قيادي سلفي مصري يكشف جوانب من شخصية حسان عبود

11 سبتمبر 2014
الحموي كان يتمنى انتهاء الحرب بأسرع وقت (أحمد علي/الأناضول/Getty)
+ الخط -

يسلط القيادي السلفي المصري، مصطفى البدري، الضوء على بعض من لمحات شخصية القائد العام لحركة "أحرار الشام"، حسان عبود، المعروف بأبي عبدالله الحموي، عقب مقتله في انفجار، يوم الثلاثاء الماضي، من خلال لقاءات عديدة جمعتهما خلال تواجد الأول فى سورية.

وقتل 28 قيادياً في حركة "أحرار الشام"، المقاتلة ضد النظام السوري، في انفجار ضخم استهدف اجتماعاً لمسؤولي الحركة وقادة الألوية، الثلاثاء الماضي، في ريف إدلب في شمال غرب سورية.

انتقل البدري إلى سورية دعماً للثورة ضد نظام بشار الأسد، ومكث فيها فترة قبل عودته إلى مصر، وجمعتهما لقاءات أخرى خلال إقامة البدري في تركيا.

ويقول البدري، لـ "العربي الجديد" "عندما سافرت أول مرة إلى سورية كان عبود وأبو عابد (شرعي اﻷحرار في حلب وقتها وقد قتل في وقت سابق) في استقبالي في قرية أطمة الحدودية، وبعد ذلك تعددت اللقاءات فى أنطاكية واسطنبول والقاهرة".

ويضيف البدري: "الحموي طلب مني وقتها أن أعمل ضمن الفريق الشرعي لكتائب أحرار الشام، لكني فضلت أن أكون مستقلاً غير تابع ﻷي فصيل عسكري، مع الاستعداد طبعاً أن أتعاون مع اﻷحرار مثل غيرهم".

وخلال اللقاءات المتتالية بين البدري والحموي تكشف بعض من شخصية الأخير، ويوضح القيادي المصري: "الحموي كان مخلصاً ويعتبر أن معركة التوعية الدينية لعموم الشعب السوري أهم من المعركة العسكرية، وكان يتمنى انتهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، ولكن بشرط أن يصبح الشعب السوري حراً في اختيار حاكمه ونوابه".

ويسرد البدري، بعضا من آمال الحموي ورؤيته للأزمة السورية، ويقول "كان يحلم بدولة تحكمها الشريعة الإسلامية وفق آليات الشورى، وبمظلة من الحاضنة الشعبية، ولم يكن يرضى عن توصيف الصراع على أنه طائفي، ﻷن ذلك سيؤدي إلى تقسيم سورية في النهاية".

ويكشف البدري عن نصيحته للحموي، عند بداية ظهور مصطلح "دولة الإسلام في العراق والشام" بأن تتبنى "أحرار الشام" حملة فكرية توعوية ضد هذا التنظيم، لكنه رفض وقتها، وقال لي: "هؤلاء مجاهدون لهم فضل السبق وخلافنا معهم لا يقتضي الانتقاص منهم أو تسفيههم، بل نتناصح معهم ونتعاون على البر والتقوى".

ويوضح البدري أنه "عقب بدء المعارك الداخلية مع عناصر تنظيم الدولة، تغيرت وجهة نظر عبود تماماً، وأصبح مقتنعاً بأنهم خطر شديد على الثورة السورية ومكتسباتها، وكان يقول: أجبرونا على معركة كنا في غنى عنها".

ويردف: "كان الحموي حريصاً على توقف المعارك الداخلية التي قال لي عنها: (سحبنا إليها سحباً)، وكان يقصد هؤلاء المرضى النفسيين الذين يظهرون الشماتة والفرح في مقتله".

وينتقد البدري بشدة من فرح لمقتل الحموي، ويقول: "هاتوا برهانكم على أنه فعل مثل ما تفعلون"، ويشير إلى أن "علاقته بجبهة النصرة كانت جيدة رغم بعض الخلافات الفكرية، لكن التنسيق معهم في المعارك كان على أعلى مستوى".

ويتطرق القيادي السلفي إلى جوانب شخصية في حياة الحموي، ويقول: "كم كان رقيقاً محباً للقرآن، معظماً لشأن العلم والعلماء، لا يتخذ قراراً بمعزل عن الشرعيين، وبمشاورة القادة العسكريين".

ويضيف: "كان مهتماً جداً باﻷطفال وتعليمهم، وكان يدعو لعمل فصول تدريسية لهم في المناطق المحررة، وداخل مخيمات النازحين واللاجئين، وكان كثير الحركة في عدة بلدان من أجل شرح قضية الشعب السوري وبيان عدالتها، وأن حمل السلاح في سورية كان اضطراراً وليس اختياراً".

ويكشف البدري عن رؤية الحموي في الأزمة المصرية، إذ كان يعتبر الأخير "الوضع في مصر لن يحل إلا مثلما يحدث فى سورية بل كان يرى مصر أسهل لعدم وجود الجيش الطائفي".

ويؤكد القيادي السلفي أن "الحموي كان يعتبر نفسه واحداً من جنود كتيبة (أحرار الشام)، فكان يعتبر أنه لا فرق بينه وبينهم، بل كان يشعرهم أنهم أفضل حالاً منه".

المساهمون