أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على سلامة المدنيين المحاصرين في مدينة الحويجة، جنوب غرب كركوك (260 كلم شمال بغداد)، نتيجة المعارك التي تدور رحاها هناك منذ أيام، لاستعادة السيطرة عليها من قبل القوات العراقية.
وكشف بيان للأمم المتحدة عن وجود 78 ألف مدني محاصرين داخل مدينة الحويجة، في وقت لا زالت القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي تتقدم باتجاه المدينة لاستعادتها من سيطرة تنظيم "داعش".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة المتخصص بالشؤون الإنسانية، ينس لايكه، في بيان، إن "نحو 78 ألف مدني لا زالوا محاصرين في الحويجة، في حين وصل عدد الفارين من المعارك التي بدأت قبل أسبوع إلى 12500 مدني".
وأضاف لايكه "نتوقع فرار المزيد من المدنيين من مناطق القتال هناك خلال 48 ساعة المقبلة، تزامناً مع التقدم المستمر للقوات العراقية في المناطق والأحياء المكتظة بالمدنيين".
وتابع "نحن قلقون على سلامة المدنيين المحاصرين في الحويجة، ونذكر الطرفين المتحاربين بضرورة الحفاظ على سلامتهم والسماح لهم بمغادرة المنطقة".
وسبق للحكومة العراقية أن أعلنت في 21 سبتمبر/أيلول الماضي انطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة مدينة الحويجة وقضائها من سيطرة تنظيم "داعش" التي فرضها منذ منتصف عام 2014.
— مركز أخبار العراق (@Newsofiraq) ٤ أكتوبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post |
واعتبر خبراء أن الخوف الأكبر على حياة وسلامة المدنيين المحاصرين في الحويجة هو من مليشيات الحشد الشعبي، وليس من القصف الجوي والبري العشوائي فقط على المدينة.
وقال الخبير الأمني صالح العبيدي: "الخطر الأكبر على المدنيين المحاصرين في الحويجة هو القصف الجوي والصاروخي، فضلاً عن عمليات انتقامية تنفذها فصائل من مليشيات الحشد الشعبي التي تتقدم مع قوات الجيش إلى عمق المدينة، كما حدث في مدن الموصل والفلوجة وتكريت وبيجي وجرف الصخر وديالى وغيرها".
وكشف مصدر عسكري رفيع من قيادة عمليات الحويجة، طلب عدم الكشف عن اسمه، عن "فرار مئات الأسر نحو قوات البشمركة لتفضيلها على المليشيات ووحدات من الجيش العراقي خوفاً من عمليات انتقام ذات دوافع طائفية بحقهم".
— وكالة يقين للأنباء (@wakaltyaqein) ٤ أكتوبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post |
وذكر المصدر أن "نحو ألف أسرة تمكنت من الهرب من أطراف الحويجة، ولجأت إلى قوات البشمركة قرب كركوك".
وكان تنظيم "داعش" سيطر بالكامل على مدينة الحويجة، جنوب غرب كركوك، منتصف عام 2014 تزامناً مع سيطرته على مدينة الموصل ثاني كبريات المدن العراقية، بعد انسحاب قوات الشرطة والجيش العراقي من المدينة.
وتعتبر مدينة الحويجة من أبرز المدن ذات الطابع الزراعي تنتشر فيها مزارع وبساتين وأراض زراعية شاسعة، وكانت توفر نحو ثلثي السلة الغذائية العراقية من الفواكه والخضروات، وكان العراق يصدّر قسماً منها إلى دول الجوار.
