قصّابو العراق..أفراح بالعيد وأخرى بجني الأرباح

18 يوليو 2015
سوق اللحوم ببغداد (Getty)
+ الخط -
يبحث العراقيون في يوم العيد عن أي شيء لإسعادهم حيث عادة ما تكون أيام السنة لديهم مشحونة بالموت والقنابل المتفجرة بفعل الحرب الدائرة في البلاد منذ ما يزيد عن 13 عاماً. ففي هذه البلاد المضطربة باتت أيام الفرح قليلة. ورغم أن مهنة القصابة لا تتوقف على مدار السنة إلا أنها تنتعش أيام الأعياد وتُعرف لدى القصابين بأيام جمع المال في إشارة الى حجم المدخول المادي الذي يحصّلونه.
يقول الحاج أبو أحمد القصاب (45 عاماً) ويعمل ببغداد "هذا يومي أنا أجني منه ما يعدل عمل شهر كامل وأحتاج لدفع أقساط الدراسة الجامعية لأولادي واشتري سيارة جديدة وعندي ثلاثة أيام عيد بمعنى عمل يعدل ثلاثة أشهر فضلاً عن يوم سابق وآخر لاحق يكون العمل بهم جيداً".
ويضيف القصاب الذي ورث المهنة عن والده وجده منذ عشرات السنين، عملنا يبدأ قبل العيد بيوم سواء كان عيد الفطر أو الأضحى وعادة ما يكون بالفجر خروجنا ونقف في ساحة القصابين وهناك يتواجد المئات من زملاء المهنة يقفون بانتظار أصحاب النذور والأضاحي أو العقيقة وغيرها من المناسبات الدينية أو الاجتماعية التي تتطلب ذبيحة.
ويضيف نذهب لصاحب المنزل ونقوم بذبح الخروف أو العجل أو حتى البقرة ونأخذ أجورنا التي تبلغ 50 ألف دينار (30 دولاراً) للخروف و100 ألف دينار للعجل و200 ألف للبقرة فضلاً عن الجلد وأحشاء الذبيحة فهي ملك لنا وفقاً للعرف السائد. وهو ما يعني أننا نحصل على ضعف مبلغ تعبنا بنحر الذبيحة وتقطيعها، وهذا كله يندرج من باب الكرم من صاحب المناسبة.
ويقول أحد قصابي سوق الشورجة وسط بغداد، ويدعى محمد حمادي في حديث لـ"العربي الجديد" إن "مهنة القصابة تعتبر مصدر رزق وعمل لمن لا عمل له فلا تحتاج لشيء سوى تعلم كيفية نحر الذبيحة وطريقة السلخ والتقطيع".

ويضيف سعر الأغنام يشهد ارتفاعاً حالياً بسبب الحرب ففي السابق كان أفضل والآن بات سعر كيلو اللحم 20 ألف دينار أي نحو 15 دولاراً ومعدل سعر الخروف الواحد يبلغ 500 ألف دينار والعجل نحو مليون إلى مليون وربع، والبقر أكثر من مليوني دينار عراقي.
وعن معدل بيع ونحر الأغنام يشير حمادي، أنه "يذبح خروفاً إلى اثنين باليوم الواحد وهذا جيد مقارنة بجيرانه بسبب انخفاض المقدرة الشرائية للعراقيين ولأن زبائني يعرفون أني ابيع لحوماً مميزة ولا أغش حين أبيع اللحم لأي زبون وفي الأعياد يتجاوز العدد إلى 30 أو أربعين ذبيحة باليوم الواحد وهو عيدنا الحقيقي". ويضيف "أجني ما لا يقل عن مليون ونصف المليون دينار باليوم أرباحاً من القصابة وبيع الجلود للمدابغ وبيع أحشاء الخرفان أو العجول".
من جهته، يقول أحد تجار شراء وبيع الأغنام في سوق بغداد، ويدعى حيدر داود، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "تجارة الأغنام تعتبر واحدة من أهم النشاطات الاقتصادية، ونحن نعتمد على مربي الأغنام والأبقار في توفيرها ونستطيع القول بأن أكثر من 30 ألف متعامل في سوق بيع وشراء الأغنام يعملون وهذا بدوره يوفر فرص أعمال لكثير من العاطلين عن العمل".
ويؤكد داود أن "الأسعار في سوق البيع والشراء تختلف، فسعر الأغنام يتراوح بين 250 ألف دينار وصولاً إلى 500 ألف دينار، والأضاحي تعتبر بالملايين، وأنا أجني من أرباح عملي كوسيط لبيع وشراء الخراف نحو 100 ألف دينار يومياً، ونقوم بالتعاون مع بعض الفلاحين على تربية مجموعة من الأغنام قبل حلول مواسم الأعياد لغرض طرحها للبيع بأسعار متفاوتة. والقصابون هم أكثر من يشتري منا الخراف لغرض ذبحها وبيعها في محالهم في بغداد وأقضيتها".
ويتابع أن "الأغنام العراقية تعتبر ذات جودة عالية ومرغوبة في أغلب الدول العربية ولزيادة الطلب عليها، تنشط تجارة تهريب الأغنام إلى دول الجوار وخاصة السعودية والأردن وإيران، وهنالك تجار يهربون آلاف الرؤوس، عبر منافذ حدودية ويجنون ملايين الدولارات من تجارة تهريب الأغنام، وفي مواسم التهريب يرتفع سعر الأغنام والأبقار إلى الضعف في أسواق البيع والشراء".
من جهته، يقول أحد خبراء الثروة الحيوانية، يوسف الربيعي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن" الثروة الحيوانية في العراق تعتبر جزءاً مهماً ومكملاً للنشاط الاقتصادي وعلى الرغم من انخفاض عدد المواشي إلى 7 ملايين رأس بين خراف وأبقار وغيرها إلا أن الحكومة لا تبدو مهتمه بالموضوع وهذا ما يسجل مؤشراً خطيراً آخر على مستقبل هذا القطاع".

اقرأ أيضا: العيد في الدول العربية.. البحث عن "فرحة" وسط الغلاء
المساهمون