مع إعلان القوات العراقية عن السيطرة على جامع النوري ومنارة الحدباء بالمدينة القديمة في الجانب الأيمن للموصل، وقرب موعد انتهاء المعركة، تتصاعد المخاوف بشأن قرابة مائة ألف مدني ما زالوا محاصرين في الموصل القديمة، التي تشهد قتالاً طاحناً بين القوات العراقية وتنظيم "داعش".
وقالت مصادر محلية في الموصل لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إن أحوال المدنيين المحاصرين وأغلبهم من النساء والأطفال، تزداد سوءاً كلما ازدادت حدة المعارك، مؤكدة إصدار تنظيم "داعش" تعليمات صارمة تمنع السكان المحليين، الذين يصل عددهم إلى نحو مائة ألف، من مغادرة منازلهم لأي سبب كان، وتهديده بعقوبات صارمة للمخالفين.
وأشارت إلى انكفاء عناصر "داعش" باتجاه مناطق الميدان والشهوان والطوالب وباب لكش، التي ما تزال تحت سيطرة التنظيم بالمدينة القديمة، لافتة إلى تعرض هذه المناطق إلى قصف جوي ومدفعي عراقي عنيف تسبب بسقوط ضحايا بين المدنيين.
إلى ذلك، قال وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف إن عدد النازحين من الموصل تجاوز الـ900 ألف شخص منذ انطلاق العمليات العسكرية في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم "داعش"، مؤكدا في بيان، نزوح أكثر من 176 ألفا من الساحل الأيسر، وأكثر من 724 ألفا من الجانب الأيمن للمدينة.
وأشار الجاف، وهو رئيس لجنة إغاثة وإيواء النازحين، إلى أن عدد النازحين الذين سكنوا المخيمات بلغ 576 ألفا، بنسبة 64% من العدد الكلي للنازحين، لافتا إلى قيام وزارته بتقديم ما بوسعها من المساعدات والاحتياجات الضرورية.
بدورها، شددت منظمة "اليونيسيف" على ضرورة إبقاء الأطفال بعيدا عن الأذى، مهما كانت الظروف في الموصل، مطالبة بتوفير الحماية للأطفال المحاصرين في المدينة القديمة.
وأكد ممثل المنظمة في العراق، بيتر هوكينز، وجود آلاف الأطفال المحاصرين في الموصل القديمة، مع اشتداد القتال خلال الساعات الماضية، مبيناً أن الأطفال يواجهون تهديدات مختلفة لحياتهم.
وأضاف أن "أولئك الذين تقطعت بهم السبل في خضم القتال، يختبئون في أقبية منازلهم خوفا من هول الهجوم"، مشيرا في بيان، إلى تعرض الذين يحاولون الفرار لخطر القتل أو الإصابة بإطلاق نار.
ولفت إلى الإبلاغ عن مقتل مئات المدنيين الذين استخدموا كدروع بشرية من قبل تنظيم "داعش"، موضحا أن الاستجابة لمحنة أطفال الموصل المحاصرين، وإبقائهم على قيد الحياة ستكون من أولويات "اليونيسيف" خلال الفترة المقبلة.