ارتفعت أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في قطر بشكل ملحوظ تجاوز خمسة آلاف إصابة جديدة خلال الأسبوع الأخير، ليتجاوز العدد الإجمالي للمصابين 26500 مصابا، وقالت وزارة الصحة إن استراتيجية مكافحة الوباء تعتمد بشكل كبير على التقصي والمتابعة للمخالطين للمصابين، ما يتيح الكشف المبكر عن الإصابات الجديدة.
وذكرت الوزارة في بيان، اليوم الأربعاء، أن تتبع المخالطين يهدف إلى الوصول إلى المصابين في أقرب وقت ممكن للمساعدة في كسر سلسلة انتقال المرض، والحد من انتشاره في المجتمع، مشيرة إلى أنه تم إجراء ما يزيد عن 135 ألف اختبار حتى الآن، وأتاح التعقب المكثف اكتشاف عدد كبير من الإصابات.
وأضاف البيان أن "نسبة المصابين من بين الذين تم اختبارهم تبلغ نحو 25 في المائة، ومعظمهم ليس لديهم أعراض، وتعكس هذه النسبة العالية فعالية عملية تتبع المخالطين، ودقة اختيار الأشخاص الذين يجري فحصهم، فضلا عن كون الاكتشاف المبكر يلعب دورا رئيسيا في إبطاء انتشار الفيروس، كما يسمح بالعلاج المبكر عند الحاجة لمنع المضاعفات المحتملة التي قد يعاني منها بعض المصابين إذا تم التعرف عليهم في مراحل متأخرة".
وأوضح البيان أن اللجوء لتلك الإجراءات "ساعد قطر في الحفاظ على واحدة من أدنى معدلات وفيات فيروس كورونا في العالم، إذ سجلت البلاد حتى الآن 14 وفاة فقط، ومعظمهم كانوا أشخاصا يعانون من حالات مرضية مزمنة، وقاموا بطلب الرعاية الطبية في مرحلة متأخرة".
وخصصت وزارة الصحة فريقا متخصصا للتقصي ومتابعة المخالطين، توسع من 20 عضوا إلى 240 عضوا خلال الأسابيع الماضية. ويضم الفريق متخصصين صحيين، وعددا من المتطوعين، وحين تظهر نتيجة اختبار الفيروس لشخص ما إصابته، يتحدث إليه أحد أفراد الفريق لجمع معلومات حول الأماكن التي زارها والأشخاص الذين كانوا على اتصال به لبناء صورة تفصيلية للأشخاص الذين يمكن أن تنتقل إليهم العدوى، مثل الزملاء أو أفراد الأسرة، ثم تجرى الفحوص لهؤلاء، ويتم عزلهم بالمنزل لمدة 14 يوما.
وقالت سهى البيات، قائدة فريق التقصي والمتابعة، إنه من المهم أن يتعاون الأشخاص مع الفرق الصحية في تقديم معلومات دقيقة عند الاتصال بهم، والموافقة على الخضوع للفحص في أقرب وقت ممكن، لأن ذلك يقلل من المخاطر عليهم وعلى وعائلاتهم وزملائهم.
وبالإضافة إلى التقصي وتتبع المخالطين، يقوم فريق التتبع بإجراء فحوص عشوائية في العديد من المواقع في قطر. وأجريت فحوص عشوائية في محال السوبرماركت، والمستشفيات الخاصة، والمجمعات السكنية، والمطار، وغيرها.
وتشير وزارة الصحة إلى أنه عندما يتم تحديد عدد كبير من المصابين المتقاربين في المسكن، أو مكان العمل، يؤدي هذا إلى مزيد من التحقيق، وتوسيع دائرة التتبع في هذا المحيط.
وساهم تطبيق "احتراز"، الذي أطلقته وزارة الداخلية أخيرا، في دعم جهود التقصي والمتابعة للمخالطين. إذ يقدم التطبيق خدمات مختلفة، بينها تصنيف المستخدمين إلى هؤلاء الذين يتمتعون بصحة جيدة، أو مشتبه بهم، أو تحت الحجر الصحي، أو مصابين. ويستخدم التطبيق خاصية تحديد المواقع والبلوتوث للمساعدة في تحديد أماكن الأفراد الذين كانوا على مقربة من الحالات المصابة.
وتقوم وزارة الصحة بإجراء الفحوص على الأشخاص الذين يأتون إلى أماكن الرعاية الصحية وتظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس، وجميع الأشخاص العائدين من الخارج.