في خطوة مفاجئة.. العاهل المغربي يوشح معارضاً يساريّاً بارزاً

31 يوليو 2015
عيد العرش يشهد دائماً توشيحات ملكية (و.م.ع)
+ الخط -
لم يمر توشيح ملك المغرب، محمد السادس، بوسام رفيع لزعيم سياسي عُرف بمعارضته الشديدة لنظام حكم الملك الراحل، الحسن الثاني، وأيضاً معارضته للنظام الملكي في شكله الحالي، دون أن يثير جدلاً بخصوص قبول هذا المعارض الشرس الوسام الملكي.

وكانت مفاجأة لدى الكثيرين أن يتم استدعاء الزعيم السياسي اليساري، محمد بن سعيد آيت إيدر، إلى القصر الملكي بالرباط، أمس الخميس، بمناسبة احتفال المغرب بالذكرى السادسة عشرة لوصول الملك إلى الحكم سنة 1999، من أجل توشيحه بوسام العرش من درجة ضابط.

واشتهر آيت إيدر، وهو مؤسس "منظمة العمل الديمقراطي"، و"الحزب الاشتراكي الموحد"، الذي يدعو إلى إقامة نظام ملكي برلماني، ورفض المشاركة في المحطات الانتخابية السابقة، بأنه كان معارضاً قويّاً لنظام الملك الراحل، حتى أنه حُكم غيابيا بالإعدام سنة 1964.

وفسر آيت إيدر قبوله بالتوشيح الملكي، رغم معارضته شكل النظام الحاكم، ودعوته إلى إقامة ملكية برلمانية، عوض ملكية تنفيذية، بأنها التفاتة طيبة لم يكن أمامه سوى قبولها، بعد أن استدعته جهات من القصر الملكي من أجل توشيحه بوسام رفقة مثقفين وفنانين وشخصيات أخرى.

وكشف آيت إيدر، في تصريحات صحافية، أن الجهات التي استدعته لنيل الوسام من يد العاهل المغربي طلبت منه في البدء ارتداء جلباب تقليدي، مثل باقي الشخصيات المستدعاة، غير أنه رفض ذلك لأنه غير معتاد على لباس الجلباب الرسمي، فقبلوا اعتذاره، وتم توشيحه.

وأردف المتحدث  أن توشيحه من طرف الملك بوسام لن يغير مواقفه السياسية إزاء العديد من القضايا، من قبيل موقفه من إرساء الديمقراطية في البلاد، وموقفه من ضرورة إقرار ملكية برلمانية في البلاد، مبرزا أنه رغم ذلك يعتبر التوشيح الملكي التفاتة طيبة في حقه والجيل الذي يمثله.

الناشط السياسي والإعلامي، خالد الجامعي، أشاد بمبادرة القصر الملكي بتوشيح آيت إيدر، بالنظر إلى رمزيته السياسية، وتاريخه في المقاومة والنضال ضد الاستعمار، فضلا عن تاريخه السياسي في معارضة النظام، مثنيا أيضا على بقاء آيت إيدر على موقفه السابق القاضي برفض تقبيل يد الملك.

ومن جهتها، أفادت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، أن "الوسام الملكي للزعيم السياسي آيت إيدر، يعتبر تكريما لمسار هذا الرجل الذي كرس حياته لمقاومة الاحتلال الفرنسي، قبل أن يخوض معركة المعارضة للنظام السياسي القائم حينها، بهدف محاربة الظلم والفساد، وإقرار دولة الحق والقانون".



اقرأ أيضاً
 ملك المغرب: الإصلاحات بالبلاد "غير كافية"
دلالات
المساهمون