قوات روسية على الحدود المصرية الليبية... من وراء التسريب؟

14 مارس 2017
الجيش المصري لا يتلقى أموال المعونات نقدياً(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -





استبعد خبراء ومحللون عسكريون، إمكانية السماح بتواجد قوات عسكرية روسية على الأراضي المصرية، في ظل اتفاقية المساعدات العسكرية الأميركية الموقّعة مع مصر، بينما قالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" إنه لا يوجد في اتفاقية المساعدات العسكرية الأميركية لمصر ما ينص على عدم أحقية مصر في التعاون العسكري مع أي دولة أخرى باستثناء أميركا.

وأوضحت المصادر أن الجيش المصري "لا يتلقى أموال المعونات بشكل نقدي وإنما في شكل سلع وخدمات عسكرية عبر عقود حكومية مباشرة"، مضيفة أنه كان هناك امتياز أميركي يُمنح بمقتضاه السلاح إلى مصر، على أن يتم تسديد ثمنه من مساعدات السنوات القادمة، إلا أن ذلك الأمر متوقف الآن، علمًا بأن ذلك الامتياز لم يكن يمنح سوى لدولتين فقط في العالم هما إسرائيل ومصر. 

وعلق عسكري مصري، قائلاً: "نعم لا يوجد نص صريح في الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الأميركي، يمنع مصر من التعاون العسكري مع دول أخرى؛ لكن الأميركيين يراقبون الأوضاع جيداً، ولديهم من وسائل الضغط، ما يجعل ذلك أمراً محفوفاً بالمخاطر على الجانب المصري".

مقربون من دوائر السلطة في مصر قالوا لـ"العربي الجديد" إنهم لا يستبعدون أن يكون خبر نشر قوات خاصة روسية على الحدود المصرية مع ليبيا، تم تسريبه من الجانب المصري، من أجل استغلال القلق الغربي بشكل عام، والأميركي بشكل خاص، من تنامي الدور الروسي بالمنطقة، لاستعادة كامل المساعدات العسكرية الأميركية، التي فُقدت أجزاء منها بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيًا محمد مرسي، وأيضًا الحصول على دعم سياسي أميركي غير مشروط للنظام السياسي المصري.

كما أن الولايات المتحدة تطلب من مصر في كثير من الأحيان تغيير بعض سياساتها الداخلية، والتماشي مع المتغيرات والتهديدات الدولية التي طرأت على المنطقة مثل مكافحة الإرهاب، وكثيراً ما تتهم الجانب المصري، بأنه لا يقدم ما يكفي لدعم العلاقات المشتركة معها، بما يساوي ما تقدمه أميركا من معونة مادية وعسكرية.

وأثار الكونغرس الأميركي عدداً من الملفات عند مناقشة المساعدات العسكرية لمصر، مثل مطالبة مصر بعلاقات أكثر انفتاحاً مع إسرائيل، واتخاذ المزيد من الإجراءات لتأمين الحدود مع إسرائيل وغزة، ومنْع تهريب السلاح وحماية حرية الأديان للأقليات، وضرورة العمل على تحقيق الإصلاح السياسي والأمني وتحقيق استقلال القضاء وغيرها من الملفات الأخرى.

وبحسب دراسة أعدها محمد مجاهد الزيات، تحت عنوان "واقع ومستقبل العلاقات العسكرية بين القاهرة وواشنطن"، فإنه ليس من السهل على الجيش المصري التخلي عن المعونة العسكرية الأميركية، وذلك بسبب تفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث تبلغ هذه المعونة حوالي 1.3 مليار دولار سنوياً، وهو مبلغ ليس بالقليل.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة أمدّت مصر خلال الفترة 1984 و2011 بما قيمته 71.6 مليار دولار من المساعدات متعددة الأوجه، بما في ذلك 1.3 مليار دولار كمعونات عسكرية منذ العام 1987.

ولكن المعونة العسكرية بدأت في التراجع منذ ذلك التاريخ، حتى إن مناورات التدريب التي كانت تجري بين جيشي البلدين تحت اسم "النجم الساطع" قد توقفت منذ 2011، ومن ناحية أخرى تعزز روسيا أيضا علاقاتها مع مصر، التي ربطتها علاقات مع الاتحاد السوفييتي في الفترة من عام 1956 وحتى عام 1972.



ولأول مرة أجرى البلدان في أكتوبر/تشرين الأول تدريبات عسكرية مشتركة، الأمر الذي كانت تجريه الولايات المتحدة ومصر بانتظام حتى عام 2011.

يذكر أن تسريب خبر نشر قوات روسية على الحدود المصرية الليبية، أتى بالتزامن مع وصول رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني إلى مصر، ووجود اللواء خليفة حفتر في موسكو.

وكانت وكالة الأنباء (رويترز)، نشرت نقلا عن مصادر قالت إنها مصرية وأميركية ودبلوماسية -جاء فيه أن روسيا نشرت "فيما يبدو" قوات خاصة في قاعدة جوية بغرب مصر، قُرب الحدود مع ليبيا في الأيام الأخيرة– أثار جدلًا واسعًا، في الوقت الذي سارع الجانبان (المصري والروسي) إلى نفيه.

المسؤولون الأميركيون والدبلوماسيون بحسب (رويترز)، قالوا إن أي نشْر لقوات روسية من هذا القبيل قد يكون في إطار محاولة دعم القائد العسكري الليبي خليفة حفتر، الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته يوم الثالث من مارس/ آذار عند موانئ النفط الخاضعة لسيطرته.

وقدمت مصادر أمنية مصرية مزيدًا من التفاصيل قائلة إنها وحدة عمليات خاصة روسية قوامها 22 فردًا، لكنها امتنعت عن مناقشة مهمتها، وأضافت المصادر أن روسيا استخدمت أيضًا قاعدة مصرية أخرى إلى الشرق من سيدي براني بمرسى مطروح في أوائل فبراير/شباط الماضي.

وعلق على الخبر المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد تامر الرفاعي، بنفْي وجود أي جندي أجنبي على الأراضي المصرية، قائلًا إنها مسألة سيادة، كما نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنه لا توجد قوات روسية خاصة في مصر. ​