غادر، ظهر اليوم السبت، قطار محمل بالمئات من اللاجئين السوريين والآسيويين (خصوصا الأفغان)، بعضهم يحمل أطفالا صغارا والبعض الآخر يمشي على عكازات نتيجة الجراح والإصابات، آملين بأن تسمح السلطات المجرية لهؤلاء بدخول الأراضي النمساوية، في رحلة الكثيرين منهم نحو ألمانيا.
وقال بعض السوريين، الذين وصلوا منذ أيام قليلة والبعض الآخر فجر اليوم، في حديثهم مع "العربي الجديد"، إن "موجات بشرية آتية من صربيا باتجاه الأراضي المجرية، ومنها إلى النمسا".
ويشكو اللاجئون من غياب كلي "لمنظمات حقوقية وإنسانية عن المشهد الحدودي، وعدم قدرة السلطات المجرية على ترتيب عبور منظم وبدون إهانات".
ويخشى هؤلاء، الذين تسارعوا نحو قطار متوجه إلى الحدود النمساوية، من أن "توقفنا الشرطة في الطريق وتنزلنا من القطار، كما حدث مع البعض منذ يومين".
وكانت بعض الحافلات قد أقلّت مئات السوريين واللاجئين، أمس الجمعة، ليعبروا باتجاه النمسا بدون تصريح رسمي مجري عن طريقة التعاطي مع هؤلاء اللاجئين.
وبالرغم من مغادرة هؤلاء، لا يبدو المشهد اليوم أقل مما كان عليه يوم أمس في العاصمة المجرية، حيث يستمر التدفق البشري، في ظل ما يشبه كارثة حقيقية على هؤلاء الذين يفترشون الطرقات ويقدم لهم بعض الهنغاريين مساعدات أولية، بينما يبدي البعض الآخر تذمرا من وجودهم بإلقاء قنابل صوتية، تصيب الأطفال خصوصا بحالة رعب.
اقرأ أيضا: رعب اللاجئين بالمجر ومحاولات السير نحو النمسا
وتزداد معاناة هؤلاء اللاجئين بوجود حالات إنسانية تحتاج إلى مساعدات طبية عاجلة، ولا يوجد هناك من يقدمها سوى بعض المسكنات البسيطة، التي يتكفل بها الصليب الأحمر الهنغاري.
يأتي ذلك في حين صرحت وزيرة الداخلية النمساوية، يوهانا ميكل لايتنر، للصحافيين في محطة للسكك الحديدية في فيينا، بأن نحو 6500 لاجئ وصلوا النمسا منذ أن بدأت المجر تنقل المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل إلى الحدود، وأن 2200 في طريقهم إلى ألمانيا بالفعل.
ونقلت وكالة رويترز عن الوزيرة، في وقت سابق اليوم، أن الشرطة لن تستخدم القوة لوقف تدفّق المهاجرين، بعد أن فتحت النمسا وألمانيا حدودهما أمام المهاجرين.
اقرأ أيضا: آلاف اللاجئين يصلون النمسا من المجر