شنت قيادة العمليات العراقية المشتركة هجوما شديد اللهجة ضد منظمة العفو الدولية، بسبب نشر الأخيرة تقريرا، أمس الثلاثاء، تحدثت فيه عن انتهاكات ارتكبتها القوات العراقية وقوات التحالف الدولي، تسببت بمقتل مدنيين أثناء العمليات العسكرية لتحرير الموصل.
ودعا المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، العميد يحيى رسول، منظمة العفو الدولية أن تأتي إلى الموصل وتشاهد ما على الأرض، "بعيدا عن الاتهامات التي لا تمثل الواقع وحقيقة الأمور"، مضيفاً "لتذهب منظمة العفو الدولية إلى الجحيم هي وادعاءاتها الباطلة".
وأشار رسول خلال مؤتمر صحافي إلى أن "ما قام به الجيش العراقي لا يمكن لأي جيش آخر القيام به"، موضحاً أن "القوات العراقية استخدمت الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وحيّدت السلاح الثقيل خلال معركة الموصل".
وردا على الأصوات التي تشكك بقدرة القوات العراقية على قتل عناصر "داعش"، قال المتحدث باسم القوات المشتركة "نحن ملتزمون بالآداب والتقاليد، ولا نريد نشر هذه الجثث المشوهة والمقطعة من جراء تقدم قواتنا".
في المقابل، أكد سكان محليون تمكنوا من الخروج من الموصل بعد انتهاء المعارك، لـ"العربي الجديد"، وجود انتهاكات وصفوها بـ"المروعة" ارتكبتها القوات العراقية خلال الأسابيع الأخيرة للمعركة، موضحين أن "الطيران العراقي ومدفعية الجيش دكّت أحياء المدينة القديمة طيلة الأيام الماضية وحولتها إلى ركام".
وأشار السكان المحليون إلى "وجود عدد كبير من جثث القتلى المدنيين تحت أنقاض المنازل المهدمة"، مبينين أن "الموصل لا يمكن أن تكون صالحة للحياة على المدى القريب".
من جهته، دعا عضو مجلس مدينة الموصل، محمد الحمداني، اليوم الأربعاء، إلى "النظر بجدية" إلى تقرير منظمة العفو الدولية الأخير، الذي تحدث عن ارتكاب جرائم قتل للمدنيين من قبل القوات العراقية والتحالف الدولي، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "معركة الساحل الأيمن للموصل كانت قاسية، واختلفت بشكل جذري عن معركة الساحل الأيسر، التي حسمت دون وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين".
ولفت الحمداني إلى وجود تقارير محلية، تبين وجود الآلاف من جثث القتلى المدنيين تحت الأنقاض، أو مدفونة في حدائق المنازل، موضحاً أن "المأساة التي وقعت في الموصل كبيرة، ولا يمكن التغطية عليها بأهازيج النصر على "داعش"".
وكانت منظمة العفو الدولية، قد اتهمت أمس الثلاثاء، القوات العراقية بارتكاب جرائم حرب أثناء معركة الموصل، التي استمرت تسعة أشهر، مطالبة بتشكيل لجان تحقيق مستقلة بشأن جرائم ارتكبت بحق مدنيين على يد الجيش العراقي، والتشكيلات العسكرية الأخرى، وقوات التحالف الدولي.