قادة بالجيش المصري يهدّدون 28 ألف عامل مضرب بالإرهاب

21 اغسطس 2014
الإضرابات العمالية مستمرة رغم القمع الأمني ( العربي الجديد)
+ الخط -


للمرة الثانية خلال العام الجاري، يدخل أكثر من 28 ألف عامل في مصانع الطوب في منطقتي الصف وأطفيح، في محافظة الجيزة، جنوب مصر، في إضراب تام عن العمل، للمطالبة بزيادة "يوميتهم" التي لم تتغير منذ سنوات، والتي باتت لا تتناسب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، فضلاً عن زيادة أسعار الوقود والطاقة.

إضراب معلّق

يقول رئيس النقابة المستقلة، لعمال الطوب، رضا سلام: إن أكثر من 28 ألف عامل طوب يعملون في 215 مصنعاً في منطقتي الصف وأطفيح، قد أعلنوا إضرابهم عن العمل منذ يوم 8 أغسطس/آب الجاري، فيما علقوا الإضراب يوم 13 من الشهر نفسه، بعد وعود من مديرية وزارة القوى العاملة والهجرة، بتلبية مطالب العمال، إلا أنه حتى اليوم لم تتم الاستجابة، وسيعاود العمال إضرابهم اعتباراً من السبت القادم.

يضيف سلام لـ"العربي الجديد" "يومية العمال في مصانع الطوب، هي 7 جنيهات لعمال النقل، أي أقل من دولار واحد في اليوم، و13 جنيهاً وربع جنيه لعمال الطوب الأخضر، و14 جنيهاً ونصف جنيه لعمال الطوب الأحمر في اليوم الواحد"، مشيراً إلى أن مطالبهم تتمثل في زيادة "جنيهين ونصف الجنيه (الدولار الأمريكي = 7.5 جنيه) على اليومية، (ما يعادل 1/3 دولار) فضلاً عن التأمين على العمال ضد إصابات العمل".

يذكر أن القانون المصري، ينص على توقيع غرامة قدرها جنيهان، فقط على صاحب العمل الذي يتقاعس عن التأمين على العمال في مصنعه.

وكان أصحاب مصانع الطوب، قد رفعوا أسعار الطوب على إثر زيادة أسعار الوقود، من 190 جنيهاً سعر ألف طوبة إلى ما بين 260-280 جنيهاً سعر الألف طوبة.

زيادة أسعار الوقود

يتابع سلام "بدأت مشكلة عمال الطوب الأخيرة منذ رفع أسعار الطاقة في بداية شهر رمضان، حيث أوقف أصحاب المصانع – ودون إنذار مسبق للعمال - العمل في المصانع، مما وضع العمال في شهر رمضان في مأزق كبير حيث إنه لا عمل لديهم، وبالتالي لا أجر لأنهم يعيشون على أجر اليوم الذي يعملون، فلو حدث ولم يعملوا في يوم من الأيام فلا دخل لهم يعيشون منه هم وعائلاتهم"، لأنهم عمال يتقاضون أجرهم باليومية أي في نهاية كل يوم عمل.

قيادات الجيش

وفي هذا السياق، تقول الناشطة العمالية، فاطمة رمضان "رغم ما يتحمله العمال من مخاطر سواء بسبب الأحمال الثقيلة التي تسبب لهم أمراضاً مهنية، مثل الانزلاق الغضروفي وغيره، حيث إنهم يحملون فوق ظهورهم الطوب بمجرد خروجه من الفرن، فتكون درجة حرارته ما بين 6- و70 درجة مائوية، إلا أن أصحاب المصانع رفضوا مطلب العمال بحجة أن الزيادة في أسعار الطوب تكفي بالكاد تغطية الزيادة في أسعار الطاقة".

وتتابع رمضان "كما هدد أصحاب المصانع العمال أثناء فترة الإضراب بإطفاء الأفران، وقالوا لهم: أنتم من ستجوعون عندما نغلق المصانع، فنحن لدينا من الأموال ما نعيش به أما أنتم فلا".

وتؤكد رمضان أن الكثير من أصحاب المصانع من أصحاب النفوذ ومن قيادات الجيش والشرطة سابقاً، فرئيس "جمعية صناع الطوب" هو اللواء أشرف شورى، وأحد أصحاب المصانع هو الفريق مجدي حتاتة، قائد الجيش الثاني الميداني سابقاً.

وترى الناشطة العمالية أن إضراب عمال الطوب يعتبر نقلة نوعية في حركة العمال، حيث استطاع عمال الطوب الذين يعملون بشكل غير منتظم ولا مقنن، الاتفاق معاً للوقوف لزيادة أجورهم. وقد استطاع العمال بالفعل رغم الظرف السياسي العام، وحالة التخوين العامة لكل من يعارض النظام العسكري أن يحققوا جزءاً من مطالبهم.

وفي هذا يؤكد رئيس النقابة المستقلة لعمال الطوب، رضا سلام، أن العمال تلقوا بالفعل تهديدات تفيد الإبلاغ عنهم، وتلفيق اتهامات لهم بـ"الانتماء الى جماعات إرهابية، وتلقي تمويل من الخارج، وحث العمال على الإضراب لإيقاف عجلة الإنتاج، وتعطيل سير العمل".

كما هدد أصحاب المصانع، العمال المضربين عن العمل، بتسريحهم، والاستعانة بعمالة "أرخص، من المحافظات الأكثر فقراً في مصر"، بحسب سلام، الذي أكد أن العمال لن يصمتوا على هذا التهديد تحديداً، وسيعتصمون أمام المصانع لمنع العمال الجدد من حل محلهم.

ويذكر أن عمال مصانع الطوب، من العمالة غير المنظمة في مصر، التي تعمل باليومية وليس لها عمل ثابت أو أجر ثابت ومحدد.

والصف وأطفيح يضمان ما يزيد عن ألف مصنع طوب متوسط وصغير الحجم والإنتاج، معظمها قطاع خاص مملوكة للأهالي في المنطقة، يحوي كل مصنع من 150 إلى350 عاملاً، حسب حجم المصنع والإنتاج، تتراوح أعمارهم ما بين 10 و60 عاماً، وفي اليوم الواحد ينتج المصنع الواحد من 150 إلى 200 ألف طوبة.

وتوجد مستشفى واحدة تُخدم مئات الآلاف من العمال وسكان المنطقة، ولكن رئيس النقابة رفض أن يطلق على هذا المبنى اسم "مستشفى"، ووصفها بـ"حظيرة المواشي" حيث "لا يوجد فيها طبيب ولا رعاية.. وإذا تم إسعاف عامل مصاب إصابة عمل ونقل الى المستشفى، فإن احتمالات وفاته تزداد هناك من الإهمال وسوء الرعاية"، على حد وصفه.

المساهمون