في غياب السياسات الثقافية

18 نوفمبر 2014
صادق الفراجي / العراق
+ الخط -

هل هناك سياسات ثقافية في العالم العربي؟ قد تسارع المؤسسات الحكومية في بلداننا إلى الإجابة عن هذا السؤال عبر تقديم برامج ومذكرات وتقارير، لتقول إن هناك سياسةً محكمة وتصوراً واضحاً تتّبعه الدولة في هذا المجال. لكن الواقع سيقول أشياء أخرى.

كان أندريه مالرو، الذي اجتمع المثقف والسياسي في شخصيته وتجربته، يرى أن عدم وجود سياسة ثقافية لدولة ما هو في حد ذاته سياسة. ثمة حكومات وأنظمة تخاف من الثقافة، لذلك تعمل كل ما في وسعها كي تنشأ الثقافة مثل نبتة غريبة وغير مرغوب فيها، أقصى ما قد تصله، هو أن تتكاثر على نحو عشوائي.

وحين تفكر دولنا العربية في مقاربة الشأن الثقافي، فإن مقاربتها على الأغلب ستكون أَمنية، تعمل على دعم كل ثقافة "مهادِنة"، وإقصاء وطمس ملامح كل ثقافة "مزعجة". معظم الحكومات العربية سيعني لها مفهوم "سياسة ثقافية" مفهوماً آخر هو "تدجين الثقافة"، بينما تعني السياسة الثقافية، في الحقيقة، وضع تخطيط لتنمية حقول الثقافة في بلد ما، وبالتالي، تنمية المجتمع والتقدّم به من وضع أول إلى وضع ثان ثم ثالث وهكذا، بمعنى التحول بالتدريج نحو مجتمع تحرّكه الثقافة.

في كتابه "الأدب والسياسة"، يؤكد سعيد يقطين أن الانتقال من موقع خارج العصر إلى داخله لا يتحقق بالسياسات الاقتصادية الناجعة فقط، بل عبر انتهاج سياسة ثقافية جديدة ومتطورة ومغايرة لما مورس خلال فترة من الزمان.

المساهمون