هن مناضلات بالفكر والقلم. يحاولن نقل الواقع بكل موضوعية رغم متاعب المهنة وظروف العمل. في اليوم العالمي للمرأة تتحدّث بعض الإعلاميات التونسيات عن تحديات المهنة والصعوبات التي تواجهنها في تونس.
تقول نبيلة، عبيد وهي إعلامية شابة تعمل في الإذاعة الوطنية (إذاعة رسمية) إنّ الصحافية في الإذاعة لم ترتق بعد إلى مواقع القرار ولم تتسلم بعد مواقع إدارية وقيادية. وتضيف: "مهما عملت واجتهدت الإعلامية وتفوقت على الرجل فإن التعيينات لا تزال تتمّ بقرار سياسي وعادة يتجاهلون المرأة في المناصب الكبرى".
أما من حيث طبيعة العمل بين الزملاء فتؤكد أنه لا فرق بين زميل أو زميلة في التعاملات أو في توزيع العمل، "لكن لا يزال هناك الكثير من العمل على مستوى التكوين الإعلامي".
من جهتها، تعتبر سلمى القيزاني، وهي صحافية في "الصحافة اليومية"، أنّ وضع العديد من الإعلاميات لا يزال هشاً، "ففي مؤسسات عدة هناك من يشتغل براتب زهيد ما بين 200 و300 دولار"، مؤكدة أن هذا الأمر مهين للإعلامية. وتضيف: "الحكومات المتعاقبة لم تقدم شيئا للإعلاميات لجهة تحسين الأجور أو النهوض بالفئات الهشة منهن".
[اقرأ أيضاً: الجرائم الإلكترونية في تونس: الرقابة ليست الحلّ]
واعتبرت القيزاني أن المضايقات موجودة "فعبارات إعلام العار تلاحق الإعلاميات سواء من قبل المواطن أو بعض السياسيين... ومثل هذه العبارات مهينة للمرأة وللإعلامية على وجه الخصوص". وأكدت القيزاني أنّ الإعلام سلطة رابعة ومن غير المقبول أن يبقى القطاع مهمشاً من قبل بعض الخواص من أرباب المؤسسات.
وترى نادية عيادي رئيسة تحرير مجلة "المرأة والواقع" التي تصدر باللغة الفرنسية أنه لا يوجد فرق بين الإعلامية والإعلامي في تونس "لقد تمكنا من تجاوز هذه النظرة التي تميز بين الجنسين... فما يصنع الفرق بين الإعلامي والإعلامية هي الشخصية والذكاء وطريقة العمل لا غير".
وتتابع: "بعد الثورة حصلنا على هامش كبير من حرية التعبير، وأهم ما حصل أنّ الإعلام أصبح يتطرق الى جميع المواضيع، الجيدة منها والسيئة من دون خوف أو حسابات". وكشفت أنه بعد الثورة أصبح هناك احترام متبادل بين الإعلاميات ورجال الأمن، نافية وجود ممارسات عنيفة أو لفظية من قبل رجال الأمن. وقالت إنّ الإعلامي يجب أن يتفهم الواقع الأمني فلا يتطرق إلى معلومات تمس المنظومة الأمنية أو تهدد سلامة البلاد، مبيّنة أن "الإعلامي له الحرية في الحصول على المعلومات لكن من دون تعريض الأمنيين إلى الخطر".
أما فاطمة البعزاوي التي تعمل في صحيفة "الرهان" فتقول إن بعض "الإعلاميات لم يحصلن على حظوظهن في العمل، ومع ذلك صمدن وكافحن وكن ينتقلن إلى عدد من المواقع رغم المشاكل في سيدي بوزيد والقصرين وحتى في الشعانبي، من أجل نقل الحدث ونقل صورة صادقة عن المجتمع". ودعت البعزاوي نقابة الصحافيين إلى التحرك بعيداً عن بيانات التنديد والاستنكار.
من جهتها، تؤكد وداد محمد، مقدمة برامج في الإذاعة الوطنية، أن الإعلامية امرأة مميزة لأنها تبذل مجهوداً كبيراً، ولديها احياناً هوس بالمهنة. وكشفت أن ظروف العمل المتوفرة للإعلاميات في الخارج كأوروبا، أو في بعض البلدان العربية لم تتوفر للإعلاميات التونسيات.