وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن قوات الأمن قطعت جسور المعلق والجمهورية والسنك المؤدية إلى المنطقة الخضراء بالحواجز الكونكريتية والأسلاك الشائكة، مؤكدا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إغلاق القوات العراقية لمنطقتي السعدون والباب الشرقي المحاذيتين للمنطقة الحكومية بشكل كامل.
وأشار المصدر إلى قطع شوارع النضال والرشيد والكرادة داخل، وساحات كهرمانة والأندلس والخلاني والطيران، لافتا إلى انتشار واسع لقطعات من الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، وقوات مكافحة الشغب.
وأضاف المتحدث ذاته أن "الانتشار الأمني المكثف وقطع الطرق والجسور جاءا تحسبا لحدوث فوضى أثناء التظاهرات المقرر انطلاقها اليوم أمام المنطقة الخضراء"، مبينا أن القوات العراقية تلقت توجيهات بضرورة التعامل المهني مع المتظاهرين، وعدم إطلاق النار إلا في الحالات الحرجة، كالاعتداءات، أو محاولة اقتحام المقرات والمباني الحكومية.
وأكّد ضابط في قيادة عمليات بغداد (المسؤولة رسميا عن الملف الأمني للعاصمة) أنّ "قيادة العمليات أوعزت للقوات الأمنية للبدء بتطبيق خطة حماية المنطقة الخضراء، واتخاذ الإجراءات المطلوبة"، موضحا، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "القيادة كانت قد وضعت خطة لحماية المناطق الحساسة في بغداد، ومنها الخضراء، بعد تحذيرات السفارة الأميركية لرعاياها في البلاد".
وأوضح أنّه "لم يتخذ بعد أي قرار بإغلاق المنطقة الخضراء بالكامل، بل ستغلق جزئيّا فقط، وفي حال استوجب الأمر إغلاقها فسيتخذ القرار في وقته".
من جهتهم، قال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنيّة بدأت بالانتشار في داخل المنطقة الخضراء، التي تضم المباني الحكومية والسفارات الأجنبية والعربية، كما انتشرت عند بواباتها"، مبينا أنّ "القوات قامت بتوزيع أسلاك شائكة عند عدد من المداخل، ونشر القطعات، كما يتم نقل عدد من الحواجز الكونكريتية باتجاه المدخل القريب من مبنى البرلمان".
وأكدوا، أيضا، "إغلاق كافة الجسور والطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء".
في غضون ذلك، أخلت رئاسة البرلمان مبنى البرلمان، خشية من اقتحامه من قبل المتظاهرين.
وقال نائب رئيس البرلمان، آرام شيخ محمد، في بيان صحافي، إنّ "التظاهرات تستهدف البرلمان بالدرجة الأولى تحت عنوان تغيير المفوضية"، مبينا أنّ "هيئة رئاسة البرلمان قرّرت إخلاء مبنى البرلمان خشية من اقتحامه من قبل المتظاهرين".
وأشار إلى أنّ "البرلمان مؤسسة منتخبة من قبل الشعب، وتؤمن بالتظاهرات والحراك المدني".
ودعت اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات الشعبية التابعة لـ"التيار الصدري"، أمس الثلاثاء، أنصارها إلى تنظيم تظاهرة حاشدة يوم الأربعاء أمام بوابات المنطقة الخضراء، للمطالبة بـ"حقوق الشعب العادلة"، موضحةً، في بيانٍ، أن "التظاهرة ستطالب بتغيير مفوضية الانتخابات بمسؤوليها وقانونها".
وأشارت إلى أن المفوضية "فتحت على العراق الجريح سيلًا من الرزايا والبلاء"، وفقًا لوصف البيان، الذي أكد أنه يأمل "إلغاء المفوضية بسرعة".
وبينت أنه "في سبيل تحقيق هذا المطلب، وكخطوة أولى، سوف تعقبها خطوات تصعيدية، ندعو أهلنا في العاصمة الحبيبة بغداد إلى الخروج في تظاهرة حاشدة يوم الأربعاء، في ساحة الحرية وبوابة المنطقة الخضراء وجسر الطابقين"، محددةً موعد التظاهرة في الساعة الثالثة مساءً بتوقيت بغداد.
إلى ذلك، قال القيادي في "التيّار المدني"، سالم الرفيعي، إنّ "التظاهرات التي سنخرج بها لن تتوقف حتى تحقق أهدافها ويتم تغيير مفوضية الانتخابات".
وقال الرفيعي، لـ"العربي الجديد": "نحن كتيّار مدني نؤمن بصوت الشعب وقدرته على التغيير لما يراه مناسبا، وأنّ تغيير المفوضية هو هدف رئيس يجب تحقيقه لضمان انتخابات نزيهة وشفافة"، مؤكدا أنّ "قادة التظاهرات من "التيار المدني" و"التيار الصدري" اتفقوا على الاستمرار بالتظاهرات حتى تحقيق أهدافها".
بدوره، ذكر جاسم الحلفي، أحد منظمي الاحتجاجات، اليوم، أن التظاهرات ستستمر بشكل يومي حتى الاستجابة لمطالب المحتجين المتمثلة بحل مفوضية الانتخابات، وسن قانون انتخابات جديد، مؤكدا، في تصريح صحافي، أن "المفوضية الحالية جاءت على أساس المحاصصة ولا تعمل بشكل مستقل".