يلتقي نحو ستين من قادة العالم، اليوم الاثنين، في الأمم المتحدة لعقد قمة حول المناخ بهدف إعادة إحياء اتفاق باريس الذي تلقى ضربة شديدة مع انسحاب الولايات المتحدة منه، في وقت وصلت انبعاثات غازات الدفيئة إلى أعلى مستوياتها.
وبعد ثلاثة أيام على المظاهرات الشبابية الحاشدة من أجل المناخ التي شارك فيها الملايين في القارات الخمس، وقبل أربعة أيام من إضراب عالمي جديد لطلاب المدارس، يأمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأن يعلن عشرات القادة توسيع خططهم للحد من انبعاثات غازات الاحتباس.
ودعيت الناشطة السويدية غريتا تورنبرغ (16 عاما)، التي تمثل وجه الشباب الثائر المطالب بحماية البيئة، لإلقاء كلمة أمام قادة العالم، يتوقع أن تكون في غاية الصراحة.
الحضور والغياب
وستكون الولايات المتحدة الغائب الأكبر عن منبر قمة المناخ، إذ فضل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذه الأثناء إلقاء كلمة في إطار حفل حول حرية المعتقد الديني. كما ستغيب كل من البرازيل وأستراليا التي كان رئيس وزرائها المحافظ الأسبوع الماضي في البيت الأبيض. أما الصين التي تستهلك كميات هائلة من الفحم وتصدر كمية من الانبعاثات تبلغ ضعف ما تصدره الولايات المتحدة، فأوفدت وزير خارجيتها وانغ يي لإلقاء كلمة. وستتاح ثلاث دقائق لكل من القادة، على أن يفتتح النهار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تعتمد بلاده على غرار الصين على الفحم، غير أنها تنشر كميات هائلة من الألواح الشمسية.
وتشارك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومن منطقة المحيط الهادئ رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، ورئيسة جزر مارشال هيلدا هايني، بحسب ما أورت وكالة "فرانس برس".
توقعات وأفعال
ومن المتوقع، بحسب غوتيريس، أن يعلن عدد كبير من الدول عزمه على التوصل إلى بصمة كربونية محايدة بحلول 2050، ما يعني أن تخفض بشكل كبير انبعاثاتها وتعوض عما تبقى من الانبعاثات من خلال غرز الأشجار التي تمتص الكربون ووسائل أخرى.
وبات هدف التوصل إلى "تحييد أثر انبعاثات الكربون" الذي كان يعتبر عام 2015 جذريا إلى حدّ أنه استبعد من نص اتفاق باريس، في صلب أهداف عدد متزايد من الدول، من بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، والشركات المتعددة الجنسيات. وازداد إلحاحا مع موجة الحر خلال الصيف والأعاصير وصور الكتل الجليدية التي تذوب بوتيرة متسارعة.
وأعلنت الأمم المتحدة، في تقرير صدر أمس الأحد، أن السنوات الخمس الماضية ستكون الفترة الأشد حرا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة بشكل منهجي. وازدادت حرارة الأرض بمتوسط درجة مئوية عمّا كانت عليه في القرن التاسع عشر، وهي وتيرة ستتسارع. لكن الوعود التي ستقطع اليوم لن تكون لها قيمة قانونية، إذ إن القمة ليست سوى محطة على طريق "مؤتمر الأطراف السادس والعشرين حول المناخ" المقرر عقده في نهاية 2020 في غلاسكو، أكبر مدن اسكتلندا، والذي سيتحتم على الدول خلاله أن ترفع إلى الأمم المتحدة تعهدات تمت مراجعتها لتعزيز مكافحة التغير المناخي.
— Rachel Kyte (@rkyte365) September 21, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
قضايا ساخنة
وأفادت الأمم المتحدة بأن 75 من الدول الـ195 الموقعة على اتفاق باريس أبدت منذ الآن نيتها القيام بذلك، والولايات المتحدة ليست من بينها. وبالنسبة لمواضيع الساعة، ستشكل غابات الأمازون موضع اجتماع تنظمه تشيلي وكولومبيا وفرنسا مباشرة قبل قمة المناخ، صباح اليوم الاثنين، مع ترقب إعلان مبادرة لحماية الغابات الاستوائية.
ويرتدي الموضوع حساسية كبيرة بعدما ندد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو الذي تدور مواجهة حادة بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بتعدّ على سيادة البرازيل التي تضم القسم الأكبر من غابات الأمازون.
— Breanna Lujan (@BreannaLujan) September 22, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، سعيا للطمأنة، أن الاجتماع سيجري "في ظل احترام سيادة الجميع".
وتبدأ خطابات القادة في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح غدٍ، الثلاثاء، لكن أحياء نيويورك المحيطة بمقر الأمم المتحدة والتي تنتشر فيها الشرطة بكثافة ستضج، منذ اليوم الاثنين، بصخب المواكب الرسمية، إذ من المقرر عقد مئات اللقاءات والفعاليات في المدينة.