قوات النظام تخنق حلب وغارات إسرائيلية على دمشق

07 ديسمبر 2016
مقاتلو المعارضة انسحبوا من منطقة حلب القديمة(فادي الحلبي/فرانس برس)
+ الخط -

يسود الاضطراب والغموض بشأن ما تبقّى من مناطق بيد المعارضة السورية المسلحة في شرقي حلب، وسط تأكيدات عن تمكّن قوات النظام من تحقيق تقدم كبير على حسابها، إذ باتت محصورة في مناطق ضيقة من المدينة.

وذكرت مصادر متطابقة أن قوات النظام والمليشيات الأجنبية الموالية لها سيطرت، في وقت متأخر من ليل أمس وفجر اليوم الأربعاء، على أحياء باب النصر وباب الحديد وأقيول والفرافرة، شرق حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة السورية، وسط قصف صاروخي ومدفعي على تلك الأحياء.

وكانت قوات النظام قد تمكنت أيضاً، من السيطرة على أحياء القاطرجي والشعار والميسر.   

وتفرض قوات النظام حصاراً خانقاً على الأحياء الشرقية في حلب، التي يعيش فيها نحو 200 ألف مدني، وسط مخاوف من ارتكاب النظام مجازر جماعية في تلك الأحياء.

وفي حين ذكرت قوات النظام أنها سيطرت، حتى الآن، على نحو 80 في المائة من أحياء حلب القديمة، وأنها تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي، نفت مصادر في المعارضة السورية حصول كل هذا التقدم، مشيرةً إلى أن مقاتلي الفصائل انسحبوا من منطقة حلب القديمة وساحة الحطب وحي باب الحديد، بهدف استدراج قوات النظام، حيث قُتل وجرح منهم العشرات في هذا الكمين.

وبالتزامن مع هذه التطورات، تسود أجواء من الغموض بشأن مصير المدينة، ومصير المقاتلين والمدنيين فيها. 

وفي حين تحدثت مصادر صحافية عن تقدم قيادة الفصائل المقاتلة في حلب بمبادرة تتضمن هدنة مدتها خمسة أيام، لإخراج المدنيين وذوي الحالات الحرجة والجرحى، قال مصدر من "حركة نور الدين الزنكي"، لـ"العربي الجديد"، إن الحركة، إضافة إلى "جبهة فتح الشام" ترفضان بالمطلق الخروج من حلب، في حين فوّضت بقية الفصائل مندوبيها في أنقرة، حيث تجري مفاوضات مع الروس، بغية التواصل مع الأمم المتحدة لترتيب إجراءات الخروج من المدينة.

وفي العاصمة دمشق، هزت انفجارات قوية، فجر اليوم، مطار المزة العسكري، ما أدى إلى اشتعال النيران في أجزاء واسعة منه.

ونقلت وسائل إعلام تابعة للنظام أنّ "الانفجارات ناجمة عن قصف الطيران الإسرائيلي للمطار".

ويعتبر مطار المزة العسكري من أهم المطارات التي يستخدمها النظام السوري في ضرب المناطق الخارجة عن سيطرته في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي، إضافة إلى كونه يضم مستودعات أسلحة للنظام السوري.

وكان الطيران الإسرائيلي قد قصف، الليلة الماضية أيضاً، مواقع لـ"حزب الله" قرب مدينة الزبداني في ريف دمشق.

وقال ناشطون إن الغارات استهدفت ثلاثة مواقع للحزب في الجبل الغربي لمدينة الزبداني، وهو محاذٍ للحدود مع لبنان. ومن النقاط التي طاولها القصف حواجز عين الرملة والسنديان والصاروخية الخاضعة لسيطرته.

واعترف النظام باستهداف أحد أهم مطاراته العسكرية من قبل إسرائيل، وهو مطار المزة العسكري، حيث يعتبر قاعدة جوية لحماية دمشق واستهداف ريف دمشق، وضمنه مركز للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام بشار الأسد، والمخابرات الجوية سيئة السيط، إضافة إلى أنه أحد أبرز مراكز الاعتقال في سورية. وكثفت إسرائيل في الفترة الماضية استهداف مواقع القوات النظامية ومليشيا "حزب الله" اللبناني.

ونشرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، على لسان مصدر عسكري لم تسمه، قوله إن "العدو الإسرائيلي أقدم عند الساعة الثالثة فجر اليوم على إطلاق عدة صواريخ أرض أرض من داخل الأراضي المحتلة، غرب تل أبو الندى، سقطت في محيط مطار المزة غرب دمشق، ما أدى إلى نشوب حريق في المكان دون وقوع إصابات".

واعتبر المصدر أن هذا "العدوان يندرج في إطار المحاولات اليائسة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي لدعم المجموعات الإرهابية ورفع معنوياتها المنهارة"، وأنه "يزيد الجيش العربي السوري إصراراً على بتر الأذرع الإرهابية المرتبطة بالكيان الصهيوني، الذي يتحمل كامل المسؤولية عن تبعات ونتائج هذه الاعتداءات الإجرامية".

وذكرت الوكالة أن طيران العدو الإسرائيلي، قام في 30 الشهر الماضي، بالاعتداء على منطقة الصبورة بريف دمشق الغربي، بصاروخين أطلقهما من المجال الجوي اللبناني، لكن تغافلت وتغافل مصدرها العسكري عن ذكر أي شيء عن رد فعل النظام على هذه الاعتداءات المتقاربة.



المساهمون