وجاء هذا الترتيب نتيجة استطلاع رأي عام شمل خبراء عالميين في مختلف المجالات حول كافة المؤشرات والعناصر التفصيلية المؤثرة على واقع ومستقبل هذا القطاع في الدولة.
ويعتبر تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، تقريراً مستقلاً يُشخّص واقع ريادة الأعمال في 54 دولة حول العالم وفقًا لأفضل الممارسات العالمية، ويضع النتائج أمام الجهات الحكومية وصناع القرار بغرض تطوير بيئة ريادة الأعمال في كل دولة.
وذكر بنك قطر للتنمية (العضو في تحالف المرصد العالمي لريادة الأعمال)، أن التقرير أظهر أن مؤشر البيئة المحلية لريادة الأعمال في قطر سجل نحو 6.7 نقطة من إجمالي 10 نقاط، لتحتل قطر المرتبة الأولى من بين جميع الدول المشاركة في تقرير عام 2018، تلتها إندونيسيا، بنحو بـ 6.6 ثم هولندا 6.5 نقاط.
ويعكس تصدر قطر العديد من الجهود التي بذلتها الدولة عبر مؤسساتها المختلفة إذ شهدت جهودا بارزة خلال العامين الأخيرين، كانت إحدى دوافعها التغلب على التحديات التي فرضها الحصار المفروض على البلاد من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ 5 يونيو/ حزيران 2017.
وقال الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، عبد العزيز بن ناصر آل خليفة، إن تصنيف قطر في المركز الأول عالمياً في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال، يمثل حافزا لبذل المزيد من الجهود في هذا السياق، مثمنا الدعم الذي تحظى به منظومة ريادة الأعمال من قبل الجهات العليا في الدولة.
وأشار إلى أن المؤشرات العالمية الموضحة في التقرير، أثبتت أن بيئة ريادة الأعمال في دولة قطر تعتبر فرصة ذهبية لبدء المشاريع الريادية، و"سنواصل في بنك قطر للتنمية إطلاق مبادراتنا المتنوعة الهادفة إلى تشجيع ريادة الأعمال وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال القطريين، وصولاً إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030".
وأظهرت نتائج التقرير تحسناً إجمالياً في المؤشرات الفرعية لريادة الأعمال بين السكان مقارنة بين عامي 2017 و2018، وعكست نتائج التقرير تماسك المواقف الايجابية للمجتمع تجاه ريادة الأعمال، إذ يرى 68.2 في المائة من السكان المستطلعة آراؤهم أن ريادة الأعمال خيار مهني جيد، كما يرى نحو 76.7 في المائة من السكان أن هناك مكانة عالية لرواد الأعمال في الدولة.
وفي عام 2018 رأى نحو 54.2 في المائة من السكان أن هناك فرصا جيدة لتأسيس عمل جديد في الأشهر المقبلة، مقارنة بنحو 45.6 في المائة في عام 2017، فيما يرى 52.3 في المائة من السكان الذين شملهم الاستطلاع أن لديهم القدرات اللازمة لريادة الأعمال، مقارنة بنحو 41.1 في المائة في عام 2017.
وانخفضت نسبة الذين "يخشون من الفشل" لتسجل نحو 32.6 في المائة في عام 2018 مقارنة بنحو 41.9 في المائة في عام 2017، بينما تضاعفت نسبة من لديهم نوايا ريادية في مجال الأعمال، إذ أعرب نحو 29.1 في المائة من المستطلعين في 2018 عن نوايا إيجابية لتأسيس مشروع جديد محليا، مقارنة بنحو 15.7 في المائة في عام 2017.
ويشارك في إعداد تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2018، نخبة من المؤسسات الأكاديمية المرموقة مثل جامعة بابسون بالولايات المتحدة ومركز بحوث التنمية الدولية في كندا، وغيرها من المؤسسات الأخرى، كما يشارك بنك قطر للتنمية في هذا التقرير العالمي ممثلا لدولة قطر.
يذكر أن قطر تنظم مؤتمراً سنوياً لريادة الأعمال، وقد نظمت النسخة الرابعة منه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتزامن مع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال الذي أقيم تحت عنوان "تحويل التحديات إلى فرص"، بهدف مساعدة الشباب المبدعين والطامحين لإنشاء مشاريعهم واستكشاف إمكانياتهم وقدراتهم الكامنة.
وقال وزير التجارة والصناعة، القطري، علي بن أحمد الكواري، في كلمته خلال المؤتمر، إن دولة قطر نجحت خلال السنوات الماضية في الانتقال التدريجي من الاقتصاد القائم على النفط إلى اقتصاد تطورت فيه مساهمة القطاعات غير النفطية لتصل إلى حوالي 52 في المائة خلال العام 2017.
وتتجه الحكومة القطرية لوضع القطاع الخاص في طليعة خططها الاستراتيجية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل، وذلك عبر تنفيذ مجموعة من البرامج والسياسات الاقتصادية التي تجسد العلاقة التكاملية والشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى تشجيع قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لاسيما رواد الأعمال الشباب على الإبداع والابتكار بما يدعم تنافسية اقتصاد دولة قطر، على الصعيدين الإقليمي والعالمي.