قاطعوا الإنترنت.. الحياة الحقيقية جميلة

25 مارس 2015
(Getty)
+ الخط -
"اترك الإنترنت لمدة ساعة، اقضها مع العائلة، في قراءة كتاب أو في عمل أي من الأمور التي تحب". هذا هو مضمون دعوات أطلقت أخيراً في المغرب، وتحمل إسم "ديكونيكطا ساعة"، وتحث المغاربة على ترك العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي لبعض الوقت، والعودة إلى حميمية الحياة الواقعية.

وترى الدعوة التي أطلقتها مجموعة من الشباب في مدينة الدار البيضاء، أكبر مدن المملكة المغربية، أن الحياة الافتراضية "تسطو وتستحوذ" على الحياة الواقعية واليومي المعاش للمواطنين المغاربة. وانطلاقاً من هذا الواقع انطلقت فكرة التخلص من "سطوة الانترنت" ولو لساعة.

هكذا أطلق أصحاب الفكرة، فيديو "تحفيزياً" باللهجة المغربية من أربع دقائق يستعرض الأمور التي يتخلى عنها الفرد "عندما يقضي كل وقته على مواقع التواصل الاجتماعية". ومن بين هذه الأمور قضاء وقت ممتع مع العائلة أو قراءة كتاب أو تعلم العزف على آلة موسيقية أو المساعدة بأعمال خيرية وغيرها من الأمور.

ويقول يوسف معضور، باحث في علم الاجتماع وأحد أصحاب المبادرة، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الفكرة جاءت انطلاقاً من ملاحظة مجموعة من السلوكيات "الجديدة" على المواطنين المغاربة، ومنها الارتباط الدائم بالانترنت خصوصاً موقع "فايسبوك". وقد وصل الأمر برأي معضور إلى حافة "الإدمان". وهو الشيء الذي دفعه إلى تصوير فيديو "تحفيزي" لعدم الخضوع لهذا "الاستحواذ".

لكن الحملة نفسها تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لفكرتها، فهل في ذلك تناقض معيّن؟ "نشر الفيديو التحفيزي على يوتيوب كان لا بد منه على اعتبار أن كل الناس تدخل الموقع بكثرة... وهو ما فكرنا باستغلاله لإيصال فكرتنا عبر نشرها أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعة من المواقع الإخبارية".

ويشدد معضور على أن الفكرة "قوية في مضمونها" وهو ما لا يختلف كثيرون حوله "الجميع يشعرون بطريقة أو أخرى أن الانترنت يستحوذ عليهم أو على الأقل على الكثير من وقتهم".
هذا الأمر سهل حسب المتحدث نفسه استيعاب فكرة الفيديو "لقيت استحساناً كبيراً وتفاعل معها عدد كبير من رواد الانترنت".

ويضيف أنه طبق مضمونها على نفسه كما شاركه ذلك عدد من أصدقائه، حيث دخلوا في تحديات فردية وجماعية لمقاطعة مواقع التواصل الاجتماعية لأسبوعين أو أكثر ونجحوا في ذلك. ويقول: "تبقى المسألة مسألة تعوّد وترتيب للأولويات... فالإنسان لا يعرف ما الذي بإمكانه القيام به حتى يدخل غمار التجربة". وهو من هذا المنطلق لا يدعو إلى ترك العالم الافتراضي بل "تقنين الولوج إليه وعدم نسيان ما نملكه حقيقة في حياتنا ونهمله".

وتشير شركات متخصصة في إحصاء عدد مستخدمي الإنترنت إلى إن 10 ملايين مستخدم مغربي يدخلون الإنترنت، بينهم أفراد أعمارهم أصغر من السن القانونية للدخول إلى الشبكة. وحسب الإحصائيات نفسها تعد الفئة العمرية الشابة ما بين 20 و30 سنة هي الأكثر استخداماً للإنترنت في المغرب.


إقرأ أيضاً: شباب المغرب... موسم الهجرة إلى "يوتيوب"
دلالات
المساهمون