قمة "الناتو" بيومها الأول: نشر قوات في دول البلطيق

وارسو

وكالات

08 يوليو 2016
055FBB7E-5F45-4FB4-9BF6-626BBC313AAA
+ الخط -

اتفق زعماء حلف شمال الأطلسي، في اليوم الأول للقمة التي تعقد في العاصمة البولندية وارسو، وتستمر ليومين، على نشر قوات عسكرية في دول البلطيق وشرق بولندا للمرة الأولى وزيادة الدوريات الجوية والبحرية لطمأنة الحلفاء الذين كانوا ذات يوم جزءاً من الاتحاد السوفييتي، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وقرر الحلف المكون من 28 دولة تحريك أربع كتائب بإجمالي ثلاثة إلى أربعة آلاف جندي إلى شمال شرق أوروبا، يتم تدويرها، لإظهار استعداده للدفاع عن الأعضاء من شرق القارة في مواجهة أي عدوان روسي.

وقال الأمين العام لحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي، عقب أول جلسة بالقمة في وارسو: "هذه الكتائب ستمتاز بالقوة وستكون متعددة الجنسيات. القصد من ذلك هو التأكيد على أن أي هجوم على دولة من دول الحلف سيعد هجوماً على الحلف بأكمله".

وكان ستولتنبرغ، قد أكد أن قمة الحلف "ستسفر عن قرارات مهمة من أجل أمن الحلف، وتعزيز أنشطته الدفاعية، فضلاً عن اتخاذ تدابير رادعة لهجمات محتملة قد تأتي من الخارج".

وأشار إلى أن حلف "ناتو حقق تقدماً كبيراً خلال أقل من عامين؛ حيث أصبح أكثر سرعة، وقوة، واستعداداً"، مضيفاً: "واعتباراً من اليوم سيتم اتخاذ خطوات تتعلق بالمرحلة المقبلة".

وعن ماهية هذه الخطوات المقبلة، كشف ستولتنبرغ أن "الحلف يعتزم نشر أنظمة دفاع صواريخ بالستية، وتعزيز تواجده العسكري في حدوده الجنوبية والشرقية، عدا بولندا وأستونيا وليتوانيا ولاتفيا"، موضحًا أن "ذلك يتطلب إرادة سياسية ومصادر تمويل، والحلف لا شك سيزيد من نفقاته الدفاعية".

وكان موضوعا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتصدي لروسيا، قد هيمنا على القمة، إذ أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يضر في العلاقات بين بلاده وأوروبا، فيما شدد رئيس الوزراء البريطاني المستقيل، ديفيد كاميرون، على أن "دور بلاده على الساحة العالمية لن يتقلص بعد خروجها من الاتحاد".

واستغل الرئيس الأميركي قمة وارسو ليوجه رسالة واضحة إلى بروكسل ولندن، لكنه أكد أن المخاوف من أن يتسبب خروج بريطانيا بحالة أوسع من عدم الاستقرار في الغرب "مبالغ فيها".

وقال عقب لقائه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جانكلود يونكر: "ليس من مصلحة أحد إجراء مفاوضات طويلة وخلافية".

وأضاف أن التصويت البريطاني "خلق حالة من الغموض بشأن مستقبل الاندماج الأوروبي"، لكنه رفض التلميحات إلى أن ذلك قد يتسبب بانهيار "كامل بنيان" الاتحاد أو تضرر العلاقات بين جانبي الأطلسي.

وتابع: "دعوني فقط أقول إنه كما هي الحال غالباً في لحظات التغيير، فإن هذه المبالغات ليست صحيحة".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني المستقيل، ديفيد كاميرون، أن "دور بلاده على الساحة العالمية لن يتقلص بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي".

وقال على هامش القمة: "نحن لا ندير ظهرنا لحلف شمال الأطلسي".

أما ستولتنبرغ، فبيّن أن البريكست "لن يغيّر مكانة بريطانيا الرائدة في الحلف".

ووقّع ستولتنبرغ ويونكر وتوسك لاحقاً اتفاق تعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، يوضح كيفية عمل الحلف مع الاتحاد.

ويفترض أن تكون روسيا محور القمة التي تستمر يومين، مع استعداد الحلف للمصادقة على أكبر عملية إعادة هيكلة منذ الحرب الباردة، رداً على التدخل الروسي في أوكرانيا في 2014.

وفي رمزية واضحة، تعقد القمة في العاصمة البولندية، مهد حلف وارسو الذي تشكل إبان الحقبة السوفييتية وكان الخصم اللدود لحلف شمال الأطلسي.

وفي هذا السياق، أبدى أوباما، في تصريحات أخرى، اعتزام بلاده نشر نحو ألف جندي في بولندا "من أجل تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)".

وشدد عقب لقاء جمعه بنظيره البولندي، أندجي دودا، على أن بلاده ستلعب "دوراً قيادياً في مسألة نشر ناتو وحدات عسكرية في بولندا"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة ستنشر كتيبة عسكرية واحدة مكونة من قرابة ألف جندي بالتناوب فيها (بولندا)، ليخدموا جنباً إلى جنب مع الجنود البولنديين"، دون الإشارة إلى موعد نشر تلك القوات.

من جهته، أعرب الرئيس البولندي، أندجي دودا، عن أمله في أن "تحقق القمة الأمن والاستقرار في مرحلة يعيش فيها العالم غموضاً وانقساماً".

وكان أوباما قد حث، في مقال نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، قادة حلف شمال الأطلسي، اليوم الجمعة، على الوقوف بحزم في وجه روسيا بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

كذلك، أعلنت بريطانيا، على لسان وزير دفاعها، مايكل فالون، اعتزامها نشر 650 جندياً في كل من إستونيا، وبولندا، في إطار تعزيزات قوات "ناتو" في المنطقة.

وذكر الوزير، في تصريحات سابقة اليوم، على هامش القمة ذاتها، أن بريطانيا سترسل كتيبة عسكرية تضم نحو 500 جندي إلى إستونيا، ووحدة أخرى تضم 150 جندياً إلى بولندا، دون الإشارة إلى موعد نشر تلك القوات، ولا آلية ذلك.




ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
بايدن وهاريس  يستقبلان السجناء بقاعدة أندرو العسكرية، 2 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

سياسة

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في قاعدة أندروز الجوية، قرب واشنطن، 3 سجناء أفرجت عنهم روسيا بموجب صفقة تبادل سجناء مع الغرب.
الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.