في ذكراها: زهرة العلا "بريمو" الأدوار الثانية

18 ديسمبر 2015
تركت خلفها إرثاً ضخماً من الأعمال (فيسبوك)
+ الخط -



في مثل هذا اليوم قبل عامين، رحلت الفنانة زهرة العلا صاحبة الوجه الملائكي والملامح الرقيقة تاركة خلفها إرثاً ضخماً من الأعمال التي تجاوزت المائة والسبعين، وتاريخاً ثريّا من الشخصيات التي أدتها بطريقة لافتة، رغم أنها كانت غالبا الاسم الثاني أو الثالث في أي فيلم.

كانت انطلاقة زهرة العلا من فيلم "خدعني أبي" عام 1951 الذي أدت بطولته فاتن حمامة إلى جانب محسن سرحان، وأخرجه حسن الإمام الذي كان له فضل منح زهرة العلا فرصة صغيرة ولكنها كانت كافية لتبدأ طريقها نحو النجومية، إذ قدمت أربعة أعمال في السنة الموالية، أهمها "صورة الزفاف" الذي قفز بها إلى الواجهة حينما جسدت فيه شخصية "توحة" بطلة الفيلم أمام النجم شكري سرحان، وشارك فيه كل من إسماعيل ياسين ومحمود المليجي، لتضمن زهرة العلا بذلك وضع اسمها في مصاف النجوم.

غير أن زهرة العلا لم تحافظ بعدها على وجودها كبطلة أساسية، وتراجعت إلى الأدوار الثانية في الأعمال الموالية، وكأنها لم تكن ترتاح تماماً في الدور الرئيسي، واختارت أن تكون دوما إلى جانب البطلة لا أن تكون البطلة ذاتها. وقد برعت بشكل لافت في هذا الأداء حتى أصبح ماركة مسجلة لها وأصبحت تلقب باسم "البريمو" الذي يعني الأولى، كونها تنجح دوماً في خطف الأضواء مهما كان دورها صغيراً داخل العمل، بل إن أجمل أدوارها لم تخرج في مجملها عن الدور المساعد، مثل شخصية "سلوى" في فيلم "أيامنا الحلوة" إلى جانب عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة وعمر الشريف عام 1955 التي تحاول الدفاع عن حب من طرف واحد تكنه لقريبها، إضافة إلى شخصية "درية" في "الوسادة الخالية" عام 1957 التي استطاعت أن تنقل فعلياً معاناة المرأة المظلومة، أما أكثر شخصية مؤثرة في مسار زهرة العلا فكانت "هنادي" في الفيلم الخالد "دعاء الكروان" عام 1959، والتي حيرت بها المشاهدين وإستطاعت زعزعة الأفكار الاجتماعية السائدة آنذاك، لتطرح تساؤلا حول الظلم الواقع على المرأة في المناطق التي تعيش تحت سيطرة القبيلة.

لقد كانت زهرة العلا بلا شك علامة فارقة في كل مرور على الشاشة، سواء في أعمال كانت بطلتها الأساسية مثل "الناظرة" أو "أنا وبناتي" أو كانت بطلة مساعدة وهي المكانة التي احتلتها في أغلب أعمالها والتي لا أحد يعلم سبب انحصارها فيها، لكن المهم في مسيرتها أنها برعت في ما قدمته إلى حد إثبات أن النجومية لا ترتبط ببطولة أو بكتابة الاسم بحروف ضخمة أول الإعلان، إنما بثقل الشخصية وقوة من يؤديها حتى لو كانت لا تتجاوز بضعة مشاهد ضمن الأحداث، لترحل بعدها تلك المرأة التي لطالما كانت زهرة الفن لقرابة خمسين عاماً والتي سيبقى أريجهاً ممتداً طويلا في تاريخ السينما العربية.


اقرأ أيضاً: أفلام فاتن حمامة.. انتقدت الواقع وغيَّرته
المساهمون