عشرون ثانية فقط تكفل معرفة حالة الدماغ الصحيّة، بواسطة جهاز يقرأ موجاته، ابتكرته طالبتان من كلية الهندسة في جامعة الأزهر في غزّة.
وكانت إسراء المغاري وجيهان الشاعر قد نجحتا في تطوير جهاز بسيط يوضع على رأس الإنسان، يبعث برسالة إلى الهاتف المحمول عبر اتصال بواسطة تقنيّة "بلوتوث"، تفيد بعدد الموجات التي تفسّر حالة الدماغ الصحيّة. أما فكرتهما، فأتت عندما قررتا إنجاز ابتكار هندسي في مجال الطب. وتقول المغاري وهي طالبة هندسة ميكاترونيكس لـ "العربي الجديد"، إن "المشروع الطبي يفيد كل شرائح المجتمع. واختيار جهاز خاص بالدماغ، أتى نظراً لضرورته وسط عدم توفّر أجهزة مماثلة في قطاع غزّة".
لم تستسهل الطالبتان الفكرة في البداية، فالدماغ بالنسبة إليهما أمر ليس بسهل خصوصاً وأنه يتحكّم بكامل الجسم. كذلك فإن الابتكار يستلزم دراسة معمقة حول الموضوع. لكن المشرف على بحث تخرجهما الدكتور فوزي أبو جراد، شجعهما على المضي قدماً.
فزارت الطالبتان مستشفى الشفاء في غزّة ومستشفى دار الكتاب والسنة في خان يونس، إذ أجهزة التخطيط الدماغي على مستوى القطاع تتوفّر فيهما فقط. وبعد عرض الفكرة على الأطباء المعنيّين، لاقتا تشجيعاً كبيراً نظراً لحاجة العيادات والمستشفيات إلى مثل هذا الاختراع البسيط في ظل الأزمات المتكررة.
والجهاز هو في متناول الجميع. فهو لا يحتاج جهداً كبيراً، ويمكن لأي شخص وفي أي وقت وضعه على الرأس وتشغيله، ليرسل من ثم النتيجة إلى هاتف محمول. أما الأجهزة في داخل المستشفيات، فهي ضخمة وتطلب فنياً طبياً في عملها وباستشارة طبيب فقط. كذلك تحتاج إلى الوقت للبرمجة والحصول على النتائج.
وتشرح الشاعر وهي متخصصة في هندسة الاتصالات والحاسوب لـ "العربي الجديد" كيفيّة عمل الابتكار. فتقول: "من خلال وضع الجهاز على الرأس، تسجّل موجات من الدماغ. هي موجات حيوية، لها تردداتها. فتتحوّل إلى موجات كهربائية ليصار إلى التعامل معها". تضيف أنه "في خلال 20 ثانية فقط، يبعث الجهاز الموضوع على الرأس، برسالة إلى الهاتف عبر تقنيّة بلوتوث. في حال كانت موجة ألفا عالية، يكون الدماغ في حالة استرخاء. أما ارتفاع موجة بيتا فيعني أن الدماغ في حالة تركيز، وإذا أتت غاما عالية فيكون الدماغ في حالة قلق وضغط".
في عملهما على ابتكارهما، واجهت الشابتان معوقات عدّة، أبرزها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي. فمشروعهما يتطلب توفّر الكهرباء بشكل متواصل لساعات، حتى تتمكنان من إجراء التجارب العملية والنظرية على حدّ سواء. كذلك، تفاقم الأمر مع عدم توفّر القطع الإلكترونية المطلوبة في مشروعهما. فاضطرتا إلى قضاء أيام وأيام في البحث.
استغرق العمل على ابتكارهما أكثر من أربعة شهور. فهما وبعدما حصلتا على موافقة المشرف في أواخر شهر يونيو/حزيران 2014، اندلع العدوان الأخير على غزّة في شهر يوليو/تموز. فتعطلت آلية عملهما، وتوقفتا عن العمل لغاية نهاية شهر سبتمبر/أيلول. وفي نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2015، حصلتا على مرتبة امتياز مع نسبة 98 في المائة.
واليوم بحسب ما تشير المغاري، "نعمل على الترويج للجهاز، بهدف الحصول على تمويل من جهة داعمة، لتطوير جهازنا بحسب المواصفات العالمية. من بعدها، نسعى إلى تسويقه في الأسواق الفلسطينية كمنتج فلسطيني وتصديره أيضاً إلى الخارج".
تجدر الإشارة إلى أن قطاع الصحة في غزّة يتلقّى أجهزته الطبية كلها على شكل مساعدات، عبر منح تقدّمها جهات أوروبيّة للقطاع المحاصر. وفي خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، لم يدخل أي جهاز طبي المستشفيات الحكومية، بحسب ما تشير دائرة العلاقات الخارجية في وزارة الصحة الفلسطينية. وهذا ما يزيد من معاناة المرضى بشكل أكبر.
وكانت إسراء المغاري وجيهان الشاعر قد نجحتا في تطوير جهاز بسيط يوضع على رأس الإنسان، يبعث برسالة إلى الهاتف المحمول عبر اتصال بواسطة تقنيّة "بلوتوث"، تفيد بعدد الموجات التي تفسّر حالة الدماغ الصحيّة. أما فكرتهما، فأتت عندما قررتا إنجاز ابتكار هندسي في مجال الطب. وتقول المغاري وهي طالبة هندسة ميكاترونيكس لـ "العربي الجديد"، إن "المشروع الطبي يفيد كل شرائح المجتمع. واختيار جهاز خاص بالدماغ، أتى نظراً لضرورته وسط عدم توفّر أجهزة مماثلة في قطاع غزّة".
لم تستسهل الطالبتان الفكرة في البداية، فالدماغ بالنسبة إليهما أمر ليس بسهل خصوصاً وأنه يتحكّم بكامل الجسم. كذلك فإن الابتكار يستلزم دراسة معمقة حول الموضوع. لكن المشرف على بحث تخرجهما الدكتور فوزي أبو جراد، شجعهما على المضي قدماً.
فزارت الطالبتان مستشفى الشفاء في غزّة ومستشفى دار الكتاب والسنة في خان يونس، إذ أجهزة التخطيط الدماغي على مستوى القطاع تتوفّر فيهما فقط. وبعد عرض الفكرة على الأطباء المعنيّين، لاقتا تشجيعاً كبيراً نظراً لحاجة العيادات والمستشفيات إلى مثل هذا الاختراع البسيط في ظل الأزمات المتكررة.
والجهاز هو في متناول الجميع. فهو لا يحتاج جهداً كبيراً، ويمكن لأي شخص وفي أي وقت وضعه على الرأس وتشغيله، ليرسل من ثم النتيجة إلى هاتف محمول. أما الأجهزة في داخل المستشفيات، فهي ضخمة وتطلب فنياً طبياً في عملها وباستشارة طبيب فقط. كذلك تحتاج إلى الوقت للبرمجة والحصول على النتائج.
وتشرح الشاعر وهي متخصصة في هندسة الاتصالات والحاسوب لـ "العربي الجديد" كيفيّة عمل الابتكار. فتقول: "من خلال وضع الجهاز على الرأس، تسجّل موجات من الدماغ. هي موجات حيوية، لها تردداتها. فتتحوّل إلى موجات كهربائية ليصار إلى التعامل معها". تضيف أنه "في خلال 20 ثانية فقط، يبعث الجهاز الموضوع على الرأس، برسالة إلى الهاتف عبر تقنيّة بلوتوث. في حال كانت موجة ألفا عالية، يكون الدماغ في حالة استرخاء. أما ارتفاع موجة بيتا فيعني أن الدماغ في حالة تركيز، وإذا أتت غاما عالية فيكون الدماغ في حالة قلق وضغط".
في عملهما على ابتكارهما، واجهت الشابتان معوقات عدّة، أبرزها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي. فمشروعهما يتطلب توفّر الكهرباء بشكل متواصل لساعات، حتى تتمكنان من إجراء التجارب العملية والنظرية على حدّ سواء. كذلك، تفاقم الأمر مع عدم توفّر القطع الإلكترونية المطلوبة في مشروعهما. فاضطرتا إلى قضاء أيام وأيام في البحث.
استغرق العمل على ابتكارهما أكثر من أربعة شهور. فهما وبعدما حصلتا على موافقة المشرف في أواخر شهر يونيو/حزيران 2014، اندلع العدوان الأخير على غزّة في شهر يوليو/تموز. فتعطلت آلية عملهما، وتوقفتا عن العمل لغاية نهاية شهر سبتمبر/أيلول. وفي نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2015، حصلتا على مرتبة امتياز مع نسبة 98 في المائة.
واليوم بحسب ما تشير المغاري، "نعمل على الترويج للجهاز، بهدف الحصول على تمويل من جهة داعمة، لتطوير جهازنا بحسب المواصفات العالمية. من بعدها، نسعى إلى تسويقه في الأسواق الفلسطينية كمنتج فلسطيني وتصديره أيضاً إلى الخارج".
تجدر الإشارة إلى أن قطاع الصحة في غزّة يتلقّى أجهزته الطبية كلها على شكل مساعدات، عبر منح تقدّمها جهات أوروبيّة للقطاع المحاصر. وفي خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، لم يدخل أي جهاز طبي المستشفيات الحكومية، بحسب ما تشير دائرة العلاقات الخارجية في وزارة الصحة الفلسطينية. وهذا ما يزيد من معاناة المرضى بشكل أكبر.