وقال مايك إيفان، كاتب الأعمدة في "نيويورك تايمز"، إن "من ينتقدون السيسي يعيدون استنساخ السلوك الذي عاملت به النخب الأميركية نظام الشاه في إيران، وهو السلوك الذي أفضى إلى إسقاط نظامه وحلول نظام معاد للغرب".
وفي مقال نشرته صحيفة "جيروسلم بوست" اليوم، حذّر إيفان من أن الموقع الاستراتيجي لمصر كان سيمكّن الإسلاميين من توظيف الجغرافيا المصرية كمحطة انطلاق في شن حروب، معتبرا أن قرار السيسي تخليص بلاده من حكم الإسلاميين يعد "أكثر القرارات شجاعة التي اتخذها زعيم في العصر الحديث".
وأشار إلى أن السيسي، الذي وصفه بـ"وينستون تشرشل العرب"، تحرّك ضد الإخوان المسلمين، في حين "غطت الولايات المتحدة في النوم" وسمحت للجماعة بتجنيد الأموال داخلها. وامتدح إيفان، السيسي، ليس فقط لدوره في محاربة الإخوان المسلمين، بل أيضا بسبب قراره إعادة تقييم مناهج التعليم والتدريس في المساجد والمدارس المصرية.
وتساءل "أين يمكننا العثور على حليف مسلم بهذا الصفاء الأخلاقي". وواصل كيل المديح للسيسي قائلا: "كيف كان يمكننا العثور على حليف لا يتردد في شن حربه على داعش بالتعاون مع إسرائيل"، ممتدحا الإجراءات التي اتخذها لحماية المسيحيين.
وهاجم إيفان بشدة، كلا من وزارة الخارجية ووسائل الإعلام الأميركية، بسبب الانتقادات التي توجهها للسيسي، معتبرا أن الاتهامات بالمسّ بحقوق الإنسان التي توجه لنظامه "كاذبة".
وشبّه موقف النخب الليبرالية الأميركية من السيسي بمواقف هذه النخب من نظام الشاه، وهي المواقف التي وفّرت بيئة ساعدت على إسقاطه.
واستنادا إلى مقابلات شخصية قال إنه أجراها مع فرح شاه أرملة الشاه الإيراني، زعم إيفان أن الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس جيمي كارتر أسهمت في إجبار النظام الملكي في طهران على تخفيف القيود على الحريات، وهو ما أسهم في تفجر الثورة وإسقاط النظام برمته.
ودعا إيفان النخب الليبرالية الأميركية للتخلي عن "المعايير المطلقة لمفاهيم الخير والشر والخطأ والصواب"، متهما هذه النخب بتغذية "الشر"، وتوفير ظروف له من خلال توجيه الانتقادات لسجل حقوق الإنسان في مصر.