما يحاول نتنياهو التركيز إعلامياً على رفض الاتفاق، بحجة تعريض أمن إسرائيل للخطر.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن "وزارة الأمن وقيادة الجيش، أرجأت المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن المساعدات العسكرية الأمنية لإسرائيل، لحين الاطلاع على تفاصيل الاتفاق مع إيران، وكذلك انتظار الإدارة الأميركية القادمة بعد الانتخابات".
ونص الاتفاق الأخير بين إسرائيل والولايات المتحدة، بشأن المساعدات، على انتهاء اتفاقية المعونات الأخيرة في العام 2017.
وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة، قد كشفت أمس الأول، أن اللوبي الصهيوني المناصر لإسرائيل في الولايات المتحدة (إيباك) قد أطلق اليوم حملة إعلامية لمناهضة الاتفاق النووي مع إيران والضغط على أعضاء الكونغرس للتصويت ضده، وبحسب القناة فإن "ايباك رصدت لهذه الحملة 20 مليون دولار".
اقرأ أيضاً وزير الدفاع الأميركي: ضرباتنا في الرقة لمساعدة الأكراد