قتلى في اشتباكات صنعاء وبن عمر يدعو لوقف العنف

19 سبتمبر 2014
قصف الحوثيون مبنى التلفزيون الرسمي (محمد حمود / الأناضول)
+ الخط -
قُتل مدنيون يمنيون، بينهم مسؤولون حكوميون، في مواجهات دارت في شارع الثلاثين، شمالي غرب العاصمة صنعاء، بين مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيون) والجيش اليمني، مدعوماً بلجان شعبية من حزب الإصلاح، في حين أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، عن "أسفه لتدهور الأوضاع في صنعاء، ووصولها إلى حدّ استخدام السلاح، في وقت يواصل فيه جهوده من أجل التوصل إلى حلّ سلميّ للأزمة".

ونعت وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء، الوكيل المساعد للوزارة للشؤون الفنية المهندس عبد الرحمن سيف عقلان، الذي قتل أثناء مروره، اليوم الجمعة، ومعه نجله، في شارع الثلاثين بالعاصمة صنعاء، إثر استهدافه بطلق ناري من عناصر مسلحة، موجودة في الشارع، فضلاً عن إصابة نجله بشظية.

كما تسببت قذائف، سقطت على منزل رئيس الهيئة العامة للتأمين الطبي أحمد الخرساني، في حي الأعناب قرب شارع الثلاثين، بمقتل زوجته وأمه وابن أخته.

وكان الطيران الحربي اليمني، قد قصف اليوم، مواقع لجماعة "أنصار الله"، بالعاصمة صنعاء. ونقلت وكالة "الأناضول"، عن شهود عيان، قولهم إنّ "الطيران الحربي قصف مواقع للحوثيين في منطقة صرف، شمال شرقي العاصمة"، مرجحين أن "يكون القصف استهدف تعزيزات عسكريّة للحوثيين، الذين يسعون للسيطرة على نقطة عسكرية في المنطقة".

وحلقت طائرتان حربيتان، فوق شارع الثلاثين، في حي شملان شمالي العاصمة، قبل أن تقصف مواقع للحوثيين، وفق شهود عيان.

في موازاة ذلك، طالب المبعوث الأممي إلى اليمن بوقف فوري لجميع أعمال العنف في صنعاء، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، وأعرب عن "أسفه البالغ لتدهور الأوضاع في صنعاء ووصولها إلى حدّ استخدام السلاح، في وقت تتواصل الجهود من أجل التوصّل إلى حلّ سلمي للأزمة".

وأوضح بن عمر، بعد عودته، من محافظة صعدة (شمالي اليمن) معقل جماعة "أنصار الله"، حيث أجرى مباحثات لمدة ثلاثة أيام مع زعيمها عبد الملك الحوثي، أنّه حاول "جسر الهوة بين مختلف الأطراف واتفقنا على مجموعة نقاط تؤسّس لاتفاق بين الأطراف المعنية، ليكون مبنياً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".

وأضاف: "بعد انتهاء المحادثات في وقت متأخر من ليل الخميس، وجدت أن الوضع في صنعاء تدهور، ويؤسفني جداً وقوع هذه التطورات واستخدام السلاح في وقت نحاول أقصى جهدنا، للتوصل إلى حلّ سلمي للأزمة".

وفي حين استأنف الحوثيون قصفهم العنيف على مبنى التلفزيون الرسمي، طالبت هيئة الاصطفاف الوطني في اليمن، الرئيس عبدربه منصور هادي، بـ"إعلان النفير العام وفتح باب التجنيد لحماية صنعاء".

ودعت الهيئة، التي تعدّ كيانا شعبيا مساندا للسلطات اليمنية، وتضم شخصيات من مختلف التوجهات، في بيان لها، اليوم الجمعة، الرئيس اليمني إلى "تحمّل مسؤوليته الدستورية والقانونية في حماية المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة"، وطالبته بـ "سرعة إسناد القوات المسلحة بإعلان النفير العام وفتح باب التجنيد الطوعي لحماية العاصمة صنعاء ومواطنيها، وكذلك سرعة فك الحصار المسلح عن العاصمة صنعاء ورفع المظاهر المسلحة وكل ما يقلق السكينة العامة للمواطنين".

وكان أحد المفاوضين عن الوفد الحوثي، وهو مشارك في المحادثات التي يقودها بن عمر، في صعدة، قال ظهر اليوم، إنّ الحوثي "عيّن اثنين من معاونيه، لتوقيع الاتفاق في صنعاء، في الساعات التالية أو غداً السبت"، قبل أن تتدهور الأوضاع الأمنية من جديد.

ووصف الرئيس اليمني، خلال لقائه، اليوم الجمعة، سفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن، ما تقوم به جماعة "أنصار الله" بـ"محاولات انقلابيّة لإسقاط الدولة"، معتبراً أنّ "ما يجري يؤكّد أن الشعارات، التي كانوا يرفعونها (الحوثيون) في بادئ الأمر، تحت عناوين ومطالب شعبية، ما هي إلا غطاء، وقد كُشفت اليوم الحقائق والنوايا المبيتة على الأرض".

المساهمون