قلق إسرائيلي من اتفاقَي تركيا مع أميركا وروسيا بشأن سورية

23 أكتوبر 2019
تقديرات إسرائيلية: اتفاق بوتين مع أردوغان فشل لترامب (Getty)
+ الخط -
حذّرت تقديرات إسرائيلية من أن اتفاقي تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن شمال سورية يضرّ بالمصالح الاستراتيجية لـتل أبيب.

وقال مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إن الاتفاق التركي الأميركي على إخلاء المليشيات الكردية من شمال سورية، وقرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من المنطقة، يحسّن من مكانة أنقرة، ويعزز من قدرتها على العمل في المنطقة بنحو لا ينسجم مع المصالح الإسرائيلية.

ولفتت الورقة التي أعدها كل من غليا ليندرشتراوس وإلداد شبيط، ونشرها المركز اليوم على موقعه، إلى وجوب أن تسلك إسرائيل مسارات استراتيجية تمثّل رداً على التهديدات الاستراتيجية، التي ستمثلها تركيا بعد العملية في شمال سورية، ولا سيما وهي تتزامن مع تعاظم مظاهر وجودها في البحر الأبيض المتوسط وتبنّيها سياسات حازمة.

ورأت الورقة أن إبداء مظاهر التضامن والتعاطف مع المليشيات الكردية في شمال سورية كان محور إجماع بين اليسار واليمين في إسرائيل، محذرة من أن سلوك النخب السياسية في تل أبيب، وتحديداً التعهد الذي قدمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتقديم مساعدات إنسانية إلى الأكراد استفزّ الرأي العام التركي، الذي يرى في المليشيات الكردية تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي.

وحذرت الدراسة من أن التحولات على سياسة الولايات المتحدة إزاء المنطقة تفرض على إسرائيل الاستعداد عسكرياً وميدانياً لمواجهة تبعات هذه التحولات، وإعداد العدة للإقدام على عمليات جريئة بهدف الدفاع عن المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية وتحسين قدرة تل أبيب على المناورة.

وأوضحت أن الاتفاق مع تركيا والانسحاب الأميركي من شمال سورية، يجعلان إسرائيل بمفردها في مواجهة جهود إيران الهادفة إلى التمركز عسكرياً في سورية.

ورأت الورقة أن قدرة إيران على تنفيذ مشروعها الاستراتيجي المتمثل بتدشين ممر بري يمكّنها من الوصول إلى سورية ولبنان قد تعاظمت كثيراً في أعقاب الاتفاق والانسحاب الأميركي.

وحذرت من أن ترامب يمكن أن يصدر مستقبلاً تعليمات بسحب القوات الأميركية من قاعدة "التنف"، جنوب سورية، التي تسهم بنحو كبير في منع إيران من تهريب السلاح من العراق إلى سورية.

ولفتت إلى أن جملة المواقف الصادرة عن ترامب تدلّ على أنه اتخذ قراراً حاسماً بإنهاء تدخل الولايات المتحدة في الصراعات الإقليمية.

وأشارت إلى أن تخلي الأميركيين عن الأكراد مثّل رسالة لحلفاء واشنطن الآخرين. واعتبرت أن إدارة ترامب خانت المليشيات الكردية التي كانت تمثل القوة البرية الوحيدة التي واجهت تنظيم "داعش" الإرهابي وأسهمت في حسم المعركة ضده.

وشككت الورقة في قدرة نظام بشار الأسد على الاحتفاظ بالمناطق التي سيطر عليها في أعقاب الانسحاب الأميركي من شمال سورية.

وفي سياق متصل، اعتبر موقع "وللا" الإسرائيلي أنّ الاتفاق الذي توصل إليه أمس كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلادمير بوتين بشأن شمال سورية يعد "إنجازاً" لتركيا ويعكس فشلاً لترامب.

وفي تحليل أعده أورن نهاري ونشر اليوم، أشار "وللا" إلى أن الاتفاق يسمح لتركيا بمواصلة عملياتها العسكري في الشمال السوري، وتدشين منطقة آمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، فضلاً عن أنه يسمح بضمان المصالح الإيرانية في المنطقة.

واعتبر الموقع أن الاتفاق التركي الروسي يدلّ على أن قرار ترامب الانسحاب من شمال سورية لا يمثل فقط "فشلاً أخلاقياً، بل فشلاً استراتيجياً أيضاً".

وأضاف: "لقد تبين أن إيران كانت محقة في تحذيرها دول المنطقة من التحالف مع الولايات المتحدة، حيث إن واشنطن بالفعل تتخلى عن حلفائها"، مشككاً في قدرة الإدارة الأميركية على العثور على طرف يمكن أن يتولى مهمات العمل البري، إذا قررت مستقبلاً العمل في ساحة من ساحات المنطقة.

المساهمون