اختار شاب من هايتي يدعى جيريمي ميرسييه (38 عاماً) تبني 62 طفلاً، بعدما توفي آباؤهم أو تم التخلي عنهم. ما يُعتبر محاولة من الشاب لإنقاذهم من الإهمال وإساءة المعاملة أو التحول إلى عالم الجريمة والدعارة والعبودية.
معاناة شخصية ألهمته تربية الأطفال
بحسب موقع "لوف وات ماترز"، جزء مما دفع هذا الشاب لهذه البادرة هو تورط أمه في العبودية، حيث نادراً ما كانت تأكل وتشرب، وعملت في ظروف صعبة وخطرة للغاية.
وحتى عام 2010، كان جيريمي يعمل لدى الأمم المتحدة كضابط اتصالات عندما ضرب الزلزال المدمر هايتي وقتل 230 ألف شخص.
(فيسبوك)
اضطر جيريمي للهرب والقفز من الطابق الثالث، ما انتهى بإصابة ساقه وفقدان وعيه، وعندما استيقظ رأى الأطفال القتلى من حوله، وهو ما أثر فيه كثيراً.
من بين القتلى، لاحظ جيريمي ثلاثة أطفال تيتموا بسبب الزلزال وما زالوا على قيد الحياة، أخذهم إلى منزله، ومنذ ذلك اليوم أصبح "بابا جيريمي"، ومع تزايد آثار الدمار أخذ عدداً أكبر من الأطفال لتربيتهم.
(فيسبوك)
وبمرور الوقت، بدأ المواطنون الذين لم يعد بإمكانهم رعاية أطفالهم بسبب فقر هايتي يتركون أطفالهم عند عتبة باب منزله الذي تحوّل إلى دار للأيتام.
وقبل أربع سنوات، كان لدى جيريمي 35 طفلاً، ثم 58، واليوم وصل العدد إلى 62.
"بابا جيرمي"... الرجل الذي غيّر حياة الكثيرين
يغادر جيريمي دار الأيتام للحصول على طعام أو أشياء أخرى للأطفال، وعند عودته يتسابقون عليه، ويمسكون بقميصه، أو ساقه وهم يصرخون "بابا"، ومع الوقت يكبر الصغار وقد تغيرت حياتهم نحو الأفضل.
(فيسبوك)
كتيانا، وهي من أبنائه، أول طفلة من دار الأيتام تدخل الكلية، وهي تحلم بأن تصير ممرضة، بينما إيمرسون، كان في سن المراهقة عندما وصل إلى المنزل وهو مدمن المخدرات وكان يبيع نفسه لشراء المخدرات، هو الآن أفضل طالب في فصله ومرشد للأولاد الأصغر سناً.
ولا يقتصر عمل جيريمي الخيري على دار أبنائه، بل يقدم المساعدة لثلاث قرى فقيرة في وسط هايتي، حيث قام بحفر الآبار وبناء المدارس وجلب معلمين إلى كل قرية، وحرص على تعليم القرويين كيفية زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات، وزوّدهم بمصابيح شمسية.