"يقفُ صاحبنا بالباب متأنقاً؛ مرتدياً السّكارف الأحمر وممسكاً بباقة من الورد، يدق الباب فيخرج له حميدو، أخو وردة والقائم بحراستها، دون أن تنقصه الصراحة أو الفظاظة: لا تعُد إلى هنا ثانية؛ أختي لن تبقى في مصر ولن تتزوج واحداً من الوسط الفنّي؛ يشير بيده للخارج، فيغادر صاحبنا شقتهم في جاردن سيتي، يجرجر أذيال الخيبة".
هذا ما يرويه الروائي المصري الشاب، طلال فيصل، (1985) في روايته "بليغ" الصادرة قبل أشهر قليلة عن "دار الشروق".
"أذيال الخيبة" هي ربما بداية ونهاية قصة الحب التي يقال، إنها أسطورية بين الموسيقار المصري الأشهر، بليغ حمدي، (1931 ــ 1993)، وواحدة من أشهر فنانات العالم العربي في القرن الأخير وردة الجزائرية التي تصادف اليوم ذكرى رحيلها الخامسة (2012).
تقول القصة، إنّ وردة المولودة لأب جزائري في باريس، أغرمت ببليغ حمدي قبل أن تعرفه بعد سماعها ألحان أغنية "تخونوه" لعبد الحليم حافظ من فيلم "الوسادة الخالية".
في العام 1959، دعيت وردة إلى القاهرة، بعدما بدأت مسيرة غنائية متواضعة، تؤدي فيها أغاني أم كلثوم في باريس وبيروت. وفي حفل الاستقبال، راحت تلتفت إلى بليغ حمدي الذي كان موجوداً، ويلتفت هو إليها، فتسأله من دون تفكير "أنت بليغ؟ أنت اللي لحنت تخونوه". وعندما يسألها، إن أعجبتها "الغنوة" تجيب: "أعجبتني لدرجة أني يوم سمعتها في السينما، قلت سأتزوج من صانع هذا اللحن".
بعدها بثلاث سنوات تقدّم بليغ حمدي للزواج من وردة، رفضه أهلها. عاد إلى بيته ليلحّن بعدها كلمات أغنية "العيون السود"، على أمل أن تغنيها صاحبة العيون السود التي فتنته قبل سنوات. عشر سنوات مرّت، تزوّجت خلالها وردة، وتزوّج خلالها بليغ، وتطلّق الاثنان، ليتزوّجا في منزل نجوى فؤاد وبمباركة وحضور عبدالحليم حافظ.
فيديوهان قد يلخّصان حقيقة هذا الحبّ: الأول هو فيديو بليغ ووردة وهما يغنيان "العيون السود".
والفيديو الثاني هو أثناء حفلة لوردة تتحضّر فيها لغناء "أوقاتي بتحلَو" ففوجئت ببليغ على طرف المسرح. تترك الميكروفون، وتذهب إليه وتقبّله، ثم تقول "بقالي شهر ما شفتوش". أثارت القبلة وقتها غضب المحافظين، بينما اُعتبر الفيديو تلخيصاً للحب الأيقوني بينهما.
هذا الحب المجنون لم يستمرّ إلا 6 سنوات. انفصلا بعدها، رغم إكمال عملهما سوياً... لكنّ اليوم، وبعد الحب والرفض والزواج والطلاق، تبقى وردة في الوعي واللاوعي الشعبيين "معشوقة بليغ"، ويبقى بليغ "حبيب وردة"، وتبقى القصة قصة بليغ ووردة التي "لا الزمان ولا المكان قدروا يخلوا حبنا .. ده يبقى كان".
اقــرأ أيضاً
هذا ما يرويه الروائي المصري الشاب، طلال فيصل، (1985) في روايته "بليغ" الصادرة قبل أشهر قليلة عن "دار الشروق".
"أذيال الخيبة" هي ربما بداية ونهاية قصة الحب التي يقال، إنها أسطورية بين الموسيقار المصري الأشهر، بليغ حمدي، (1931 ــ 1993)، وواحدة من أشهر فنانات العالم العربي في القرن الأخير وردة الجزائرية التي تصادف اليوم ذكرى رحيلها الخامسة (2012).
تقول القصة، إنّ وردة المولودة لأب جزائري في باريس، أغرمت ببليغ حمدي قبل أن تعرفه بعد سماعها ألحان أغنية "تخونوه" لعبد الحليم حافظ من فيلم "الوسادة الخالية".
في العام 1959، دعيت وردة إلى القاهرة، بعدما بدأت مسيرة غنائية متواضعة، تؤدي فيها أغاني أم كلثوم في باريس وبيروت. وفي حفل الاستقبال، راحت تلتفت إلى بليغ حمدي الذي كان موجوداً، ويلتفت هو إليها، فتسأله من دون تفكير "أنت بليغ؟ أنت اللي لحنت تخونوه". وعندما يسألها، إن أعجبتها "الغنوة" تجيب: "أعجبتني لدرجة أني يوم سمعتها في السينما، قلت سأتزوج من صانع هذا اللحن".
بعدها بثلاث سنوات تقدّم بليغ حمدي للزواج من وردة، رفضه أهلها. عاد إلى بيته ليلحّن بعدها كلمات أغنية "العيون السود"، على أمل أن تغنيها صاحبة العيون السود التي فتنته قبل سنوات. عشر سنوات مرّت، تزوّجت خلالها وردة، وتزوّج خلالها بليغ، وتطلّق الاثنان، ليتزوّجا في منزل نجوى فؤاد وبمباركة وحضور عبدالحليم حافظ.
فيديوهان قد يلخّصان حقيقة هذا الحبّ: الأول هو فيديو بليغ ووردة وهما يغنيان "العيون السود".
والفيديو الثاني هو أثناء حفلة لوردة تتحضّر فيها لغناء "أوقاتي بتحلَو" ففوجئت ببليغ على طرف المسرح. تترك الميكروفون، وتذهب إليه وتقبّله، ثم تقول "بقالي شهر ما شفتوش". أثارت القبلة وقتها غضب المحافظين، بينما اُعتبر الفيديو تلخيصاً للحب الأيقوني بينهما.
هذا الحب المجنون لم يستمرّ إلا 6 سنوات. انفصلا بعدها، رغم إكمال عملهما سوياً... لكنّ اليوم، وبعد الحب والرفض والزواج والطلاق، تبقى وردة في الوعي واللاوعي الشعبيين "معشوقة بليغ"، ويبقى بليغ "حبيب وردة"، وتبقى القصة قصة بليغ ووردة التي "لا الزمان ولا المكان قدروا يخلوا حبنا .. ده يبقى كان".