في معنى تكريم نجوم السينما

03 يوليو 2017
أوما ثورمان (فيسبوك)
+ الخط -
لم يكن مفاجئاً أن تنال الممثلة الأميركية أوما ثورمان تصفيقاً حادّاً، فور نزولها من السيارة التي أقلّتها من "غراند أوتيل بوبّ" (حيث يُقيم الضيوف) إلى فندق "تيرمال" (مقر المهرجان)، حيث انتظرها معجبون كثيرون ساعات عديدة، في ظلّ شمس حادة بعض الشيء.
فالممثلة، المدعوة إلى "مهرجان كارلوفي فاري السينمائيّ الدوليّ" لتكريمها في دورته الـ52 (30 يونيو/ حزيران ـ 8 يوليو/ تموز 2017)، تحظى بشعبية واضحة في بلدٍ لم يتحوّل إلى صانع سينمائيّ على غرار دول ومجتمعات أوروبية عديدة، رغم أنه يُنتج أفلاماً، يعتبرها كثيرون ركائز أساسية في بلورة نصٍ بصريّ يُضاهي، ببهائه وجماله وإبداعه، ما تُقدِّمه تلك الدول والمجتمعات.
والمهرجان، المستمرّ في تثبيت حضور دوليّ له كحيّز ثقافي وجمالي وفني على مستوى السينما ونتاجاتها، يحتاج إلى زخم جماهيري يتمثّل، غالباً، بـ"نجومٍ" يتخطّون الحواجز كلّها، فيعثرون على مساحات واسعة لهم في قلوب معجبين كثيرين، واهتماماتهم ومتابعة أفعالهم وإنصاتهم إلى أقوالهم. لذا، يعكس التصفيق واقعاً حيّاً، يتمثّل بالمكانة الخاصّة بها كممثلة معروفة، وكشخصية سينمائية تمتلك شعبية كبيرة.
غير أن السؤال المطروح يخرج من العلاقة الوطيدة بين "نجم" هوليوودي ومهرجان سينمائيّ لديه التزام ثقافي وجمالي وفني بصناعة الصورة، إلى معنى اهتمام مهرجان كهذا بتكريم ثورمان وزملاء هوليووديين لها، تحديداً. ورغم أن طرح السؤال مشروع، إلّا أن الإجابة عنه لن تكون صعبة، لأنها تبدأ بمعنى "تصفيق حادّ"، يقول بشعبيةِ ممثلةٍ لدى شريحة واسعة من المعجبين، الذين يغلب عليهم الشباب. شعبية تحثّ إدارة المهرجان على تكريم أميركيين (بصورة خاصّة) لديهم حضور طاغٍ في الاجتماع التشيكي، عبر أفلامٍ يُشاهدها هؤلاء، ويتفاعلون معها، وينتظرون الدورات السنوية لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي"، كي يُلقوا ولو نظرة خاطفة وسريعة على من يحبّون ويعرفون ويتابعون، ويتماهون به أيضاً.
كلّ مهرجان سينمائيّ يحتاج إلى ركيزة شعبية تساعد على تفعيل جماهيريته في المدينة التي يُقام فيها أولاً، كما في البلد ومحيطه ثانياً. والركيزة الشعبية تحتاج إلى جانب تجاري، بالمعنى الجماهيري، يتمثّل بأفلام تُرضي ذائقة الناس، من دون أن تحرمهم متعة اكتشاف الجديد والسجاليّ والمحرِّض على التفكير والتأمل، في الوقت نفسه. كما يتمثّل أيضاً بتكريم "نجومٍ"، يُشارك بعضهم في أفلامٍ مغايرة للتجاريّ، كما تفعل أوما ثورمان نفسها، إذْ إنها تبرع في تقديم الجديد والسجاليّ، كما التجاري الجماهيري، من دون أن تهتزّ صُورتها ومكانتها في صناعة السينما وجمالياتها.
هل تنجح خطّة المهرجان في تحريض الناس على حضور أفلامه، عبر دعوة "نجوم" وتكريمهم؟
يبدو أن ما يجري خارج أروقة المهرجان يختلف عما يحدث في صالاته، التي تمتلئ ـ غالباً ـ بمشاهدين كثيرين، يغلب عليهم شبابٌ قادمون إليها من أمكنة بعيدة، أحياناً.




دلالات
المساهمون