في سوق الحلاوة المصري.. عروسة المولد مُطلقة

09 ديسمبر 2016
(تصوير: خالد الدسوقي)
+ الخط -

مع اقتراب عام 2017، الذي وعد الرئيس المصري أن يكون "عام المرأة"، أسوةً باعتبار العام الجاري عام الشباب؛ تواجه المرأة المصرية معركةً جديدةً؛ إذ بدأ مجلس النواب بمناقشة قانون الحضانة الجديد؛ ليسمح للرجل بأن ينال حق حضانة الأطفال في حالة الطلاق؛ وزواج الأم.

المجلس يناقش القانون، بينما نكات مواقع التواصل الاجتماعي تواصل عنصريتها ضد المرأة المطلقة؛ فتطلق نكتتها الجديدة بالتزامن مع المولد النبوي "عاوز عروسة مولد مطلقة بـ 50 جنيهاً".

لم تكن النكتة مضحكة، بل أثارت شجون نساء مصر من المطلقات، وأعادت لخيالهن تلك الصورة التي يحاربنها في كل وقت وحين؛ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية، واللقاءات المجتمعية؛ في سبيل هدف واحد هو تغيير نظرة "الوصم" التي تُفرض على المطلقة من قِبل مجتمعها.

وبعد كل هذه الجهود، أتت النكتة لتثبت أن كل هذا الحراك كانت نتيجته مكانك سر؛ فعروسة المولد التي كانت دومًا مثارًا لانتقادات السلفيين ولعنات الإسلاميين على البدع التي استحدثها الفاطميون؛ أضحت اليوم مثارًا لجدل جديد في الفارق بين عروسة المولد "البكر" التي تستحق 350 جنيهًا؛ وبين تلك الأخرى "المطلقة" التي لا تساوي أكثر من 50 جنيهًا في سوق الحلاوة.

"للأسف ما زالت المرأة المطلقة في المجتمع المصري تعاني من انتقاص قدرها وإهدار كرامتها؛ وأخيرًا جعلها هدفًا للنكات"، تقول الباحثة المصرية هدى قدري، موضحةً أن النكتة أثبتت أن كرامة المطلقة لا تصان حتى من قبل النساء أنفسهن.

تعدّد هدى المرات التي رأت فيها النكتة على صفحات نسائية يضحكن عليها، ويتبادلن حديثهن عن ارتفاع أسعار حلاوة المولد. تقول: "في مجتمعنا، لا يمكن إلقاء اللوم على الرجال فقط؛ فالعديد من النساء لا يلقين بالًا لما يتفوهون به وما يلقونه على غيرهن ممن تركن منظومة الزواج بأكملها فداء لأنفسهن من الحياة مع رجل لا يردنه".

"المطلقة ست حرة"؛ هاشتاغ أطلقته النسويات المصرية ردًا على الإساءة للمطلقات؛ داعيات إلى وقف نشر البوست العنصري، بالإضافة إلى تصحيح الصورة الخاطئة عن المطلقة في الوعي المصري.

كما يقول الكاتب والسيناريست وليد خيري عبر صفحته الشخصية علي الفيسبوك: "يعني إيه ست مطلقة يعني؟ واحدة ممكن يكون جوزها باعها واتجوز عليها ورماها وعيالها، فشالت الليلة وبقت أب وأم.. يعني ست مرضيتيش تعيش مع راجل مش بتحبه زي اللي راحت لسيدنا النبي وطلبت الطلاق ولجأت لشرع ربنا وأبرت جوزها من كل حقوقها ورديت عليه حديقته، والنبي مقالهاش يعني اتبطرتي ع النعمة الراجل جايبلك بيت بجيننة، شاف النبي إنها لا تطيق فأمر الزوج بتطليقها والقصة خلصانة بشياكة.. يعني ست أُجبرت على الجواز وجربت إنها تعيش ومقدرتش.. يعني واحدة اتهانت وانضربت ومقبلتش تبقى عبدة بالنهار وشلتة بالليل.. يعني ستات فاتحة بيوت.. يعني سيدة أهل الجنة يعني خديجة زوجة النبي. يعني كل واحدة أحصنت فرجها بعد الطلاق فيحق فيها قول الله ومريم التي أحصنت فرجها.. يعني ست الستات".

المساهمون