قطر أكبر المستثمرين العرب في بريطانيا تترقب النتائج

21 يونيو 2016
حي المال "كناري وورف" في بريطانيا (Getty)
+ الخط -
تترقب قطر، أكبر دولة عربية من حيث الاستثمارات في بريطانيا، ما ستؤول إليه نتائج استفتاء لندن، الخميس المقبل، حول خروجها أو بقائها في الاتحاد الأوروبي، ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية في بريطانيا نحو 30 مليار جنيه استرليني (43 مليار دولار)، حسب إحصائيات رسمية.
ومع تباين نتائج استطلاعات الرأي البريطانية حول فرص البقاء أو الرحيل، اختلفت آراء مجتمع المال والخبراء القطريين حول انعكاسات ذلك على الاستثمارات القطرية في بريطانيا.
واستبعد رجل الأعمال عبد الهادي الشهواني، في حديثه لـ"العربي الجديد"، وجود أي تأثيرات سلبية على الاستثمارات القطرية في بريطانيا إذا أقر الاستفتاء انفصال بريطانيا، قائلا: "بريطانيا ستظل بريطانيا".
وأضاف: "أرى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون لصالح المستثمر القطري"، موضحاً أن الاستثمارات القطرية في باقي دول أوروبا هي التي سوف تتأثر، وليس استثمارات قطر في بريطانيا. وقال الشهواني إن لندن هي التي تأثرت سلباً من انضمامها للاتحاد الأوروبي، على حد تعبيره.
ويلعب الجانب الاقتصادي دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات القطرية البريطانية، إذ تعتبر قطر ثالث أكبر سوق لصادرات بريطانيا إلى منطقة الخليج، وبلغ حجم الاستثمارات بين البلدين في نهاية العام الماضي، حسب تصريحات سابقة لوزير الاقتصاد القطري، أحمد بن جاسم آل ثاني، أكثر من 30 مليار جنيه استرليني (43 مليار دولار)، في حين تتنوع الاستثمارات البريطانية في قطر وأبرزها في مجال الطاقة. وقفز مؤشر حجم التبادل التجاري بين البلدين نهاية عام 2014 ليسجل 5.3 مليارات دولار.
وذكر بنك قطر الوطني، في تقرير حديث له، أن الضجة التي أحدثت حول احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمر مشابه لقصة البجعة السوداء، أي أنه حدث غير محتمل، ولكن تأثيره كبير في حالة حدوثه. وقال البنك إنه لا يزال يعتقد أن خروج بريطانيا من الاتحاد أقل احتمالا من بقائها داخله.

وفي المقابل، توقّع عميد كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية في معهد الدوحة للدراسات العليا، ورئيس جمعية اقتصاديي الشرق الأوسط، حسن علي، تأثر الاستثمارات القطرية في بريطانيا، بشكل مزدوج سواء من ناحية اضطرابات أسواق الأسهم والسندات الدولارية، أو من ناحية انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني أمام العملات الأجنبية، وانعكاسه على القطاعات الاستثمارية الأخرى.
وأشار على، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن حجم التأثر سيتوقف على عوامل كثيرة منها دور الجهات الاقتصادية البريطانية في معالجة تداعيات قرار الانفصال والإجراءات التي سيتخذها البنك المركزي البريطاني في هذا الصدد.
ويرى الخبير المصرفي عدنان ستيتية، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن خروج بريطانيا سيترتب عليه اضطراب في السوق الأوروبي، قد ينتج عنه إلغاء العديد من المزايا التجارية، خاصة التصديرية التي يتمتع بها السوق الأوروبي.
وتوقع ستيتية، أن تتأثر الاستثمارات القطرية في بريطانيا حال إقرار الانفصال بنفس قيمة انخفاض العملة البريطانية، والمتوقع أن تنخفض بنسبة تتراوح بين 10% و15%.
وخلال الأعوام الأخيرة استحوذت قطر على استثمارات ضخمة في بريطانيا، من أهمها استحواذ جهاز قطر للاستثمار على أضخم مؤسسة عقارية وهي "سونج بيرد" لتمتلك بذلك حي المال "كناري وورف" في شرق بريطانيا.
ويعتبر برج "ذا شارد"، في لندن، من أبرز الاستثمارات القطريّة في العاصمة لندن، إلى جانب سلسلة متاجر "هارودز" الشهيرة، والتي اشترتها قطر مقابل 1.5 مليار جنيه استرليني (2.1 مليار دولار) عام 2010، وسلسلة متاجر التجزئة "سينسبري"، التي تملك قطر نسبة 26% منها، فضلا عن مجمع "وان هايد بارك"، الذي يعد أغلى مجمع عقاري في العالم، وحصته تساوي 20% في سوق لندن المالية.
ولبريطانيا استثمارات كبيرة في قطر، حيث تعمل مؤسسة "شل" للطاقة في الدوحة منذ سنوات عديدة في مجالات مختلفة، منها تسييل الغاز في منطقة "راس لفان"، ويصل حجم استثماراتها إلى 21 مليار دولار، وهي من أكبر الاستثمارات الخارجية للشركة في العالم، كما يوجد ما يقرب من 470 شركة بريطانية تعمل بالتعاون مع شركات قطرية في جميع المجالات، إلى جانب 79 شركة بريطانية برأسمال بريطاني 100% تعمل في قطر.

المساهمون