قطع الإنترنت لمواجهة تسريب أسئلة امتحان الثانوية في سورية

01 يونيو 2017
عاني طلاب سورية السنة الماضية من تسريب الامتحانات (Getty)
+ الخط -





لجأت وزارة التربية السورية بالتعاون مع شركات الاتصال، إلى قطع خدمات الإنترنت عن كامل مناطق سيطرة النظام وخدمة الاتصالات الهاتفية عن مناطق منها، وذلك للمرة الثانية منذ بدء امتحانات الثانوية العامة، وبررت الأمر بمواجهة ظاهرة تسريب الامتحانات.

يقول عمار، وهو مدرس سوري يشارك في المراقبة على الامتحانات في مدينة حماة، إن "وزارة التربية لم تجد وسيلة أخرى بسبب عجزها عن ضبط مراكز الامتحان، رغم تدخل كثير من الجهات في عمليات نقل الأسئلة وحراستها وتوزيعها، لأنه معروف أن عناصر الشبيحة مثلاً، لا يأتمرون بأوامر أحد، ويمكن أن يقوموا بتسريب الأسئلة من خلال شبكات التواصل ما إن تقع بأيديهم".

وأضاف "يبدو أن وزارة التربية وجدت أن قطع الإنترنت الوسيلة الوحيدة لتلافي الفضيحة التي حدثت العام الماضي حين قامت صفحات فيسبوك بتسريب أسئلة الامتحان"، متابعا "للأسف لا تستطيع الحكومة حل مشكلة إلا باختلاق مشكلة أخرى. من غير المعقول أن يقطع الإنترنت عن بلد بأكمله من أجل امتحان، خاصة أنه ترافق مع قطع شبكة الاتصالات أيضاً في عدد من المناطق، وتسبب في تعطيل عمل كثير من المؤسسات".

ويقول الطالب محمد سالم، الذي يتقدم لامتحان الثانوية العامة في حلب، إن "هذا لا يغير شيئاً من واقع أن أصحاب الواسطات وأبناء المسؤولين يحصلون على الأسئلة مع أجوبتها، وأن هناك من يشتريها بالمال. هذا يمنع تسريبها للطلاب العاديين، ويحتكرها لأبناء المسؤولين. من قام بتسريبها العام الماضي أعلن أنه يسربها للفقراء. نحن ضد تسريب الأسئلة، لكننا نريد أن تكافح الظاهرة بكل أشكالها".

أما الطالبة الثانوية صفاء، من حلب، فتقول: "لا يزال هناك من يشتري الأسئلة ومن يحصل عليها بالواسطة، لكنني أؤيد قطع الإنترنت. الفوضى التي استشرت في امتحانات العام الماضي تسببت بحصول عدد كبير من الطلاب على علامات مرتفعة وارتفاع معدلات القبول الجامعية"، وتضيف "كانت سنة متعبة. درست في أصعب الظروف وفي ظل انقطاع الكهرباء والماء. أفضل أن ينافسني أصحاب الواسطات على أن ينافسني كل طلاب سورية".

من جانب آخر، اشتكى كثير من الطلاب من أن قطع الاتصالات تسبب في عرقلة وصولهم إلى المراكز الامتحانية، وقال يامن، وهو طالب ثانوية في حماة: "أنا وكثير من الطلاب نأتي من الريف ومناطق بعيدة أخرى كل يوم امتحان. كنت صباح اليوم بحاجة للتواصل مع سائق الباص (الحافلة) الذي سيقلني إلى المركز. تأخر الباص ولم أعرف إن كان سيأتي أم لا، ولم أستطع إجراء اتصال، أوقفت سيارة بشكل عشوائي وتوسلت السائق أن يقلني معه إلى المدينة لأستطيع اللحاق بالامتحان، ولحسن الحظ كان طيباً وأقلني إلى باب المركز".