13 ابريل 2022
في تجاذب السياسة والثقافة لدى العرب
خضع العرب، منذ قرنين، لزمن ثقافي اكتسب لوناً خاصاً، هيمنت فيه السياسة على الجوانب الفكرية، فقد استيقظوا على اكتشاف تقدّم الغرب وسطوته، وعلى تخلّفهم وضعفهم قياساً إليه، فطرح المثقفون العرب في مواجهة هذه الإشكالية سؤالاً، لا يزال يتردد صداه، كثّفوا فيه الإشكالية التي تواجه مصيرهم: لماذا تقدّم الغرب وتأخر العرب؟ وما الوسائل الناجعة للتقدم؟
وقد حافظت التيارات الثلاثة (الإصلاحية الإسلامية، التيار القومي، التيار الليبرالي)، التي انبثقت في المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر على خيارات ثقافية متقاربة، على الرغم من تباينها، فاتفق الجميع على ضرورة التجديد، والاقتباس من أوروبا، والحكم الدستوري، والتنظيم المؤسسي.
لكن بعد الاجتياح الاستعماري للأرض العربية، تباينت مواقف هذه التيارات، وتصلَّبت أمام بروز الوجه الاستعماري للحداثة الأوروبية، على حساب جانبها العقلاني والإنسي، فشددت على "المسألة الثقافية" والخوف على (الهوية)، والحذر من الاقتباس. فشهدت الثلاثينيات ولادة الحركات السلفية التي أعلنت القطيعة مع ثقافة الغرب، والحذر من إسلام الجمهور. وشدد القوميون على المزاوجة بين "الأصالة" و"المعاصرة"، واستنفذوا طاقاتهم الفكرية لإثبات وجود "الأمة العربية". أما التيار الليبرالي، فتمركزت جهوده على الشأن القُطري، وبناء (الدولة الحديثة) في ظل الانتداب وما بعده، وركّز على الجانب الفردي والاقتصادي لليبرالية، ولم يُظهر إخلاصه الكافي لليبرالية الديمقراطية، كلما وجدها غير ضرورية لاستقرار مصالحه. وتمركز التيار الماركسي على فكرة "الطليعة" النخبوية التي تعبّر عن مصالح الطبقة وتقودها إلى الاشتراكية.
ثم تضخّم الطابع النخبوي للثقافة، مع تفاقم مخاطر الاجتياح الغربي لبلادنا، في صورة
المشروع الصهيوني الاستيطاني الإحلالي، على حساب الشعب الفلسطيني. ورافق ذلك ازدياد التباعد والتصلُّب بين أطراف الثقافة الوطنية، وانقطاع لغة الحوار بينها، فاستنفذ المثقف العربي طاقاته المادية والمعنوية، في مواجهة تلك المخاطر، وهيمن الهمُّ السياسي على ثقافته أمام شعور الجميع بخطر الاقتلاع، فتحول تاريخنا السياسي الحديث، بحكم الضرورة والواجب، إلى نضال دائم للرد على المشروع الغربي - الصهيوني. فلم يترك هذا الصراع فسحةً لاستقلال الثقافي عن السياسي. وأضعف طردًا خطابنا الثقافي، بعد أن أُلحِق بالسياسي، فبدل أن تصبح الثقافة منبعاً للمرجعيات العليا، أو السيادات العليا، وعصارة للمعنى وللمفاهيم المتجدّدة، صارت السياسة، بما هي إدارة للصراع، هي المرجعية للثقافة ومحرّك لها. وهو ما قاد، في النهاية، إلى أن استخدمت النخب شعار الدفاع أولاً عن مصلحة الجماعة غطاءً إيديولوجياً لسيطرتها على المجال العام، وعلى الجماعة نفسها. فانفصلت الأقوال عن الأفعال، والسلوك عن المعايير، بقدر ما انفصلت النخبة عن الجماعة.
بلغ الاستقطاب الأيديولوجي - السياسي للثقافة العربية ذروة تصلّبه في المرحلة (التقدمية)، لا سيما في طور احتباسها وانكشاف حدود إنجازاتها، أو أزمتها. فبدل أن ينظر كل طيف ثقافي إلى نفسه باعتباره جزءاً من ساحةٍ ثقافيةٍ واحدةٍ، تتكامل مع الأطياف الأخرى في تكوينها، عبر تعايشها وتحاورها وتلاقحها، ويهيمن على علاقاتها مناخ التكامل وروح التبادلية والاتصال، والاعتراف المتبادل، فتبقى بذلك الجماعة والمجتمع (مصالحهما وقيمهما واختياراتهما) المرجعية العليا ومصدراً للشرعية، ساد بدلًا من ذلك قانون التحارب والاستقطاب والإلغاء المتبادل، عندما نظر كل طرفٍ إلى نفسه باعتباره مصدر الحقيقة، ومؤتمنا على مصالح الجماعة (الأمة، الطبقة، جماعة المؤمنين)، لأنه "طليعتها"، ولا تقوم للجماعة قائمة إلا بإمساكه بمواقع القيادة! فتحولت الساحة الثقافية، ناهيك عن السياسية، إلى حلبة للصراع، بعد أن ضحّى الجميع بمرجعية الأمة مصدرا وحيدا للسياسة، وحصروها في أنفسهم ممثلين طليعيين لها! وغدا هدف الجميع السلطة، من دون الاهتمام بإرادة الشعب وبصندوق الاقتراع وبالديمقراطية التي غدت المنسي الأكبر في هذا المناخ.
وهكذا أصبحت الثقافة نخبوية، وظيفتها الرئيسية خدمة هذا الفريق أو ذاك في صراعه السياسي، وقاد ذلك إلى التضحية بالحقيقة وأختها الأخلاق. و(كفَّر) كل فريق الجماعة أو الشعب، فهي إما "مفوّتة الوعي" أو صاحبة "وعي عفوي" أو "جاهلية"! وبالتالي لم يعد هناك من حلول وسط، فإما أن تسلِّم الجماعة أمرها لأصحاب تلك الإيديولوجيا، فترتفع من مستوى جماعةٍ بذاتها إلى جماعة لذاتها، أو تبقى مجرد جماعة غفل!.
كان لا بد في هذا المناخ العصبوي أن تزاح لغة الحوار الجدي بين أطراف الساحة الثقافية، ناهيك عن السياسية، ولا يهدف إذا جرى الكشف عن مساحات جديدة للحقيقة والمعرفة، وعن المصالح المشتركة، بل لهدم الخصم وتحطيمه ودحره، عندها تصبح الضحية الأولى في كل ذلك الثقافة نفسها، باعتبارها فنا للتواصل الإنساني، وللحوار المتعدد، فضلاً عن الحقيقة، ناهيك عن الأخلاق!.
على الرغم من كل تلك الثغرات، استطاعت الثقافة العربية في العصر الحديث تحقيق ما يمكن اعتبارها ثقافة عربية واحدة، على تنوعها، تعكس وحدة الجماعة العربية، وبلورت أهدافاً كبرى للجماعة: النهضة والوحدة، ولغة مشتركة، واستطاع المثقفون العرب، على اختلاف مشاربهم، إقامة جسور متشعبة وعميقة مع ثقافات العالم، عن طريق الترجمة والإبداع. وأنجزوا تأليفاً يدعو إلى التبصر والتغيير، وإلى المشاركة بفاعلية في هذا العالم.
وقد كانت سورية الجريحة الضحية الأولى لهذه الثقافة التسلطية، في طبعتها الرديئة التي صاغها نظام حركة 8 آذار، الذي لم يكن نظامًا مستبدًا فحسب، بل همجي وبربري، تذكّرنا أفعاله وأفعال رجاله وزمره، وأفعال حلفائه، بأفعال قطعان المغول الهمجية عند اجتياحها بغداد في عام 1258 م. انظروا إلى ما فعل وفعلوا في الغوطة الغربية، والآن في الغوطة الشرقية: مذبحة يعقبها تهجير، ثم استيطان لمرتزقة إيران المجلوبين من شتى أصقاع الأرض. انظروا إلى ما فعله حزب الله ببلدة القصير، وفي حمص في حاراتها وناسها من ذبح وتهجير
واستيطان. هل سمعتم بما فعل وفعلوا في بانياس وفي حارة رأس النبع وقرية البيضا التي حرقوا سكانها أحياء، هل سمعتم بما فعل وفعلوا بسكان تلكلخ، مِن قتلٍ وتهجيرٍ واستيطان؟ ثم أكمل فظائعه باستقدام القوة الروسية (روسيا احتياط الاستبداد في العالم، ورصيده الذي لا ينضب)، لتبدأ طائراتها منذ بداية عام 2015 حرب الإبادة للسوريين في بيوتهم ومزارعهم ومدنهم، إبادة البشر السوريين، ثم يلتحق بخطط النظام ليمارس بالتسلسل: القتل ثم التهجير، ثم استقدام الاستيطان، ويُمارس ذلك جنبًا إلى جنب مع المليشيا الشيعية، معيدًا تجربته الدموية التي جرّب نجاعتها في غروزني، كسب فيها الحرب وخسر الشرف.
تجاوز هذا النظام في تسلطيته، خلال خمسين عامًا من تاريخه الدامي، حقل الاستبداد السياسي. لقد استهدف أول ما استهدف الثقافة، أراد أن يجرّد الشعب السوري من عقله، فعمل خلال هذه السنوات الطوال على "تلقين" أجيال متعاقبة من السوريين على الخضوع، وتقبل الإذلال، وتجرّع ثقافة الاستبداد، حتى كاد أن يحول الشعب السوري إلى كائناتٍ تتقبل أحكام النظام ورأيه فيه: شعب لا يملك العقل والإرادة لحكم نفسه، فيكفيه أن الله وهبه جماعة تقوده: (أليس حزب البعث قائدًا دستوريًا للدولة والمجتمع!؟). لقد حوّل الشعب السوري، من خلال تربيته المستدامة له، إلى جماعةٍ لا يجمعها جامع سوى طاعة هياكل الاستبداد، فلقد جرّد النظام الشعب من ممثليه وزعاماته الموثوقة، في الحي والقرية والبلدة والوطن، وأصبح السوريون شعبًا بلا رأس ولا زعامة وطنية حقة، فيا لبؤس الشعب الذي يفتقر إلى الزعامة الوطنية الحقة!، فيغدو شعبًا بلا رأس ولا إرادة موحدة، هو مجرّد أفراد مذررين من الصعوبة جمعهم، في أيام الشدة، وفي السراء والضراء. وهذا ما تبدّى في أثناء الامتحان الكبير للثورة السورية العظيمة، واليتيمة.
هذا هو الدرس الأول لمسار الثورة السورية العظيمة التي قام بها شعب شجاع، افتقر إلى "الزعامة الوطنية الجامعة"، ولم يستطع اجتراح "زعامة" في البرهة القصيرة من الزمن، كما عملت "القوى الصديقة" كل ما يلزم لإفشال بروز قيادة حقة للسوريين، من أميركا وصولًا إلى السعودية، مرورًا بالمتبحرين في علم الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا، الشاهد الأكبر على المقتلة السورية المهولة! كان همهم الأكبر، مثل روسيا، أن لا تسقط الأقليات من ذروة السلطة، وتخرج بقية السوريين من القمقم.
وقد حافظت التيارات الثلاثة (الإصلاحية الإسلامية، التيار القومي، التيار الليبرالي)، التي انبثقت في المنتصف الثاني للقرن التاسع عشر على خيارات ثقافية متقاربة، على الرغم من تباينها، فاتفق الجميع على ضرورة التجديد، والاقتباس من أوروبا، والحكم الدستوري، والتنظيم المؤسسي.
لكن بعد الاجتياح الاستعماري للأرض العربية، تباينت مواقف هذه التيارات، وتصلَّبت أمام بروز الوجه الاستعماري للحداثة الأوروبية، على حساب جانبها العقلاني والإنسي، فشددت على "المسألة الثقافية" والخوف على (الهوية)، والحذر من الاقتباس. فشهدت الثلاثينيات ولادة الحركات السلفية التي أعلنت القطيعة مع ثقافة الغرب، والحذر من إسلام الجمهور. وشدد القوميون على المزاوجة بين "الأصالة" و"المعاصرة"، واستنفذوا طاقاتهم الفكرية لإثبات وجود "الأمة العربية". أما التيار الليبرالي، فتمركزت جهوده على الشأن القُطري، وبناء (الدولة الحديثة) في ظل الانتداب وما بعده، وركّز على الجانب الفردي والاقتصادي لليبرالية، ولم يُظهر إخلاصه الكافي لليبرالية الديمقراطية، كلما وجدها غير ضرورية لاستقرار مصالحه. وتمركز التيار الماركسي على فكرة "الطليعة" النخبوية التي تعبّر عن مصالح الطبقة وتقودها إلى الاشتراكية.
ثم تضخّم الطابع النخبوي للثقافة، مع تفاقم مخاطر الاجتياح الغربي لبلادنا، في صورة
بلغ الاستقطاب الأيديولوجي - السياسي للثقافة العربية ذروة تصلّبه في المرحلة (التقدمية)، لا سيما في طور احتباسها وانكشاف حدود إنجازاتها، أو أزمتها. فبدل أن ينظر كل طيف ثقافي إلى نفسه باعتباره جزءاً من ساحةٍ ثقافيةٍ واحدةٍ، تتكامل مع الأطياف الأخرى في تكوينها، عبر تعايشها وتحاورها وتلاقحها، ويهيمن على علاقاتها مناخ التكامل وروح التبادلية والاتصال، والاعتراف المتبادل، فتبقى بذلك الجماعة والمجتمع (مصالحهما وقيمهما واختياراتهما) المرجعية العليا ومصدراً للشرعية، ساد بدلًا من ذلك قانون التحارب والاستقطاب والإلغاء المتبادل، عندما نظر كل طرفٍ إلى نفسه باعتباره مصدر الحقيقة، ومؤتمنا على مصالح الجماعة (الأمة، الطبقة، جماعة المؤمنين)، لأنه "طليعتها"، ولا تقوم للجماعة قائمة إلا بإمساكه بمواقع القيادة! فتحولت الساحة الثقافية، ناهيك عن السياسية، إلى حلبة للصراع، بعد أن ضحّى الجميع بمرجعية الأمة مصدرا وحيدا للسياسة، وحصروها في أنفسهم ممثلين طليعيين لها! وغدا هدف الجميع السلطة، من دون الاهتمام بإرادة الشعب وبصندوق الاقتراع وبالديمقراطية التي غدت المنسي الأكبر في هذا المناخ.
وهكذا أصبحت الثقافة نخبوية، وظيفتها الرئيسية خدمة هذا الفريق أو ذاك في صراعه السياسي، وقاد ذلك إلى التضحية بالحقيقة وأختها الأخلاق. و(كفَّر) كل فريق الجماعة أو الشعب، فهي إما "مفوّتة الوعي" أو صاحبة "وعي عفوي" أو "جاهلية"! وبالتالي لم يعد هناك من حلول وسط، فإما أن تسلِّم الجماعة أمرها لأصحاب تلك الإيديولوجيا، فترتفع من مستوى جماعةٍ بذاتها إلى جماعة لذاتها، أو تبقى مجرد جماعة غفل!.
كان لا بد في هذا المناخ العصبوي أن تزاح لغة الحوار الجدي بين أطراف الساحة الثقافية، ناهيك عن السياسية، ولا يهدف إذا جرى الكشف عن مساحات جديدة للحقيقة والمعرفة، وعن المصالح المشتركة، بل لهدم الخصم وتحطيمه ودحره، عندها تصبح الضحية الأولى في كل ذلك الثقافة نفسها، باعتبارها فنا للتواصل الإنساني، وللحوار المتعدد، فضلاً عن الحقيقة، ناهيك عن الأخلاق!.
على الرغم من كل تلك الثغرات، استطاعت الثقافة العربية في العصر الحديث تحقيق ما يمكن اعتبارها ثقافة عربية واحدة، على تنوعها، تعكس وحدة الجماعة العربية، وبلورت أهدافاً كبرى للجماعة: النهضة والوحدة، ولغة مشتركة، واستطاع المثقفون العرب، على اختلاف مشاربهم، إقامة جسور متشعبة وعميقة مع ثقافات العالم، عن طريق الترجمة والإبداع. وأنجزوا تأليفاً يدعو إلى التبصر والتغيير، وإلى المشاركة بفاعلية في هذا العالم.
وقد كانت سورية الجريحة الضحية الأولى لهذه الثقافة التسلطية، في طبعتها الرديئة التي صاغها نظام حركة 8 آذار، الذي لم يكن نظامًا مستبدًا فحسب، بل همجي وبربري، تذكّرنا أفعاله وأفعال رجاله وزمره، وأفعال حلفائه، بأفعال قطعان المغول الهمجية عند اجتياحها بغداد في عام 1258 م. انظروا إلى ما فعل وفعلوا في الغوطة الغربية، والآن في الغوطة الشرقية: مذبحة يعقبها تهجير، ثم استيطان لمرتزقة إيران المجلوبين من شتى أصقاع الأرض. انظروا إلى ما فعله حزب الله ببلدة القصير، وفي حمص في حاراتها وناسها من ذبح وتهجير
تجاوز هذا النظام في تسلطيته، خلال خمسين عامًا من تاريخه الدامي، حقل الاستبداد السياسي. لقد استهدف أول ما استهدف الثقافة، أراد أن يجرّد الشعب السوري من عقله، فعمل خلال هذه السنوات الطوال على "تلقين" أجيال متعاقبة من السوريين على الخضوع، وتقبل الإذلال، وتجرّع ثقافة الاستبداد، حتى كاد أن يحول الشعب السوري إلى كائناتٍ تتقبل أحكام النظام ورأيه فيه: شعب لا يملك العقل والإرادة لحكم نفسه، فيكفيه أن الله وهبه جماعة تقوده: (أليس حزب البعث قائدًا دستوريًا للدولة والمجتمع!؟). لقد حوّل الشعب السوري، من خلال تربيته المستدامة له، إلى جماعةٍ لا يجمعها جامع سوى طاعة هياكل الاستبداد، فلقد جرّد النظام الشعب من ممثليه وزعاماته الموثوقة، في الحي والقرية والبلدة والوطن، وأصبح السوريون شعبًا بلا رأس ولا زعامة وطنية حقة، فيا لبؤس الشعب الذي يفتقر إلى الزعامة الوطنية الحقة!، فيغدو شعبًا بلا رأس ولا إرادة موحدة، هو مجرّد أفراد مذررين من الصعوبة جمعهم، في أيام الشدة، وفي السراء والضراء. وهذا ما تبدّى في أثناء الامتحان الكبير للثورة السورية العظيمة، واليتيمة.
هذا هو الدرس الأول لمسار الثورة السورية العظيمة التي قام بها شعب شجاع، افتقر إلى "الزعامة الوطنية الجامعة"، ولم يستطع اجتراح "زعامة" في البرهة القصيرة من الزمن، كما عملت "القوى الصديقة" كل ما يلزم لإفشال بروز قيادة حقة للسوريين، من أميركا وصولًا إلى السعودية، مرورًا بالمتبحرين في علم الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا، الشاهد الأكبر على المقتلة السورية المهولة! كان همهم الأكبر، مثل روسيا، أن لا تسقط الأقليات من ذروة السلطة، وتخرج بقية السوريين من القمقم.