فقد قُتل 15 مدنياً من عائلة واحدة، اليوم السبت، جراء غارة لطيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، استهدفت منزلاً في شارع المنصور في مدينة الرقة، خلفت دماراً في المنزل والمنطقة المحيطة به.
كما استهدف القصف منطقة دوار النعيم في الرقة، فيما تعرض سوق الهال القديم لقصف صاروخي، ما أوقع مزيداً من القتلى في صفوف المدنيين، وسط معارك عنيفة بين تنظيم "داعش" و"قسد"، والتي أعلنت تقدمها في نزلة شحاذة جنوب المدينة.
وتزامناً، تدور اشتباكات على محور هشام بن عبد الملك عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات، كما تتواصل الاشتباكات في المدينة القديمة، ونقاط تماس أخرى في القسم الغربي من الرقة.
وسُمع دوي انفجارات ناجمة عن تفجيرات نفذها عناصر من "داعش"، وقصف للتحالف الدولي على مناطق في الرقة، حيث يحاول "داعش" من خلال تنفيذ هجمات معاكسة، استعادة السيطرة على مواقع خسرها أمام "قسد"، خلال الأسابيع الماضية.
وجرى تشييع 17 عنصراً على الأقل، من مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، في مدينة الحسكة وبلدة القحطانية، ممن قُتلوا في قصف وتفجيرات واشتباكات مع تنظيم "داعش" في معركة الرقة.
وفي محافظة دير الزور المجاورة، دارت اشتباكات بين قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، وعناصر تنظيم "داعش"، في محيط اللواء 137، وسط قصف متبادل.
وقُتلت 3 نساء وطفل، جراء إصابتهم في قصف لطائرات حربية روسية، أو تابعة للتحالف الدولي على منطقة الطيبة، شرقي مدينة الميادين.
في غضون ذلك، سيطرت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية، فجر اليوم السبت، على عدة مواقع عسكرية داخل مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، إثر اشتباكات مع تنظيم "داعش" بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، في حين شنّت المقاتلات الروسية غارات جوية عدة على مواقع التنظيم، والأحياء السكنية في المدينة.
وتسعى قوات النظام للسيطرة على مدينة السخنة بشكل كامل، حيث تعتبرها مركزاً لانطلاق عملياتها العسكرية نحو مدينة دير الزور.
من جهتهم، شن عناصر "داعش"، فجر اليوم السبت، هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام، بالقرب من مدينة الرصافة بريف الرقة الجنوبي، ما أدى إلى إصابة أكثر من 10 عناصر من قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
كما تم خلال الهجوم، تدمير عربتين عسكريتين، إثر انغماس عدد من عناصر "داعش" في مواقع قوات النظام، بحسب ما أعلنت مصادر إعلامية مقربة من التنظيم.
وفي محيط العاصمة دمشق، جنوبي سورية، أعلن "فيلق الرحمن" العامل في الغوطة الشرقية، في بيان، عن وقوع اشتباكات مع قوات النظام، عند إدارة المركبات على أطراف مدينة عربين بريف دمشق.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام تواصل خرق الهدنة في غوطة دمشق الشرقية، حيث استهدفت أطراف بلدة حوش الضواهرة في منطقة المرج، والتي يسيطر عليها "جيش الإسلام"، بصاروخ أرض- أرض، ما تسبب بأضرار مادية.
كما قصفت قوات النظام، بقذائف الهاون، حي جوبر الدمشقي شرقي العاصمة، وأطراف بلدة عين ترما.
وشنت طائرات النظام، خمس غارات، على أطراف بلدتي الزريقية وأوتايا الواقعتين في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، ما تسبب في إصابة خمسة أشخاص على الأقل.
وقد وثّق "الدفاع المدني في ريف دمشق"، مقتل وجرح 156 شخصاً، منذ بدء سريان اتفاق "تخفيف التصعيد" في الغوطة الشرقية.
بدوره، أكد المجلس المحلي لمنطقة المرج، أنّ المناطق التي تستهدف بالغارات الجوية في الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام، لا يوجد فيها أي مقرات عسكرية لأي فصيل معارض.
وأوضح المجلس، في بيان، أنّ المناطق المستهدفة "هي أماكن لتجمع المدنيين ومدارس فقط"، داعياً المجتمع الدولي والجهات الضامنة لاتفاق "تخفيف التصعيد" إلى تحمّل المسؤولية تجاه الخروق، التي راح ضحيتها أطفال ونساء، ومحاسبة مرتكبي المجازر بحق المدنيين.
على صعيد آخر، نفى وائل علوان، المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن"، الاتهامات التي وجهتها "هيئة تحرير الشام" للفيلق، حول الاعتداء على أحد مقاتليها على جبهات جوبر، أثناء عودته من خطوط الاشتباكات مع النظام.
وقال علوان، في تصريحات صحافية، إنّ "عنصر الهيئة المقتول لا علاقة له بالرباط ولا الجبهات، حيث كان يتجول بسلاحه في بلدة حمورية، وأطلق النار على أحد عناصر فيلق الرحمن، فطاردته دورية تابعة للفيلق وأطلقت النار عليه وقتلته".
وكانت هيئة "تحرير الشام" قد اتهمت، في بيان، "فيلق الرحمن"، بالاعتداء على عناصرها في الغوطة الشرقية، وذلك بعد مقتل عنصر تابع لها، صباح أمس الجمعة.
وقالت مصادر محلية، إنّ حالة استنفار تسود الحمورية، وسط مخاوف من عودة الاقتتال الداخلي بين الفصائل، خاصة مع حديث عن ضغوط على "فيلق الرحمن" لفصل مناطق سيطرته عن مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في الغوطة، كشرط لكي يشمل اتفاق "تخفيف التصعيد" تلك المناطق.
وقال ناشطون، إنّ عناصر "هيئة تحرير الشام" أطلقوا النار في الهواء، لتفريق مظاهرة مناهضة للهيئة خرجت في بلدة كفربطنا في غوطة دمشق الشرقية أمس الجمعة، وطالبتها بالخروج من المنطقة.
كما خرجت عدة مظاهرات في الغوطة الشرقية، عقب أداء صلاة الجمعة، وطالبت بإسقاط النظام، ونددت بـ"هيئة تحرير الشام"، وطالبتها بالخروج من المنطقة.