قوات الشرعية تتقدّم في مأرب

13 سبتمبر 2015
جرى تطهير تلّة المصارية ومواقع أخرى في مأرب (Getty)
+ الخط -
حقّقت القوات الموالية للشرعية والمدعومة بقوات "التحالف العربي" تقدماً في محافظة مأرب، وسط اليمن، بعد بدء عمليتها البرية بتحرير المحافظة من المليشيات، فيما لا تزال أزمة عزل محافظ عدن تشهد انقساماً بين الرئاسة و"المقاومة".

وسيطرت قوات الشرعية في مأرب على مواقع في منطقة الدشوش والدحلة، وتقدمت باتجاه حمة المصارية وصرواح.

وأوضحت مصادر أن "المعارك كبّدت الحوثيين وقوات صالح  خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، فضلاً عن مواقع استراتيجية"، مشيرة إلى "مشاركة أكثر من 50 مدرعة تابعة للتحالف في جبهات القتال بمنطقة صرواح وتلة ‫‏المصارية، مسنودة بثلاث كاسحات ألغام".

وبحسب المصادر، فإن "ضربات قوات الشرعية والتحالف أدت إلى انسحابات مفاجئة من المواقع الخلفية لتلة المصارية، وبلاد ‫الأشراف، غرب مأرب".

وأكدت المصادر ذاتها، "تطهير تلة المصارية ومواقع في الجفينة من مليشيات الحوثيين، وتمشيط المواقع من قبل كاسحات الألغام"، لافتة إلى "مشاركة مروحيات الأباتشي بفاعلية في معارك اليوم، وتدمير طيران التحالف تعزيزات للحوثيين في منطقة الزور".

يأتي ذلك في وقت تحاصر فيه "المقاومة الشعبية"، المليشيات في معسكري اللبنات والندر، في محافظة الجوف المجاورة لمأرب.

وفي السياق ذاته، نفى محافظ مأرب، سلطان العرادة، تسمية المعركة لتحرير المحافظة باسم (ثأر مأرب)، قائلاً: "نحن لا يمكن أن نقوم على ثارات، والهدف من العمليات هو دحر وطرد الحوثيين من المديريات التي يسيطرون عليها".

 وجاء التقدم في مأرب بدعم من مقاتلات التحالف التي استهدفت أهدافاً متعددة في مديرات ساقين وباقم وكتاف ورازح وحيدان، في صعدة، فضلاً عن استهدافها مقر اللواء العاشر، في الحديدة.

وفي الحديدة أيضاً، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف اقتربت من غاطس، ميناء الحديدة"، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدا لإنزال بحري لجنود وآليات والبدء بعملية عسكرية واسعة لتطهير محافظة الحديدة من المليشيات.

كما أعلن شيخ قبائل الزرانيق بمحافظة الحديدة، الشيخ يحيى منصر، عن "تجهيز ثلاثة آلاف مقاتل من أبناء القبيلة للمشاركة ضمن ثمانية آلاف مقاتل من جميع أنحاء إقليم تهامة، لتحريره من المليشيات، بالتنسيق مع دول التحالف العربي".

في غضون ذلك، قصف التحالف بلدة الخوخة على الساحل الغربي لليمن، بعد أن حوّلها الحوثيون إلى قاعدة لوجستية ومركز إمداد.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن "طيران التحالف شن غارة استهدفت عربة عسكرية لمليشيا الحوثي بجوار مؤسسة الإنزال السمكي بالخوخة، ما أدى إلى احتراق المركبة وقتل ما لا يقل عن 12 مسلحا من الحوثيين".

كما قصف التحالف أحد الأطقم التابعة لمليشيا الحوثي في جولة مؤسسة الأسماك، بمدينة الخوخة.

وأكد ناشطون أن "المليشيات تواصل منذ حوالي شهر، حشد قوات كبيرة عند منطقة النخيل في الخوخة، وقد قاموا بحفر الخنادق وبناء المتاريس، تحسباً لإنزال عسكري".

اقرأ ايضاً:مواجهات برية بمأرب وصعدة والحوثيون يفشلون في إطلاق صاروخ


عدن: أزمة المحافظ مستمرة

في موازاة ذلك، لا يزال الانقسام مستمراً حول مساعي عزل محافظ عدن نايف البكري.

وقالت مصادر خاصة في المقاومة لـ"العربي الجديد"، إن "محاولات إقالة البكري تقف خلفها شخصيات في محيط الرئيس عبدربه منصور هادي، وبعض أقربائه، لعدم خضوعه لهم، وتكليف شخصيات هي بالأساس من النظام السابق، وممّن كانوا من رجال الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح".

وكشفت المصادر أن "توجهات البكري ومساعيه لوقف محاولات الالتفاف على المقاومة وجرحاها، فضلاً عن الإسراع في إعادة ضبط الأوضاع، هي أكبر العقبات التي يواجهها البكري".

وكانت "المقاومة" قد حذرت هادي من عواقب تداعيات إزاحة محافظ عدن نايف البكري.

وتعاني عدن من أزمات عديدة، خصوصاً التفلّت الأمني، وأشارت مصادر إلى أن "لقاءات مكثفة وإجراءات تقوم بها قيادة الجيش والأمن والتحالف والمقاومة لضبط الأوضاع واستعادة الحياة الطبيعية".

ولفتت إلى أن "التحالف يقدم كل الإمكانيات لاستعادة الأوضاع، ومنها دعم الشرطة بمعدات وعربات وأجهزة مراقبة وغيرها، فضلاً عن نشر لوائين إماراتي وسعودي لتأمين عدن، إضافة إلى قوات من الشرعية والمقاومة".

كما عقد لقاء في العاصمة السعودية الرياض، جمع قيادات من المقاومة الجنوبية وأخرى في "التحالف العربي" لمناقشة الأوضاع في عدن والمناطق المحيطة.

إضافة إلى الوضع الأمني المتردي، يبرز ملف جرحى المقاومة الذين يتهمون الحكومة بالتقصير في معالجتهم، فضلاً عن مشكلة إنعدام غاز الطهي والوقود.

اقرأ أيضاً: تفجير منزل شقيق المخلافي بتعز ورفض عزل محافظ عدن

المساهمون