لم تخرج القمتان العربية والخليجية اللتان عُقدتا ليل الخميس ــ الجمعة في مكة، عن المتوقع بكلام تصعيدي ضد إيران والمطالبة باستخدام "كافة الوسائل" لردعها، وذلك بعدما مهّدت له اتهامات أميركية صريحة لطهران بالمسؤولية عن مهاجمة ناقلات نفط قبالة الفجيرة الإماراتية في 12 مايو/ أيار الماضي، وتهديدها باستخدام القوة العسكرية لرد أي هجوم منها. في المقابل، جاء رد طهران باتهام الرياض بانتهاج مسيرة تمضي فيها واشنطن وإسرائيل ضدها، فيما برز كلام مهادن من وزير الخارجية محمد جواد ظريف، قال فيه إنه مستعد للتوجه إلى الرياض في حال كانت مستعدة لتغيير سياستها تجاه بلاده، لأن طهران لا تريد المواجهة.
وندّد بيانان ختاميان للقمتين العربية والخليجية، فجر الجمعة، بـ"سلوك" إيران في المنطقة، وحظيا بدعم كل الدول باستثناء العراق. وعقدت القمة العربية بعيد انتهاء القمة الخليجية مباشرةً، علماً أنّ مكة استضافت مساء أمس الجمعة قمّة ثالثة هي القمة الـ14 لمنظّمة التعاون الإسلامي التي تضمّ 57 دولة بينها إيران. ودانت القمة العربية "التدخّلات الإيرانية" في المنطقة. وأكد البيان الختامي، الذي اعترض عليه العراق، "تضامن وتكاتف الدول العربية بوجه التدخلات الإيرانية، وإدانة العمليات الحوثية ضد السعودية". ودان أيضاً "إطلاق صواريخ بالستية إيرانية الصنع من اليمن على السعودية". كذلك دان "احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)"، وندد "بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية وتأثيره على وحدة سورية". وكذلك احتوى على "إدانة تدخلات إيران في شؤون البحرين ودعم الجماعات الإرهابية فيها". إلى ذلك سجّل العراق اعتراضه على صياغة البيان الختامي للقمة العربية، وفق ما تُلي عقب إلقاء البيان الختامي للقمة العربية الطارئة.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في خطاب ببداية القمة الخليجية إنّ "ما يقوم به النظام الإيراني من تهديد لحرية الملاحة العالمية يُعدّ تحدّياً سافراً"، وأضاف "الأعمال الإجرامية التي حدثت أخيراً تستدعي منا جميعاً العمل بشكل جاد للحفاظ على أمن ومكتسبات دول مجلس التعاون"، واعتبر أنّ "عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشّكل الذي نراه اليوم"، وطالب المجتمع الدولي باستخدام "كافّة الوسائل" لردع إيران، وأوضح "نطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليّاته إزاء ما تشكّله الممارسات الإيرانيّة من تهديدٍ للأمن والسلم الدوليّين، واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام، والحدّ من نزعته التوسّعية". وشارك في القمتين رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، وهو أبرز مسؤول قطري يزور المملكة منذ بدء الحصار على قطر، ولكنه لم يلق أي كلمة.
في موازاة ذلك، اعتبر المتحدث باسم قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، تركي المالكي، أن "الدعم الإيراني للحوثيين بالصواريخ البالستية والأسلحة أطال أمد الأزمة في اليمن"، لافتاً، خلال مؤتمر صحافي من مكة أمس، إلى أن "الصواريخ البالستية يتم تهريبها عبر البحر من إيران إلى مليشيات الحوثي".
اقــرأ أيضاً
في المقابل، رفضت طهران ما ورد في بيان القمة العربية، وقالت إن البيان لا يمثل الرؤى الحقيقية لجميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، إن السعودية "تواصل السير بنهج خاطئ في مسار إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية وفي المنطقة وهو ما يرومه الكيان الصهيوني". وأضاف موسوي: "نعتبر محاولات السعودية لتعبئة أصوات الدول الجارة والعربية أنها تأتي استمراراً لمسيرة عقيمة تمضي فيها أميركا والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، واعتبر أن "السعودية استغلت فرصة شهر رمضان ومكة كمكان مقدس لأغراض سياسية وأداة لتوجيه اتهامات على لسان بعض المشاركين في الاجتماع ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
في غضون ذلك، برز موقف لظريف، أعلن فيه أنه مستعد للذهاب إلى الرياض ابتداء من الغد، في حال كانت السعودية مستعدة لتغيير سياساتها تجاه إيران. وأضاف ظريف، في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية، أن طهران منفتحة على الدول الخليجية، وأكد أن دولتين اختارتا طريقاً مغايراً، واصفاً هذا الطريق بالخطر على الجميع. ولفت إلى أنه بذل جهوداً دبلوماسية كبيرة، خلال جولاته الخارجية، لتوضيح أن طهران لا تريد مواجهة مع أي طرف، كما طالب واشنطن بوقف ما سمّاها "حربها غير القانونية ضد الشعب الإيراني". وفي السياق، وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسالة إلى قادة الدول الإسلامية المشاركة في قمة مكة، أعرب فيها عن أسفه لعدم حضوره، ودعاهم إلى الدفاع عن فلسطين ومواجهة مؤامرة "صفقة القرن". وقال روحاني في رسالته: "أشعر بالأسف لعدم حضوري في قمة مكة المكرمة لعدم التزام السعودية بالمراسم الخاصة بدعوة قادة الدول".
ويأتي تصعيد النبرة السعودية ضد إيران بعد مواقف أميركية مهّدت له، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الخميس، إنه سيتم تقديم أدلة تؤكد وقوف إيران وراء الهجوم على ناقلات النفط في الفجيرة إلى مجلس الأمن الدولي قريباً. كذلك اعتبر المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران برايان هوك أن إعادة نشر القوات الأميركية في المنطقة نجحت في ردع إيران، لكنه قال إن واشنطن سترد بالقوة العسكرية إذا هاجمت طهران مصالحها.
في سياق آخر، برز موقف لافت لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي قال خلال مؤتمر صحافي في برلين أمس، إن واشنطن تأمل من برلين حظر نشاطات حزب الله اللبناني، على غرار ما فعلته لندن قبل أشهر، عندما صنفت الحزب اللبناني المدعوم إيرانياً على لائحة الإرهاب. من جهة أخرى، أشار تقرير ربع سنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إلى أن إيران التزمت بالقيود الأساسية على أنشطتها الذرية التي فرضها الاتفاق الذي توصلت إليه مع القوى الكبرى. وقال التقرير الذي أرسل إلى الدول أعضاء الوكالة، إن إيران التزمت بالسقف المفروض على أنشطة، ومنها مستوى تخصيب اليورانيوم ومخزون اليورانيوم المخصب. وأعلنت الوكالة أن مخزون إيران من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصّب ارتفع لكنه لم يتجاوز الحدود المسموح بها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
اقــرأ أيضاً
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في خطاب ببداية القمة الخليجية إنّ "ما يقوم به النظام الإيراني من تهديد لحرية الملاحة العالمية يُعدّ تحدّياً سافراً"، وأضاف "الأعمال الإجرامية التي حدثت أخيراً تستدعي منا جميعاً العمل بشكل جاد للحفاظ على أمن ومكتسبات دول مجلس التعاون"، واعتبر أنّ "عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشّكل الذي نراه اليوم"، وطالب المجتمع الدولي باستخدام "كافّة الوسائل" لردع إيران، وأوضح "نطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليّاته إزاء ما تشكّله الممارسات الإيرانيّة من تهديدٍ للأمن والسلم الدوليّين، واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام، والحدّ من نزعته التوسّعية". وشارك في القمتين رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، وهو أبرز مسؤول قطري يزور المملكة منذ بدء الحصار على قطر، ولكنه لم يلق أي كلمة.
في موازاة ذلك، اعتبر المتحدث باسم قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، تركي المالكي، أن "الدعم الإيراني للحوثيين بالصواريخ البالستية والأسلحة أطال أمد الأزمة في اليمن"، لافتاً، خلال مؤتمر صحافي من مكة أمس، إلى أن "الصواريخ البالستية يتم تهريبها عبر البحر من إيران إلى مليشيات الحوثي".
في المقابل، رفضت طهران ما ورد في بيان القمة العربية، وقالت إن البيان لا يمثل الرؤى الحقيقية لجميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، إن السعودية "تواصل السير بنهج خاطئ في مسار إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية وفي المنطقة وهو ما يرومه الكيان الصهيوني". وأضاف موسوي: "نعتبر محاولات السعودية لتعبئة أصوات الدول الجارة والعربية أنها تأتي استمراراً لمسيرة عقيمة تمضي فيها أميركا والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، واعتبر أن "السعودية استغلت فرصة شهر رمضان ومكة كمكان مقدس لأغراض سياسية وأداة لتوجيه اتهامات على لسان بعض المشاركين في الاجتماع ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
في غضون ذلك، برز موقف لظريف، أعلن فيه أنه مستعد للذهاب إلى الرياض ابتداء من الغد، في حال كانت السعودية مستعدة لتغيير سياساتها تجاه إيران. وأضاف ظريف، في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية، أن طهران منفتحة على الدول الخليجية، وأكد أن دولتين اختارتا طريقاً مغايراً، واصفاً هذا الطريق بالخطر على الجميع. ولفت إلى أنه بذل جهوداً دبلوماسية كبيرة، خلال جولاته الخارجية، لتوضيح أن طهران لا تريد مواجهة مع أي طرف، كما طالب واشنطن بوقف ما سمّاها "حربها غير القانونية ضد الشعب الإيراني". وفي السياق، وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسالة إلى قادة الدول الإسلامية المشاركة في قمة مكة، أعرب فيها عن أسفه لعدم حضوره، ودعاهم إلى الدفاع عن فلسطين ومواجهة مؤامرة "صفقة القرن". وقال روحاني في رسالته: "أشعر بالأسف لعدم حضوري في قمة مكة المكرمة لعدم التزام السعودية بالمراسم الخاصة بدعوة قادة الدول".
ويأتي تصعيد النبرة السعودية ضد إيران بعد مواقف أميركية مهّدت له، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الخميس، إنه سيتم تقديم أدلة تؤكد وقوف إيران وراء الهجوم على ناقلات النفط في الفجيرة إلى مجلس الأمن الدولي قريباً. كذلك اعتبر المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران برايان هوك أن إعادة نشر القوات الأميركية في المنطقة نجحت في ردع إيران، لكنه قال إن واشنطن سترد بالقوة العسكرية إذا هاجمت طهران مصالحها.