في حلقة دائرية يجتمع أفراد من قبيلة ماساي. وعلى وقع الطبول والمزامير يبدأ الرقص. ثياب مزركشة، صيحات تعلو، وتصفيق يزيدك حماسة لاختراق الدائرة والبدء بالرقص. تستقبلك قبيلة ماساي، أكبر القبائل في جمهورية كينيا، بالابتسامه والرقص والغناء.
هناك يعي الجميع أن السائح يود اختبار تجربة التخييم، التعرف على الطبيعة، ولقاء الحيوانات البرية. تاريخياً بدأ الغرب برحلات السفاري واكتشاف الحياة البرية في أفريقيا في عشرينيات القرن الماضي، وتطور هذا النمط من الرحلات حتى بات وجهة محببة عند الكثيرين. وعلى الرغم من أن رحلات السفاري تستهوي الكثير من السياح، إلا أن متعة السفر إلى كينيا تحديداً، ليست مكتشفة بشكل كبير. فما رأيكم بالبدء بمغامرة جديدة في شرق أفريقيا؟
رحلات السفاري
على امتداد 1.510 كلم2، تمتد محمية ماساي مارا الوطنية، أكبر محمية طبيعية في أفريقيا. تقع إلى الغرب من نيروبي العاصمة، وتعتبر موطن قبائل الماساي الشهيرة. في هذه الفترة من العام وحتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول، تبدأ الحيوانات بالهجرة من متنزه سيرينغيتي في تنزانيا، ويطلق عليها العلماء بالهجرة العظمى، وهي فرصة مناسبة للتعرف على الحيوانات البرية من كافة فصائلها وأنواعها: أسود، نمور، ظباء، وقطعان كبيرة من حمار الوحش، الجواميس البرية، وغيرها. في ساعات الصباح الباكر، تنطلق سيارات الدفع الرباعي بقيادة دليل سياحي، لتجول بالسياح في الأدغال البرية التي تضم أنواعاً نادرة من الأشجار الاستوائية، ونباتات السافانا الضخمة، حيث تبدأ رحلة السفاري، أما ليلاً فالتخييم في البراري يعد تجربة جديدة في حياة السائح.
جنة الطيور
في كينيا أماكن متنوعة يقصدها السياح، أبرزها محمية بحيرة ناكورو الوطنية. يصفها العلماء بأنها أكبر مجمع للطيور في العالم، نظراً لما تحتويه من طيور غريبة ونادرة. وهي موطن طيور النحام الوردية، الفلامينغو، والبجع الأبيض، نظراً لوفرة الطحالب على الشواطئ. تقع المحمية في منطقة الصدع المركزي ضمن الوادي المتصدع الجنوبي. تستضيف أكثر من 400 نوع، منها 5 أنواع مهددة بالانقراض. كما أن المحمية محطة رئيسية لهجرة الطيور من آسيا إلى أفريقيا وبالعكس. بجانب بحيرة ناكورو، يقصد الزائر بحيرة نيفاشا، التي تقع على بعد 90 كيلومترا إلى الشمال الغربي من العاصمة نيروبي. تتميز البحيرة بوجود مئات الطيور النادرة، والحيوانات الغريبة، وأهمها فرس النهر.
رياضات خطرة
تسلق الجبال، الصعود في المنطاد، الوجه الآخر للرحلة في كينيا. تسلق جبل كينيا، ثاني أعلى جبل على مستوى قمم جبال أفريقيا، تجربة تستحق اختبارها. وهو واحد من الجبال البركانية القليلة في أفريقيا، تكتسي قمته بالثلوج طوال أشهر العام، ما يجعله واحداً من أكثر الجبال جاذبية لعشاق التسلق. كما يقوم السياح بركوب المنطاد والتحليق فوق المراعي الخضراء. لا تنتهي فرصة ممارسة رياضة التسلق هنا، فمتنزه بوابة الجحيم الوطني وجهة أخرى لهواة التسلّق، وهو واحد من المتنزهات التي تسمح للزوار بأنشطة التخييم والاستكشاف بركوب الدراجة. أما محبو الصيد، فالفرصة مناسبة في محمية أمبوسيلي عند سفح جبل كليمنجارو. يمكن صيد العديد من الحيوانات خلال النهار، وفي الليل يمكن الإقامة في مخيمات المحمية.
فطور مع الزرافات
في العاصمة نيروبي، تجارب أخرى مثيرة. في قصر الزرافات، الواقع في ضاحية لانجاتا، وهو فندق ضخم يسمح للزوار بأن يتقاسموا فطورهم الصباحي مع الزرافات التي تعيش في مساحات واسعة من مزرعة القصر. كما تعد مزرعة القصر موطن الكثير من الحيوانات.
وما رأيكم الآن بإقامة حفل زفاف وفق تقاليد الماساي؟ توفر العديد من الفنادق فرصة التعرف على العادات والتقاليد الكينية، ومنها إقامة حفل زفاف لأي ثنائي. يرتدي العروسان الثياب التقليدية، وتبدأ مراسم الاحتفال على الطريقة الكينية التقليدية. مئات السياح يتم تزويجهم مجدداً، ولذا تعتبر كينيا أيضاً مكاناً رومانسياً مغايراً للنمط السائد من الأماكن الرومانسية المعروفة.